بالصور.. افتتاح فعاليات اليوم الأول لمؤتمر تحقيق التراث بدار الكتب
تحت رعاية الأستاذة الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، افتتحت دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت، اليوم الثلاثاء، فعاليات المؤتمر السنوي الثالث لمركز تحقيق التراث.
وفي مستهل كلمته رحب الأستاذ الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق، بضيوف المؤتمر السنوي لمركز تحقيق التراث، وهو مؤتمر دولي يحاضر فيه عدد من الأساتذة الكبار في مجالات التراث المختلفة.
وشرح الدكتور أسامة جذور كلمة “المستعربين” وتشير الكلمة إلى الذين تعلموا اللغة العربية بعد دخول الإسلام إلى أوروبا، وكان العلماء الإسبان والفرنسيون من أوائل من درسوا الآثار الشرقية واهتموا بالتراث الشرقي.
وأكد الدكتور أسامة طلعت أن الحاجة تظل ماسة للتحقق من مصادر المعلومات في سبيل التثبت من صحتها، وهو ما يؤكد على أن أهمية تحقيق النصوص تظل قائمة في عصرنا.
وتحدث الدكتور أيمن فؤاد السيد، رئيس المؤتمر، موضحا أن الكتاب المخطوط ظهر من بداية التدوين، وبدأت النهضة الأوربية بترجمة المخطوطات العربية وقامت مطبعة بريل في لايدن بهولندا بطباعة ترجمات تلك المخطوطات.
وعندما دخلت الطباعة إلى مصر بدأ العرب يستعيدون تراثهم وما أضيف له من إسهامات الغرب، وبعد المطبعة البولاقية ظهرت مطبعة دار الكتب وتلاها عدد من المطابع في مصر والعالم العربي.
وأكد أيمن فؤاد أن المؤتمر يركز على الدور الذي قامت به هذه المؤسسات، وما هو حجم إنتاجها وأهميته، وما هو الدور الذي يمكن أن نقوم به لاستعادة الريادة مرة أخرى.
وتحدث الدكتور أحمد فؤاد باشا، أستاذ الفيزياء في جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية، عن التراث العلمي والتقني، وقال أننا إذا استعرضنا خريطة الإنتاج العلمي نكتشف محدودية ما يصدر في مجال تحقيق التراث، وكان تراثنا مصدر التنوير الأول في عصر النهضة الأوروبية، وإذا كان الزمن دار دورته وأصبحنا نستورد المعرفة من الخارج فلا ضير في ذلك فالحكمة ضالة المؤمن، ولكن يجب علينا في الوقت ذاته الاهتمام بتحقيق تراثنا فكتاب المناظر للحسن بن الهيثم على أهميته لم يتم تحقيق أجزائه بالكامل حتى الآن.
ومن جانبه تحدث الدكتور مدحت عيسى، مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، مؤكدا أن ذلك المؤتمر يعد فرصة لدراسة الحضارة العربية وهو الدور الذي أقر به المنصفون من المستشرقين، وأضاف عيسى أن جهود التحقيق يجب أن تشمل فهرسة المخطوطات وتكشيفها، وتحقيق النصوص وترجمة التراث إلى اللغات الأوربية المختلفة.
ولكن بعض المستشرقين لم يلتزم بقواعد البحث العلمي في دراسة التراث العربي فمال بهم الهوى الثقافي والتحيز عن جادة الموضوعية، ومع ذلك ماتزال جهود المستشرقين في التراث تحتاج إلى المزيد لأن ظاهرة الاستشراق لا يجب أن تقتصر على جانب واحد فقد كان لتلك الظاهرة أثار إيجابية أيضا فقد ظهرت حركة فكرية وطنية بغرض دحض مغالطات المستشرقين المتحيزين فانخرطت تلك الحركة في تحقيق وفهرسة وترجمة التراث العربي.
وأكد عيسى على أهمية مقدمة التحقيق والتي تضيء كثيرا من طريق المعرفة وما خفى من تراث العرب.