كلمتها

أسرار في حياة «منيرة المهدية».. وكيف بدأت مشوارها الفني؟

كتبت: أماني فريد

“أسمر ملك روحي يا حبييي تعالى بالعجل مسافر على فين وواخد مهجتي يا حبيبي”.

أشهر أغاني منيرة المهدية صاحبة الحنجرة الذهبية، هي الفنانة الاستثنائية صاحبة الصوت الجبار البديع الذي أشاد به الشيخ سلامة حجازي وتغنى في عذوبة صوتها، فهو الذي قال عنها هي صاحبة الصوت الأبيض.

وفي السطور التالية تستعرض لكم منصة «كلمتنا» حياة زكية محمود حسن.

نبوغها المبكر

زكية محمود حسن الاسم الحقيقي للسلطانة «منيرة المهدية»، التي بدأت فنها في سن التاسعة بالغناء في المقاهي، ولموهبتها الفريدة من نوعها ذاع صيتها سريعا وجذب صوتها علية القوم والفنانين، مثل الشيخ «سلامة حجازي» الذي كان مثلها الأعلى «سليمان قرداحي» وغيرهم كثر.

فتحت الشهرة لمنيرة الباب على مصرعيه، وافتتحت ملهى ليلي خاص بها، الذي أصبح ملتقى الفن والطرب، وأيضا ملتقى لرجال السياسة والصحافة، ليصبح اسم «منيرة المهدية» لا يقتصر فقط على الفن، لكنه امتد ليشمل الحركة الوطنية للبلاد خلال ثورة 191‪9 ومقر هذا الدور الوطني في “نزهة النفوس” المقهى الخاص بالسلطانة.

«نزهة النفوس».. الملهى الوطني لمنيرة المهدية

كان «نزهة النفوس» شرارة البداية للاجتماعات السرية لكبار السياسين والمناضلين والقيام بحركاتهم الوطنية، بجانب أغانيها الوطنية التي تحث الشعب وتشجعهم على استقلال البلاد، وفي ذلك الوقت كان ممنوعا على أي فرد أن يذكر اسم «سعد زغلول» ومن يذكر اسمه فقط يتعرض للسجن 6 أشهر ويتم جلده.

لكن الوطنية «منيرة المهدية» غنت لسعد وقالت له: «شال الحمام حط الحمام من مصر لما للسودان زغلول وقلبي مال إليه أنده لما أحتاج إليه»، وهي بذلك لعبت دورا سياسيا حفظه لها التاريخ ووقوفها على مسرح الحياة ومساندة الحركة الوطنية، وأيضا وقوفها على خشبه المسرح تتحدى الأفكار التقليدية.. ولكن كيف؟ نعم فهي أول امراة مصرية تمثل كرجل.

هي امرأة استثنائية، وحالة لن يجود الزمان بغيرها كثيرا، فهي وقفت على المسرح لتؤدي أدوار ذكورية مثل دور «حسن» في رواية «الشيخ سلامة حجازي» ونجحت فيه بجدارة تضاهي مواهبها الأخرى، فهي أول من غنى في الراديو وأول مطربة عربية تسجل أغانيها على اسطوانات وأول من أسس فرقة مسرحية باسمه، فهي استحقت لقب «السلطانة» عن جدارة فأصحبت المهدية حلم صعب المنال لجيل الغناء الجديد مثل «أم كلثوم»، الذي كان حلمها فقط أن تصل إلى مرتبتها.

«أم كلثوم» وعلاقتها المثيرة للجدل بمنيرة المهدية

استطاعت أم كلثوم خطف الأنظار من السلطانة سريعا فور ظهورها، وبداية انصراف الناس عن السلطانة وانجذابهم لشدو أم كلثوم وصوتها النادر، مما هز عرش السلطانة سريعا وذهاب الناس عنها لسماع أم كلثوم، مما جعل منيرة المهدية تحاول بشتى الطرق وبتدبير الخطط والمكايد والشائعات الغير لائقة.

لكن رغم ذلك استمر فن أم كلثوم في الصعود، الحال التي لم تستطع معه منيرة المهدية الصمود كثيرا، واختفت منيرة المهدية من الساحة الغنائية، لتعود بعد فترة كبيرة إلى الظهور على المسرح وكانت أول المشجعين لها أم كلثوم لكن وقتها قررت الاعتزال، ليسدل الستار على فنها للأبد، وتوفيت في 12 مارس 196‪5‪

اقرأ أيضًا: ما السر وراء منديل ونظارة “أم كلثوم” السوداء؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى