كلمتها

بسنت تجسد كليوبترا وتوت عنخ آمون في دمى مصرية تنافس ديزني

لم يكن ترك العمل الحكومي والإتجاه لتأسيس مشروع وشركة سهلا لبسنت سعيد، والتي دفعها شغفها وحبها للعرائس لتؤسس مشروعا للدمى المستوحاة من التراث المصري والشخصيات الفرعونية، ولم تكتفي بسنت بذلك ولكن حرصت على أن تكون العرائس من القماش وبخامات وأيدي مصرية 100%، ورغم أنها استطاعت مؤخرا أن تطلق أول دُميتين يدويتين مصنوعتين في مصر بشكل تام وجسدت الدميتان الملكة كليوبترا والملك توت عنخ آمون إلا أن أحلامها لا حدود لها وتحلم بمنافسة عرائس ديزني.

تخرجت بسنت من الجامعة الأمريكية عام 2005م قسم سياسة وعلاقات دولية، والتحقت بالعمل في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ورغم حبها لعملها إلا أن شغفها وعشقها للعرائس وفن صناعتها ظل يطاردها، وعندما أهدتها جدتها ماكينة الخياطة الخاصة بها عام 2015 اعتبرت بسنت ذلك علامة وقررت تحقيق حلمها القديم وحاولت في البداية أن تصنع عروسة من القماش، إلا أن محاولتها بائت بالفشل فقررت تعليم نفسها بنفسها ونظرا لعدم وجود أماكن لدراسة هذا الفن بدأت في شراء كتب من الخارج والتعلم أونلاين.

ورغم أنها ظلت بالعمل الحكومي لمدة 12 عاما في وزارة الاتصالات وتولت منصب مدير دعم الأعمال للشركات الصغيرة و رواد الأعمال في مركز TIEC للتكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال لم يعرقلها ذلك عن شغفها بالحرف الفنية وخاصة الدمى، وفي عام 2017 قررت أن تصبح صاحبة مبادرة وتابعت شغفها وحولت حياتها المهنية من العمل الحكومي إلى القطاع الخاص، حيث أسست شركة PAF dolls (وهي اختصار لمصنع بسنت للدمي الفنية) وتعمل الشركة في صناعة دمى ناعمة مصنوعة يدويًا.

وتكمل أن 12 عاما من العمل الحكومي جعل تركه والاتجاه للعمل الخاص ليس سهلا، فترك وظيفة ثابته لعمل مشروع عرائس يدوية كان مخاطرة كبيرة، ولكن إيمانها بالفكرة والمشروع وإصرارها مع المثابرة جعلها تنجح رغم معارضة كل من حولها في البداية علي قرارها، ولأنه كان من الصعب أن تستمر في عملها وتؤسس مشروعا خاصا فقررت ترك العمل الحكومي وإتباع شغفها.

وتقول “قابلتني شوية تحديات في المشوار بتاعي من ضمنها أني اكتشفت أني لازم اصنع القماش نفسه الي هعمل بيه العروسة وأن مفيش عرايس في مصر بتمثل التاريخ والحضارة بتاعتنا، وعلشان اشتغل على تصميمات فرعونية مكنش كفاية إتقان الباترون بتاع العروسة نفسها أو الباترون بتاع اللبس بتاعها، ولكن ذاكرت وقريت عن الملكات والملوك ونفذت شخصيات من التاريخ الفرعوني زي كليوبترا وتوت عنخ آمون ونفرتيتي للحفاظ علي التاريخ والهوية المصرية وده كان حلم بالنسبالي، والي حباه اوي في المشروع بتاعي أني بساعد سيدات كتير اوي انها تشتغل من البيت، وبوفر لهم فرص عمل وهما في المنزل مع اولادهم ومش بالضرورة حد يكون معاه شهادة ممكن يكون عنده حرفة يدوية وشاطر فيها.”

وتكمل أن من الصعوبات التي واجهتها كذلك أنها لم تجد حذاءا صغيرا مناسبا لحجم العروسة ولكن بمساعدة أحد الورش المصرية استطاعت عمل ذلك، أما التحدي المستمر الذي تواجهه هو انها تعتمد على خامات مصرية ولا تلجأ أبداً للاستيراد من دول اخري، فالهدف هو أن تكون العروسة مصرية 100٪ و مصنوعة بآيادي مصرية لآحياء التراث المصري، وردود الافعال التي وصلتها شجعتها على الاستمرار وتقديم المزيد.

و دمى PAF dolls يتم تصميمها وخياطتها بكفاءة بأعلى جودة من قبل كبار خبراء الحرف اليدوية المصريين، كما تعد رمزا للفن الذي غزا صناعة الأزياء ويمثل الفن والأناقة، ولدى العرائس أو الدمى شفاه على شكل قلب تدل على الحب بجميع أشكاله مع التركيز على رسالتين هما “اجعل كلماتك تزهر مع الحب” و “ان ترضي الطفل الذي بداخلك بإكسسوارات دمى PAF”.

وحول تصنيع العرائس من حيث الخامات والوقت تؤكد بسنت سعيد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة paf dolls للعرائس أن كل تصميم له المراحل الآتية، أولا القراءة عن الشخصية (في حاله انها شخصية تاريخية)، وثانياً القاء النظر على الصور الشخصية لتستوحي منها التصميم، وثالثا رسم الشخصية ورسم كل اكسسواراتها وملابسها، ورابعا عمل البترون المناسب لتصميم كل رسم، وخامسا تنفيذ البترون، وسادسا بعد نجاح تنفيذ التصميم يتم عمل نقل المعرفة للسيدات لتنفيذ الكمية المطلوبة ويتم التجميع والإشراف على المنتج النهائي، وأخيرا يتم التغليف والتوزيع، أما عن عرائس مشروعها فمنها كليوباترا و توت عنخ آمون ونفرتيتي والفلاحة.

وعن أحلامها تقول “أحلم أن أنجح في إحياء تراثنا المصري القديم من خلال فن العرائس اليدوية، وأن انجح في تشغيل عدد كبير من السيدات من خلال منازلهم لمساعدتهم في تحسين مستوى معيشتهم، وفي نفس الوقت وهم متواجدون بمنازلهم لمراعاه أسرهم وأطفالهم ،وحتي الآن 5 سيدات يعملن معنا في التشغيل وتصنيع للعرائس من خلال منازلهن.”

أما عن أول دُميتين يدويتين مصنوعتين في مصر بشكل تام للملكة كليوبترا والملك توت عنخ آمون قالت “أطلقنا مؤخرا أول دمى ناعمة مصرية الصنع وهي الملكة كليوباترا والملك توت عنخ آمون وكلاهما مسجل في وزارة الثقافة ، وهذه الدمي مصنوعة في مصر بجميع المواد والأقمشة المصرية ،ويتم خياطتهم بأعلى جودة من قبل نساء مصريات.”

وتحلم بسنت سعيد أن يكبر مشروعها وأن تمتلك أكاديمية تعلم فيها الأطفال كيفية صناعة العرائس اليدوية بتقنية عالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى