خروجتنا

مدينة الجن في تركيا..مبان غريبة وأسرار غامضة

من بين الأنفاق ومن تحت الأرض، تحديدًا من قارة أوروبا، نشد الرحال من جديد إلى تركيا، إلى المدينة المكتشفة بمحض الصدفة، مدينة الرعب والخوف، إلى مدينة الجن في تركيا، المدينة الغريبة التي روت حكايات ولا حكايات ألف ليلة وليلة، تصطحبك “كلمتنا” في جولة للتعرف على أسرار مدينة ديرنكويو.

ما هي مدينة الجن؟ 

اكتشفت بمحض الصدفة عام 1963 عندما جرت بعض أعمال التأهيل لأحد المنازل في بلدة ديرنكويوفي ولاية نيفشهير التركية، وأثناء عمليات الحفر والصيانة اكتشفوا بوابة وعندما أرادو الكشف عن أمرها، تبين بأنها تؤدي إلى غرف أخرى متصلة غيرها، وعلى الفور تم إبلاغ السلطات التركية لسرعة التدخل في الأمر.

وفور استجابة السلطات التركية أرسلت بعثة من العلماء المختصين بالآثار والتنقيب إضافة إلى علماء الأنثربولوجيا، وجاءت المفاجأة مع عمليات الحفر والسعي الدؤوب لاكتشاف المدينة الدفينة وفوجيء العلماء وعمال الحفر أنها مدينة كاملة تحت الأرض بعمق يتراوح ما بين 40 إلى 85 مترًا، تصنف المدينة بأنّها إحدى الاكتشافات الأثرية الغريبة باعتبارها مثيرةً للفضول.

سبب تسميتها “مدينة الجن” 

تعرف المدينة في اللغة التركية ب “دري كوين” أي البئر العميق، لكن الأهالي كان لهم رأي آخر، فاستندوا إلى روايات الأجداد، التي قالت أن الحضارات القديمة عاشت في هذه المدينة، ليس الحضارات القديمة من البشر فقط وإنما عاش فيها الجن لفترة أيضًا، وهجروها في الوقت الراهن، وسيعودوا إليها يوماً ما، ومن هنا أطلق عليها الأهالي”مدينة الجن”

التاريخ الأسطوري: 

يعتقد علماء الآثار أنها بنيت من قبل بهريغيانس، أحد شعوب الهند وأوروبا، خلال القرنين السابع والثامن قبل الميلاد، وكانت المدينة مكونة من مجموعة من الكهوف الكبيرة، تشكلت خلال العصر البيزنطي، خلال الحروب البيزنطية الممتدة من 780 حتى 1180، لحماية البيزنطيين من المسلمين.

واستخدمت أيضًا لحماية المسيحيين من هجمات المنغوليين التي كان يقودها توغل تيمور، ومن بعدها تم اكتشاف المدينة 1963 عندما عثر أحد السكان الأتراك للمدينة، على غرفة غامضة في الجزء الخلفي لجدار منزله، وبدأت بعد ذلك عمليات التنقيب عليها من قبل علماء الآثار.

المميزات التصميمية الهندسية للمدينة: 

تصميمها الهندسي الذي جعل مدينة تحت الأرض تستطيع استيعاب 20 ألف شخص، كان لابد للعلماء هنا من اكتشاق أعماق المدينة الدفينة، ووجدوا أن المدينة تحتوي على غرف واسعة في الطابق الثاني، استخدمت هذه الغرف كمدرسة دينية، في حين أن الطابقين الثالث والرابع منها يؤديان إلى كنيسة صليبية.

ومن حيث الهندسة وطريقة البناء، حسب موقعها جيولوجياً فإنّها تحتاج إلى أعمدة أساس لتحمل طبقات الأرض ولكنها لم تعتمد عليها وهذا دليلٌ على أنّها بُنيت بعناية فائقةٍ، باستخدم مواد بناء دقيقة جداً، كما أنها تمتلك أبواب مشيدة من الحجر ذو الحجم الكبير، وهو ما ساعدها على أن تكون طوابق متراصة فوق بعضها البعض تدوم بقوة تشييدها لألاف السنين.

قيل عن المدينة: 

* الرواية الأولى: المدينة لم تكن موجودة من أجل حماية المسيحيين الجدد الذين هربوا من الاضطهاد الديني، لأن الإقليم شهد هروب الكثير من المسيحيين من بطش الرومان والدليل على ذلك وجود غرف للعبادة في مدينة الجن.

* الرواية الثانية: المدينة تعود إلى الحضارة الزرادشتية الفارسية وهي أقدم الحضارات التي عرفتها تركيا حيث تقول الأسطورة إن الإله أهورا مازدا حاول إنقاذ الجنس البشري من الانقراض فبنى المدينة تحت الأرض.

*الرواية الثالثة: المدينة للجن، والجن هم من بنوا المدينة لأن صنع المدينة وتصميمها من المستحيل أن يكون من أيادي البشر فهو معجزة في البناء قد تقارن مع معجزة بناء الأهرامات ولكن الفرق هو أننا نعرف من بنوا الأهرامات.

معالم وآثار في مدينة الجن:

تحتوي على العديد من الإثباتات التي أكدت على أمكانية العيش فيها، ومن أهمها المساكن المخصصة للعيش، المطابخ والممرات بالإضافة إلى غرف لعصر النبيذ والإسطبلات، الغرف الدينية المخصصة للعبادة، خزانات للطعام، مجاري مياة عذبة، أماكن للحيوانات ومجموعة من وسائل الأمن الغريبة والذكية، والمقابر الكبيرة، كما تمتلك فتحات تهوية تسهّل دخول الهواء النقي إلى طبقات الأرض السفلية. غرائب مدينة الجن: 

1-مصممة من أحجار بركانية لينة.

2- بنيت بتصاميم ومجهود يحتاج إلى آلات تقنية غير متوفرة في الوقت الحاضر ولا في القدم، ويؤكد العلماء أنه من المستحيل بناء تلك التصاميم حاليًا بالرغم من التطور الميكانيكي.

3- وجود آبار وماء ولن تردم حتى الآن ولم تتأثر بتقلبات الأرض أو عوامل الطبيعة.

4- سؤال لازالت اجابته غامضة عند العلماء، من بنى مدينة الجن؟ الإنسان أم الجن؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى