الميراث الحضاري للثقافة البدوية بملتقيات العاملين بقصور الثقافة
حول الميراث الحضاري للثقافة البدوية، عقدت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، اليوم الثلاثاء، محاضرة ضمن ثاني محاور الملتقيات الثقافية المعني بالخصوصية الثقافية الجامعة بين الثابت والمتغير، والتي تقدمها الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام، للعاملين بالهيئة عبر تقنية البث المباشر.
خلال المحاضرة تناول الباحث حمد خالد شعيب، كيف ساهمت الصحراء الشاسعة والجبال الشاهقة الوعرة في تكوين الثقافة البدوية لتشكل هويتها المرتكزة على أوتاد قوية عميقة من القوانين والتقاليد الصارمة، النابعة من عاداتهم الأصيلة، فهو إرث ذاخر من الموروثات وثوابت من الزمن، حافظوا على استمراره في يوميات حياتهم، في تمسك فريد من نوعه بقيم إنسانية، تمثل ثقافة مكان ورمزية بقاء رغم كل عواصف ملاحقات إغراء حداثة العصر.
وأكد “شعيب” أن لكل مجتمع خصائصه الاجتماعية والنفسية والحضارية، وهنا يتوجب الوقوف حول مفهوم المجتمع بين طباع “البدوي والمدني” مشيرا إلى أن المقصود هنا بالبداوة، ليس مجتمعات عدم الاستقرار والتنقل سعيا وراء الماء والعشب والصيد العشوائي كما قد يُفهم، بل فقط نمط الحياة المجتمعية الذي نجده يسود بوجه خاص خارج الحواضر.
وأضاف الباحث أننا نجد أنفسنا أمام خيارين، خيار عقلية “البداوة” بما تكفله من التفكير الجماعي والتدبير التشاركي والغنى القيمي وكل مظاهر المروءة، وخيار عقلية “التمدن”، موضحا أن بعض السوسيولوجيين نبشوا في مختلف القوانين التي تحكم السلوك “البدوي” من خلال رصد السلوكيات والمواقف في المجتمعات البدوية، بقصد استثمار الصالح واعتماده في مؤسسات التنشئة.
واختتم “شعيب” المحاضرة بالتأكيد على أن حياة البادية مليئة بقيم المحبة والكرم، إذ كان إنسان الصحراء له ارتباط في حياة التقشف جعلت منه كائنا صلبا قويا لديه القدرة على المواجهة عند الشدائد والظروف، فهو لا ينكسر ولا ييأس ومخزونا لا ينتهي من القيم والأخلاق والقوانين والأعراف يصعب اختراقه أو تجاوزه.