الأرشيف والمكتبة الوطنية يستضيف في مجلسه الأمسية الرمضانية الأولى
استضاف الأرشيف والمكتبة الوطنية في مجلسه الأمسية الرمضانية الأولى عن “السلوقي.. سلالة أصيلة وجذور عريقة” وشهدت الأمسية الثقافية حضوراً كثيفاً من كبار الشخصيات والمثقفين، وجاءت هذه الأمسية انسجاماً مع الهوية المؤسسية الجديدة للأرشيف والمكتبة الوطنية التي تتطلع إلى إثراء مجتمعات المعرفة، وتعزيز الوعي بالتراث العريق كركيزة مهمة في الحفاظ على الهوية.
وعن مجلس الأرشيف والمكتبة الوطنية قال سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام: قال المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه: “المجالس مدارس”، وإيماناً منا بأهمية المجلس فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية قد أنشأ مجلسه ليكون وجهة ثقافية تؤكد دوره في إنتاج الثقافة واستدامتها، وإثراء مجتمعات المعرفة، وقد افتتح هذا المجلس في بدايات شهر رمضان المبارك إيماناً منه بأن الشهر الفضيل هو شهر التواصل وتعزيز العلاقات الاجتماعية.
وأضاف: ويعتزم الأرشيف والمكتبة الوطنية استضافة أمسيات رمضانية بمشاركة نخب ثقافية، على أن تتضمن الأمسيات موضوعات نوعية وقضايا جوهرية تتعلق بالتراث والثقافة الإماراتية، وفتح آفاق ثقافية مع المختصين والمبدعين.
ورحب سعادته بالحاضرين، وشكر المشاركين في الندوة من المتحدثين ومن أصحاب الكلاب السلوقية.
هذا وتطرقت المحاضرة التي تحدث فيها السيد حمد غانم شاهين الغانم مؤسس ومالك نادي السلوقي العربي، ورئيس لجنة مسابقات جمال السلوقي العربي والسباقات التراثية عن الأهمية التاريخية للسلوقي في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي شبه الجزيرة العربية، مؤكداً انه من مفردات التراث الإماراتي التي لاقت اهتماماً كبيراً على مختلف المستويات.
وأكد الغانم أن تاريخ السلوقي في الجزيرة العربية يعود إلى آلاف السنين، وتحدث عن أنواع السلوقي العربي في الإمارات، وهما فصيلتا: الأريش كثيف الشعر، والحص الأملس، وأن العربي يطلق على السلوقي اسماً يستمده من لونه أو نوعه أو صفاته، وأن بعض الشعراء امتدحوا السلوقي في بعض القصائد، وذلك لوفاء السلوقي ولدوره في مرافقة الصقار في رحلات الصيد، وفي حراسة المحاضر.
وأشار إلى أن مالكي السلوقي يشاركون في مهرجانات سباقات السلوقي ومزايانات السلوقي، وترافق شرح الغانم مع عرض واقعي لأكثر من عشر كلاب سلوقية كانت موجودة مع أصحابها، فعرّف بالسلوقي الأريش وبالحص، وبأعمار السلوقي التي تصل إلى أكثر من عشرين عاماً.
وتحدث الطبيب البيطري بلال عبد الحليم عن رعاية السلوقي والعناية به؛ مؤكداً أن الوقاية خير من العلاج؛ إذ توفر على المالك مصاريف العلاج ومعاناته مع السلوقي المريض، ووقاية الكلب السلوقي من الأمراض تتطلب الفحص الطبي الدوري، والتطعيمات من الفيروسات والحشرات وغيرها، وتتطلب أيضاً تحديد كمية الغذاء بناء على عمر السلوقي، ونوعه وجنسه، والهدف المراد منه إن كان للسباق أو للمزاينة، والحرص على طعام السلوقي نقياً وحفظه من الحرارة والرطوبة لكيلا يفسد، فالطعام يؤثر على جماليات السلوقي أيضا، وأن تكون البيئة التي يعيش فيها مناسبة له، وأن يتوفر لدى المالك مكان للعزل.
وشهدت الأمسية الرمضانية تفاعلاً من الجمهور مع المعلومات القيمة التي قدمها الغانم عن السلوقي ومع توصيات الطبيب بلال عبد الحليم، فرووا بعض القصص الطريفة عن السلوقي، وطرحوا العديد من الاستفسارات عن تربيته وتدريبه، ومزاياه وأهميته في الوقت الحاضر.
وقام عدد كبير من مالكي السلوقي بعرضها أمام الجمهور في الأمسية، وبعض السلوقيات التي عرضت سبق لها أن فازت بسباقات السلوقي، وبعضها فاز بالمزاينات.