في اليوم العالمي للعمل الإنساني.. “نازلي قابيل” كرمها جميع رؤساء مصر لعطائها المجتمعي
كتب: حازم معتمد
في عالم يواجهه التحديات، ويحيطه الأزمات، ويصارعه الفقر والحروب، يظل العمل الإنساني والاجتماعي نورًا يضئ طريق الأمل للمحتاجين والمهمشين.
ظهرت سيدة مصرية من حي المنيرة بالقاهرة في تسعينات القرن الماضي بعد سلسله كبيرة من العطاء بلا مقابل لخدمة مجتمعها نالت بسببه تكريم من جميع رؤساء مصر الذين تولوا الحكم في حياتها تقديرا لأعمالها الإنسانية والمجتمعية.
كما أنها حصلت على وسام فلورنس نايتنجيل وهو أعلى وأرفع وسام يقدم للعاملين في مجال التمريض، وذلك لاستغلالها طبيعة مهنتها في خدمة مصابي الحروب والأسر علي مر الأزمات التى واجهتها مصر خلال حياتها.
ونلقى اليوم الضوء عليها بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني التي كانت هي أبرز رواده في مصر وفي السطور القادمة نوضح لكم أبرز أعمالها وجهودها لخدمة الانسانية.
بعد التخرج والخدمة في الريف
بعد تخرج نازلي من مدرسة الحكيمات، التحقت للعمل في الريف في “مصلحة الفلاح” التي كان دورها إقامة مراكز اجتماعية تخدم سكان المدن الريفية، كانت مصلحة الفلاح عبارة عن مهندس زراعي ومشرف اجتماعي وطبيب وحكيمة، أحبت نازلي العمل هناك وخدمة أهالي الريف واكتشاف عاداتهم وتقاليدهم ودراسة ما يحتاجونه من مساعدة.
نشأة نازلي قابيل
ولدت نازلي قابيل عام 1927 بحي المنيرة بالقاهرة، وكانت الصغرى بين أشقائها، توفي والدها بعد ولادتها بأربعة أشهر فقط، وتولت والدتها بمفردها تربيتها هي وأشقائها، وعلى الرغم من كون والدتها أمية، إلا أنها اهتمت بتعليمهم، أرادت نازلي أن تصبح مثل ابنة عمها “نجية ندى” التي التحقت بمدرسة الحكيمات وكانت من أوائل من سافروا إلى إنجلترا في بعثة تعليمية، فأصبحت بذلك قدوة لها.
حرب 1973 ودور نازلي
في حرب أكتوبر عام 1973، كان لنازلي قابيل دور بارز، فقد شاركت بكل طاقتها في خدمة جميع المصريين سواء كانوا جنودًا مصابين أو أسرًا بحاجة إلى المساعدة، كما أنشأت في وقت قياسي 23 مركز إسعاف مدني في أسبوع واحد فقط.
25 عامًا من التطوع بحي المرج
كان حي المرج قديمًا عبارة عن قرية يفتقر أهلها للخدمات، لذلك وهبت نازلي حياتها للتطوع في خدمة أهالي المرج، مما أحدث نقلة هائلة في القرية، فقد أسست لجنة للمرأة تهدف إلى تثقيف السيدات سياسيًا واجتماعيًا، وكان لها دور في تغيير العادات الاجتماعية، فقد كان من المعروف أن السيدات الحوامل يلجأن إلى “الدايات” للولادة في ظروف صحية متدنية، لذا طلبت منهن نازلي القدوم إلى المركز لتعليمهن إجراءات النظافة والتعقيم. تدريجيًا، اكتسبت نازلي شعبية كبيرة بين أهالي المرج، فأصبح الجميع يلجأ إليها في جميع أمورهم الشخصية وفي الأمور المتعلقة بالزواج والطلاق وغيرها.
زلزال 1992 ومدينة النهضة للمتضررين
في عام 1992، وقع زلزال شديد في محافظة القاهرة تسبب في دمار وتهجير العديد من الأسر، كان لنازلي دور عظيم في إنشاء مدينة النهضة لمتضرري الزلزال، حيث وفرت لهم الرعاية الصحية والاجتماعية الكاملة.
تكريم وتقدير
انتخبت نازلي قابيل عام 1984 نقيبة للتمريض بالتزكية، وحصلت على وسام فلورنس نايتنجيل من الصليب الأحمر -وهو أعلى وسام يمنح للعاملين في مجال التمريض-، كما حصلت على نوط الامتياز من الدرجة الأولى عن أعمالها الإنسانية التطوعية.
تكريم رؤساء مصر
تقديرًا لها ولحياتها التي كرستها في خدمة المجتمع المصري، كرّمها جميع من تولوا منصب رئاسة الجمهورية خلال حياتها، عبد الناصر والسادات ومبارك وأخيرًا الرئيس السيسي الذي كرمها في احتفالية “عام المرأة المصرية” عام 2017.
وفاتها
رحلت نازلي قابيل عن عالمنا عام 2020 عن عمر يناهز 93 عامًا، لتبقى أعمالها الإنسانية والاجتماعية خير شاهد على رحلة طويلة قضتها في خدمة الإنسانية والمجتمع المصري.
اقرأ أيضًا: من هي «فلورنس نايتنجيل» التي نحتفل باليوم العالمي للتمريض من أجلها؟