تشتهر مصر بأصوات عذبة فريدة من قارئي القرآن الكريم، ومن بين تلك الأصوات هي الشيخة «منيرة عبده»، التي أحدث ظهورها ضجة في العالم العربي، وتهافت عليه جميع إذاعات مصر الأهلية، وعلى الرغم من صوتها الرائع، فتم إيقافها عن تلاوة القرآن من الإذاعة المصرية بسبب فتوى، فما هي القصة؟
الشيخة منيرة عبده:
منذ بداية بث محطات الإذاعة المصرية، كانت المرأة تحتل الأوساط الإذاعية، ومن أبرزهن الشيخة «منيرة عبده» التي ولدت فاقدة للبصر في إحدى القرى المصرية في بدايات القرن الـ19.
كانت منيرة تجوب قريتها وتتلو آيات القرآن الكريم في المآتم، التي كانت تُقام لمدة 3 أيام للرجال و3 أيام أخرى للنساء، وعندما وصلت إلى سن الـ18 عامًا، أحدثت ضجة كبيرة في الأوساط المصرية، كما ذاع صيتها بين المحافظات وكبار المقرئين، مثل الشيخ محمد رفعت وذلك عام 1920.
تلقت منيرة عبدة عرضًا من أحد أثرياء صفاقس في تونس، للسفر من أجل إحياء ليالي رمضان مقابل 1000 جنيه مصري، الذي كان مبلغًا كبيرًا آنذاك، إلا أنها رفضت عرضه، ليأتي الرجل خصيصا للقاهرة للاستماع إلى صوتها العذب وقضاء شهر رمضان في مصر.
اقرأ أيضًا: أول محامية مصرية.. كيف نجحت “مفيدة عبدالرحمن” في كسر المألوف؟
اختفاء الشيخة منيرة عبده:
عندما أنشئت الإذاعة الرسمية في القاهرة، كانت الشيخة منيرة عبده من أوائل الذين رتلوا القرآن وذلك من خلال موجات الإذاعة، وكان أجرها آنذاك 5 جنيهات، وفي الوقت نفسه كان يتقاضى الشيخ محمد رفعت 10 جنيهات.
ذاع صيت منيرة عبده خارج مصر، وسجلت بصوتها في إذاعتي باريس ولندن، وكانت تقدم الابتهالات والتواشيح الدينية، وذلك بين عام 1920 إلى 1934، حتى صدرت فتوى تحريم قراءة المرأة للقرآن قبل بدء الحرب العالمية الثانية بحجة أن صوت المرأة عورة.
فابتعدت عن الإذاعة المصرية والخارجية، خوفًا من أن تغضب المشايخ الكبار، حتى اختفت الشيخة منيرة عبده عن الأنظار واعتكفت في بيتها، وانتقلت إلى رحمة الله تعالى وهي تمارس هوايتها الوحيدة، وهي الاستماع إلى أصوات العمالقة من القرآن الكريم، فكانت تحتفظ بمجموعة من الاسطوانات التي تحفظ أصواتهم.
والآن، شاركنا برأيك، هل تعتقد أن المرأة من حقها قراءة القرآن بصوتها أمام الجمهور، أم لا؟
اقرأ أيضًا: “سكينة حسن”.. ماذا تعرف عن أول قارئة للقرآن الكريم؟
