خروجتنا

“كلمتنا” تأخذك في جولة بمكتب المبدعة”رضوى عاشور”

همسة السيد:

إن كنت من محبي القراءة ستعرف من هي رضوى عاشور؟ وستسأل نفسك عن أي سر سكنت به رضوى قلب مريد البرغوثي؟ وعن قصة الحب الأبدية التي قلنا في وداع البرغوثي ” وحان وقت لقائك برضوى”

رضوى عاشور هي كاتبة ومؤلفة مصرية، ولدت في القاهرة 1946، تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، وحصلت على شهادة الماجيستير في الأدب المقارن، وانتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث نالت شهادة الدكتوراة من جامعة ماساتشوستس بأطروحة حول الأدب الإفريقي الأمريكي.

على أعتاب من أبواب جامعة عين شمس، ومن يمينك تقع كلية الآداب في مبنى مكون من أربع طوابق، وأنت في الطريق إليه يعود بك التاريخ إلى 1990 حيث ترأست رضوى قسم اللغة الإنجليزية بكلية لآداب.

فتتخيل كيف كانت الجامعة قبل التجديدات؟ وأين كانت رضوى تسير؟ تأخذك الهيبة وأنت تشعرأنك في حضرة الأستاذة، وكأنك ذاهب للقائها والجلوس معها، ولربما تضبط من مظهرك وكأنك بحق في لقاء معها أو في تكريم منها.

بمجرد وصولك لمبنى كلية الآداب وتصعد إلى الدور الثالث، كل هذا وأنت لازالت تعيش حالة من التخيل أنك على استعداد لرؤيتها، وأنت في الحقيقة تسرد بداخلك مجموعة من الأسئلة التي تود معرفتها ممن تبقي هنا من عشيرة رضوى سواء أصدقاء شخصين، زملاء عمل أو العاملين هناك.

على الباب تبحث عن اسم رضوى بشغف “رضوى محمد عاشور” ويفتح لك باب المكتب وكأنه باب العلم والثقافة، خطوة وراء خطوة تمضي بها نحو مقعدها.

لازال المكتب كما هو وكأن رضوى لم ترحل عنّا يومًا قط، تجد في مقدمته  مربع ذهبي صغير مكتوب عليه بالأسود “د.رضوى عاشور”

وعن تفاصيل المكتب تجدها قد وضعت لوحة مرسومة بالأبيض والأسود فيها مجموعة من قبب المساجد والكنائس وسعف النخيل وهلال وصليب،  وفي أعلى اللوحة تجد شمس قد أشرقت كتب بداخلها”القدس لنا والنصر لنا”

ولازال المقعد كما هو، وأنت تقف وتنظر بدهشة، وتشعر وكأن ريح رضوى تطوف في المكان، فكم من تجمعات للطلبة والمعيدين كانت هنا برفقتها، كم ثرثرة وضحك كان معها هنا.

وكم من شخصية مهمة من الثقافة أو السياسة جاءت لتزورها هنا في، حكاية وألف حكاية يرويها لنا مكتب صغير وبسيط كبساطة رضوى في التعبير وسردها لأحداث روياتها.

تجد على يمين الحائط لوحة عليها صورتها تتوسط اللوحة  مهداة من إحدى زميلاتها في العمل د.فيريال غازول و د.يمنى العيد، بتاريخ 22-23 مارس 2014، وأسفل صورتها مجموعة من أشهر ما كتبت رضوى وأمتعت قارئيها “أثقل من رضوى، أطياف، سراج، الطنطورية، ثلاثية غرناطة، فرج….”
رحلت عنا رضوى في 30 نوفمبر 2014 ، تاركةً إرثاً ثقافيًا لا نتهي، انتهت زيارتنا لمكتب رضوى وتبقي الذكرى خالدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى