كاتب ومقال

ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه الصلاة والسلام

لقد تحدث القرآن عن السيد المسيح عليه السلام فى 38 آية توصف مولده ومعجزاته وصفاته الخ.

قال تعالى: {إِذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ. وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي المَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران:45-46].

وقال تعالى: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا. وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا. وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا. ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} [مريم :30-34].

ولقد احتفى سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بأخيه المسيح عليه السلام بذكر عدد من الأحاديث التى تدل على مكانته ومقامه..

فقال صلى الله عليه وسلم: (أنا دعوة أبي إبراهيم، وبُشرى أخي عيسى) رواه ابن حبان فى صحيحه.

ويصف لنا أخاه المسيح، فيقول: “رِبعة ( يعنى لا طويل ولا قصير ) أحمر كأنما خرج من ديماس”. أيْ حَمّام، وفي ذلك إشارة إلى جماله ونقائه ووضاءته وإشراق وجهه ،،،
رواه مسلم.

ومِن شدَّة محبته له، يصفه مرة أخرى، فيقول: “بينما أنا جالس عند الكعبة، فرأيتُ في أجمل ما يرى الرائي؛ رأيتُ رجلاً أدم سبط الشعر يُهادَى بين رجُليْن، وكأنَّ رأسه يقطر ماءً، فقلتُ مَن هذا؟ قالوا: هذا أخوك ابن مريم”. صحيح ابن حبان.

ويدافع عن المسيح عليه السلام ويقول : أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة؛ فليس بيني وبينه نبيّ”. صحيح مسلم.

ويفتخر بأخيه المسيح، قائلاً: (كيف تهلك أُمّةٌ أنا في أولها وأخي عيسى في آخرها). رواه الحاكم.

وفي مناسباتٍ كثيرة، يُشبِّه (نبيّ الرحمة) بعض أصحابه بالمسيح في عطفه، وشفقته، ورحمته، فمثلاً : يقول لأبى ذر : مثلكَ يا أبا ذر في أصحابي كمثل المسيح بن مريم بين الناس”

وعلى هذا فالاحتفاء بميلاد السيد المسيح ليس حراماً كما يدّعى أهل الغلو والجفاء !
بل هو سلام كما ذكر القرآن “والسلام عليّ يوم ولدت”

وقال أمير الشعراء أحمد شوقى:

ولد الرفق يوم مولد عيسى ،، والمروءات والهدى والحياءُ.

وازدهى الكون بالوليد وضاءت ،، بسناه من الثرى الأرجاءُ

وسَرَتْ آية المسيح كما يسري ،، من الفجر في الوجود الضياءُ

تملأ الأرض والعوالم نورا ،، فالثرى مائجٌ بها وضَّاءُ

لا وعيد، لا صولة، لا انتقام ،، لا حسام، لا غزوة، لا دماءُ

ملكٌ جاوَرَ التراب فلما ،، ملّ، نابت عن التراب السماءُ

وأطاعته في الإله شيوخ ،، خُشّع، خُضّع له، ضعفاءُ

أذعن الناس والملوك إلى ما ،، رسموا، والعقول والعقلاء

فلهم وقفة على كل أرض ،، وعلى كل شاطئ إرساءُ

والله أعلم، كل عام والأخوة المسيحين فى العالم كله بألف خير، كل عام ومصر فى أمان الله وأمنه.

بقلم
الشيخ أحمد تركى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى