كلمتها

“ريهام” تكتب للأطفال قصص من الفلكلور العالمي باللهجة المصرية

قبل النوم كل يوم يطلب الأطفال في جميع أنحاء العالم من أمهاتهن أن يقصصن الحكايات قبل الخلود للنوم، ولكن تواجه الأمهات خاصة في مصر عدة مشكلات لتلبية هذا الطلب فالقصص إما باللغة العربية الفصحي أو باللغات الأجنبية وبالطبع يواجه الصغار صعوبات في فهم القصص، وهنا جاءت فكرة الدكتورة ريهام شندي بإصدار كتاب «كان ياما كان: حواديت عالمية مصرية» وهو يضم 8 قصص من الفولكلور العالمي مصحوبة برسوم مستوحاة من أماكن مختلفة في مصر بفرشة 8 فنانات مصريات بحيث يتعرف الطفل بطريقة غير مباشرة علي بعض ملامح هذه الأماكن.

وتقول الدكتورة ريهام شندي ان كتاب «كان ياما كان: حواديت عالمية مصرية» يقرب ويمزج بين الشرق والغرب ويمصر قصصا أجنبية ممتعة، وفي الكتاب نري بيوت النوبة بألوانها الفريدة في قصة «اللفتة الكبيرة»، ومعبد أبيدوس وحقول القصب في سوهاج في قصة «البطة الدميمة»، وبدو سيناء بزيّهم التقليدي الجميل في قصة «حلة البليلة اّلسحريَّة»، والصحراء البيضاء وتشكيلاتها الصخرية في الواحات البحرية في قصة «التلت خنازير الصغيَّرين»، وشلالات محميّة وادي الريّان في الفيوم في قصة «ميكا الأحمريكا والديب»، والعديد من معالم القاهرة في قصة «ولد بسكوت الجنزبيل»، وأبراج الحمام وكوبري كفر الجزار (المعروف بكوبري بنها) في القليوبية في قصة «الفرخة الحمرا الصغيَّرة»، وقلعة قايتباي ومنطقة كوم الدكة في الإسكندرية في قصة «الإسكافي والعفاريت»، وكل ذلك في كتاب واحد كبير.

وتكمل “وقع اختياري على 8 قصص من الفلكلور العالمي أثبتت نفسها عبر الزمان والمكان، ويبدأ الكتاب بقصة في النوبة وينتهي في الإسكندريَّة وفي الوسط ُيتنقل بين سوهاج والفيوم والقاهرة وبنها في القليوبيَّة، مرورا بسيناء والواحات البحريَّة ،وفي نهاية كل قصة ِحكمة أو ِعبرة.”

وتضيف إنها قررت عند بدء مشروع الكتاب إن يكون فريق العمل مصري لأن الكتاب باللهجة المصرية ويحكي عن أماكن كثيرة في مصر، فكانت تريد أن يكون الجميع قريب من روح الكتاب.

ويتكون فريق عمل الكتاب من الدكتورة ريهام شندي وهي الناشرة مع ثماني رسامات مصريات موهوبات هن دينا شريف عبد السلام وساره مرعي و هيام صفوت وسهيلة خالد وبسمة حسام و آية شعراوي وسلمى محمود ورشا علي.

وتؤكد الدكتورة ريهام شندي أن هناك دراسات عديدة تشير إلى أن القراءة للأطفال لها فوائد تتجاوز كثيراً تنمية قدرتهم على القراءة والكتابة، وأنَّها تؤدي دوراً بالغ الأهمية في تعزيز نموهم من الناحية النفسية والإدراكية والاجتماعية، وتشمل هذه الفوائد الأوسع تحسين نطاق الانتباه والتقليل من فرط الحركة وتنمية مهارات الاستماع، وكذلك تحسين القدرات الإدراكية في سياق متابعة الحبكة الدرامية للقصة والشخصيات وتعميق التواصل في سياق مناقشة القصة والرسوم، وأثناء الاستماع إلى القصص يفتح الأطفال خيالهم إلى ما يتجاوز محيطهم الشخصي المباشر، وتساعدهم الحكايات على اكتساب المعرفة عن الواقع الحقيقي والتعرف على ما يجري في العالم، والقصص أيضا وسيلة ممتازة لتنمية قدرة الأطفال على التعاطف والتفكير في المسائل الأخلاقية من خلال التفاعل مع شخصيات القصة.

واختارت الدكتورة ريهام شندي اللغة العامية لأنها تُركز على حكي الحواديت للأطفال الصغار ما بين عمر 2 إلى 7 سنوات تقريباً، والأطفال في هذا السن لا يعرفون اللغة العربية الفصحى، حتى الأطفال اللذين التحقوا بالمدارس لم يتقنوا اللغة الفصحي بعد، واستخدام اللغة الأم أي لغة الكلام والبيئة المحيطة في سرد قصص الأطفال له فوائد عديدة، وعلى الرغم من أنها تُشجع القراءة للأطفال بالفصحى الا أنه ينبغي أن لا تكون هذه هي الطريقة الوحيدة، فإن القراءة بالفصحى في السياقات الحميمية مثل حكاية قبل النوم أحياناً تستأصل الألفة والمتعة من التجربة وتُخضعها لنمط تعليمي تلقيني بدلا من أن تكون وقتًا للاستمتاع والتسلية.

تقول ريهام إن فكرة كتابة قصص الأطفال باللهجة المصرية ليست فكرة وليدة اللحظة أو ابتكاراً جديداً تماماً، فعلى سبيل المثال كتب الشاعر الكبير أمين حداد قصة «الجو جميل» للأطفال بالمصرية في عام 2007م، كما أن كثير من مجلات الأطفال مثل ميكي وسمير كانت تُنشر باللهجة المصرية ويجب ألا ننسى حواديت أبلة فضيلة المسموعة التي استمتعت أجيال عديدة بثراء محتواها وسلاسة إلقائها، ويمكن أن نقول إن الهدف من هذا الكتاب هو تمكين الأب أو الأم من القيام بدور أبلة فضيلة في منازلهم ومع أبنائهم.

الدكتورة ريهام شندي أم لطفلين توأم وحاصلة على الدكتوراة في الاقتصاد التطبيقي من الجامعة الأوروبية في إيطاليا وعلى درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة بريستول بالمملكة المتحدة وتخرجت في الجامعة الأمريكية بالقاهرة بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد، كما أنها عملت في البنك الدولي في أمريكا لمدة عشر سنوات.

غير أنه يجدر بالذكر أن قبل مشروع الكتاب قد أسست الدكتورة ريهام في ٢٠١٦ موقع توتا-توتا (دوت كوم – www.tuta-tuta.com ) وهو موقع يشارك بترجمات كُتب أطفال عالمية إلى اللهجة المصرية العامية مع استخدام السجع والقافية في الكتابة، على الموقع يمكن الاستمتاع بهذه الكتب المترجمة مجاناً بإحدى الطرق الثلاثة، إما مرئية أى من خلال مشاهدة ڤيديو للكتب علي موقع يوتيوب أو صوتية وهو بالاستماع إلى القصص عن طريق بث صوتي أو مكتوبة أي ملفات (بي دي إف) للنص لمن يرغب في قراءة الكتاب بنفسه.

يساعد الموقع الأطفال من خلال طريقة سرد القصة بانسيابية على تشجيع القراءة للأطفال وفهمها بسهولة دون شرح. القصص المختارة مبنية على الخيال ومعتمدة على أسلوب السجع فلا يمل منها الطفل.

وتعيش ريهام في نيويورك مع زوجها الألماني وطفليها التوأم علي وليلة، ويتحدث كل من ريهام وزوجها مع طفليهما باللغتين العربية والألمانية.

اقرأ ايضاً: أفنان تصمم كتب تفاعلية لتنمية مهارات الأطفال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى