كلمتها

بعد رحيل جيهان السادات.. ماذا تعرف عن زوجة السادات الأولى؟

ربما يخطيء التاريخ أحيانًا بعدم الوقوف والإجلال لسيرة عظماء ضحوا من أجل البلاد، لم تلقب بالسيدة الأولى ولم يعرفها العالم رُغم أنها أنقذت الرئيس الراحل أنور السادات من حكم الإعدام، إنها زوجته الأولىإقبال ماضي“.

تقدم لكَ منصةكلمتناأبرز المحطات في حياة السيدةإقبال ماضيوتضحياتها:

حياة غير مستقرة:

لم ينته يومًا حب السيدة إقبال ماضي إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات حتى آخر لحظات حياتها، حيث ظلت تحتفل بعيد مولده مع فقراء قرية ميت أبو الكوم، رُغم زواجه من امرأة أخرى وهي جيهان السادات.

كان السادات يقدس معنى العائلية دائمًا، وحاول جاهدًا ألا يفرق بين أبنائه من السيدة إقبال أو من جيهان السادات، فجمعهم تحت مظلته وحرص دومًا على تقديم الحب والدعم لهم.

ورُغم محاولات السادات لإخفاء أية خلافات كانت تنشب بين الأسرتين، إلا أن ابنته الكبرىكاميليا” كشفت تلك الأسرار في كتابهاأنا وأبي، فأفصحت عن النزاعات التي تدور بين فتيات الأسرتين.

كما كان يحمل قلبها غصة موجعة، أن الرئيس السادات قرر أن يزوجها هي وشقيقتهاراوية”، في عمر 13 و 14 عامًا، وذكرت السيدة إقبال في مذكرتها إن الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر كانا شاهدين على الزواج، وداعب عبدالناصر السادات «أنا هحبسك لأنك زوجت البنات قصّر»، فرد السادات «وانت معي لأنك شاهد يا ريس».

الغريب في الأمر أن السادات كانت تجمعه علاقة صداقة قوية بأشقاء إقبال، حيث أنقذ أحدهم حياته ذات ليلة، عندما غرق أنور السادات في ترعة الباجورية وكان على وشك الموت، حتى انقذه شقيق إقبال وأجرى له الإسعافات الأولية اللازمة، ومنه عرف أن لديه شقيقة تدعى إقبال فأقدم لطلب الزواج منها رُغم أنها تكبره بعام.

رحلة إقبال ماضي مع أنور السادات:

تزوجت السيدة إقبال ماضي بنت عمدة قرية ميت أبوالكوم محافظة المنوفية من محمد أنور السادات عام 1940، حيث عاشا حياة رائعة هادئة متفاهمة في بيت والد السادات في كوبري القبة.

واجهت إقبال ماضي لحظات قاسية بسبب اعتقال أنور السادات مرات عديدة، وتحملها لظروف البيت برفقة بناتها الثلاث، فهي أعظم مثال للتضحية، حيث كانت تبيع أجهزة المنزل وأرضها التي ورثتها عن والدها للإنفاق على البيت في وسط ظروف قاسية.

كما قامت السيدة إقبال ماضي بعملية أشبه بالعمليات الفدائية حينما وافقت على أن تُخبئ الجهاز الاسلكي الذي كان يتواصل به السادات مع الألمان ضد الإنجليز.

ففي منتصف إحدى الليالي هجم الإنجليز على بيت السادات وانهالوا عليه بحثًا عن الاسلكي، إلا أن زوجته إقبال ماضي خبأت الجهاز اللاسلكي داخل ملابسها، وخرجت بعيدًا عن البيت، وأنقذت الرئيس الراحل من حكم الإعدام.

كل هذا الحب لم يدم طويلًا، فبعثرت الرياح أوراقه، لينتهي بهم المطاف إلى الطلاق عام 1949 بعد زواج دام لتسع سنوات، حيث حمل قلبه حبًا آخر عندما التقا بجيهان السادات وتعلق بها من النظرة الأولى، مما دعى إقبال لطلب الطلاق منه، ليفترقا بالفعل ولكن ربطت أرواحهم ثلاث فتيات.

رحلت السيدة إقبال ماضي في هدوء تام عام 2010 في مستشفى المعادي عن عمر يناهز 93 عامًا، فسلامًا إلى روحها الطاهرة، عاشت كل سيدة مصرية أصيلة وهبت حياتها لوطنها وأسرتها.

اقرأ أيضًا: “جيهان السادات”.. سيدة مصر الأولى بروح الرقي والإنسانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى