كلمتها

“إليف شفق”.. كاتبة أبدعت في الأدب الصوفي من خلال “قواعد العشق الأربعون”

روائية تركية حازت على مختلف الجوائز الأدبية الشهيرة في تركيا وهي لم تكن تبلغ سن الثلاثين، لها الكثير من المؤلفات والأعمال التي ترجمت إلى أكثر من 25 لغة، إنها إليف شفق، التي عرفت في الوطن العربي من خلال روايتها قواعد العشق الأربعون.

تلك الرواية التي جذبت مختلف الفئات، وكانت السبب في شهرتها الواسعة على مستوى العالم، بالرغم من أعمالها السابقة، كما أنها أصبحت أكثر كاتبة يفضلها القراء على نطاق كبير في تركيا، بالإضافة إلى حصولها على لقب فارس من مرتبة الفنون والآداب.

ولدت إليف شفق عام 1971 في فرنسا، وقضت مراهقتها في مدريد بإسبانيا، وكانت تتنقل طوال حياتها بين الكثير من الدول، ولكنها عادت إلى بلدها الأصلي تركيا، وذلك لارتباطها الشديد باسطنبول، ذلك الأمر الذي كان له دورًا مهمًا في أعمالها الأدبية.

كما أن أيضًا لتعرضها للكثير من الثقافات المختلفة بسبب سفرها الدائم أثر كبير في كتاباتها الأدبية وحياتها العملية، لذلك فإنها تعرض في كتابتها العديد من الثقافات المتنوعة والتقاليد الأدبية، بالإضافة إلى استخدامها السخرية السوداء، ولقد نشرت إليف شفق أكثر من 15 كتابًا، منهم 10 روايات، ومزجت في أعمالها التقاليد الغربية بالشرقية.

إليف شفق قواعد العشق الأربعون
إليف شفق

حياتها الأدبية:

بدأت إليف حياتها الأدبية من خلال أول رواية لها باسم ” الصوفي”، تلك الرواية التي حصلت عام 1998 على جائزة “رومي” نظرًا لأنها أفضل عمل أدبي صوفي في تركيا، ثم أصدرت روايتها الثانية “مرايا المدينة” والتي جمعت فيها بين التصوف الإسلامي واليهودي في حقبة تارسخية بالقرن السابع عشر.

ولكنها جذبت الكثير من القراء عندما أصدرت روايتها “النظرة العميقة، والتي بفضلها حصلت على جائزة اتحاد الكتاب الأتراك، ثم بعد ذلك أصدرت رواية “قصر القمل” التي حصدت على لقب أكثر الكتب مبيعًا في تركيا في ذلك الوقت، تلك الرواية التي كانت في قائمة الترشيح النهائية لأدب الخيال الأجنبي في جائزة “الإندبندنت”.

واستخدمت إليف في كتابة روايتنا أسلوب سرد بسيط وشيق، من أجل بناء أكثر من قصة في رواية واحدة، وفي عام 2006 أصدرت إليف روايتها “لقيطة اسطنبول” باللغة الإنجليزية، وكان أكثر الكتب مبيعًا في تركيا، وترشحت تلك الرواية لعدة جوائز، كما أنها تسببت في محاكمة إليف بتهمة إهانة تركيا، ولكن تم تبرأتها من تلك الاتهامات.

قواعد العشق الأربعون:

عام 2009 كان بداية شهرة إليف شفق الواسعة على مستوى العالم، وذلك بعد أن أصدرت روايتها “قواعد العشق الأربعون”، التي تدور قصتها حول مفهوم الحب عند شخصين من أهم رموز الصوفية هما جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي.

وبدأ نشر الرواية عالميًا بداية عام 2010، ليذيع صيتها وتحقق نجاح هائل وتجذب العديد من القراء بمختلف الأعمار، كما أنها في شهر واحد فقط بيع منها أكثر من 150 ألف نسخة، وأصبحت الرواية من أكثر الكتب مبيعًا، ومع الوقت بيع منها أكثر من 750 ألف نسخة، كما حازت على جائزة “ALEF” في فرنسا، فضلًا عن ترشيحها للحصول على جائزة دبلن الأدبية العالمية عام 2012.

إليف شفق قواعد العشق الأربعون

حياتها العملية:

لا تقتصر حياة إليف شفق العملية على الكتابة والأدب فقط، بل أنها أيضًا عالمة سياسية وأستاذة جامعية، فهي تدرس في العديد من الجامعات المختلفة في جميع أنحاء العالم، كما أنها تقدم دورات أكاديمية عن التاريخ التركي ودراسات المرأة والأدب.

كما إنها حاصلة على أكثر من درجة ماجستير ودكتوراة في مجالات متنوعة، فلقد حصلت على ماجستير في دراسة المرأة ودكتوراة في العلوم السياسية، وكان موضوع الماجستير الخاص بها عن الإسلام والمرأة والتصوف، وتلقت عنه جائزة من معهد العلماء الاجتماعي.

وتعد شفق من المدافعين عن حقوق المرأة بشكل مستمر، وركزت دائمًا في كتاباتها على الثقافات الفرعية والأقليات ودور المرأة في المجتمع، وما زالت إليف شفق حتى الآن تكتب وتنشر مقالات يومية وشهرية في العديد من الصحف التركية وأيضًا الأوربية.

إليف شفق قواعد العشق الأربعون

ومن أشهر أقوال واقتباسات إليف شفق:

1. إن الطريق إلى الحقيقة يمر من القلب لا من الرأس، فاجعل قلبك لا عقلك دليلك الرئيسي.

2. لا تحاول أن تقاوم التغييرات التي تعترض سبيلك، بل دع الحياة تعيش فيك.. ولا تقلق إذا قلبت حياتك رأسًا على عقب، فكيف يمكنك أن تعرف أن الجانب الذي اعتدت عليه أفضل من الجانب الذي سيأتي.

3. مهما حدث في حياتك ومهما بدت الأشياء مزعجة فلا تدخل ربوع اليأس.
وحتى لو ظلت جميع الأبواب موصدة، فإن الله سيفتح دربًا جديدًا لك.

4. واجه، تحد، وتغلب في نهاية المطاف على النفس بقلبك، إن معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله.

5. النفاق هو الذي يجعل الناس سعداء، أما الحقيقة فتجعلهم يشعرون بالحزن.

6. عندما أشعر بأنني يجب أن أقول شيئًا، فسأقوله حتى لو أمسكني العالم كله من رقبتي وطلب مني أن أسكت.

اقرأ أيضًا: “أحلام مستغانمي” .. روائية تمسكت بالهوية العربية وحصلت على جائزة نجيب محفوظ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى