كلمتها

“مريت نيت”.. أول امرأة في البشرية تولت سلطة البلاد

في العصور السابقة حظيت المرأة في مصر القديمة على مكانة مرموقة لم تفز بها امرأة أخرى في جميع المجتمعات والحضارات الإنسانية، شهدت آثار الحضارة المصرية بذلك، فعرش مصر على مر العصور لم يكن يقتصر على الرجال فقط، إنما خلد التاريخ الكثير من الملكات اللاتي حكمن البلاد، إلا أن التاريخ خلد اسم الملكة “مريت نيت” باعتبارها أول حاكمة في التاريخ المصري.

أصول الملكة مريت نيت:

يقال إنها من أصول شمالية، يعود اسم “مريت-نيت” إلى الآلهه المصرية القديمة “نيت”، ومعنى اسمها محبوبة الرب، وتعد رابع ملوك الأسرة الأولى، وكانت بنت الملك “جر” زوجة الملك “واجيت” وأم الملك “دن”، حيث تمكنت من حكم مصر بعد وفاة زوجها، حتى شاركت ابنها الملك “دن” في الحكم الذي ورث عن أبيه طفلا صغيرا ولهذا هي أول سيدة حكمت مصر في تاريخها.

مميزات عصرها:

كان أهم ما يميز عصر مريت نيت السلام الداخلي والخارجي فكانت معروفة بميولها للسلام كثيرا، وشهد عصرها وجود الكثير من المباني والأدوات التي تثبت مدى تطور الحرف الصناعية في عصرها، فقد كانت امرأة طموحة للسلطة فلم يستطيع أحد التحكم في شئون الحكم، وقامت هي بحكم العرش برغم تقييد التقاليد الدينية لها للحكم، ولكن سرعان ما مكنت الملكة ابنها “دن”، حتى تركت المسرح السياسي كملكة، وشاركت في الحكم كملكة تقف خلف ابنها بالمشورة وتقدم النصيحة له في الرأي.

اقرأ أيضًا: “نبت”.. أول قاضية في التاريخ ظهرت في مصر الفرعونية

معلومات عن مقبرة مريت نيت:

اكتشف مقبرتين ملكيتين بنفس أوصاف مقبرة الملكة مريت نيت في أبيدوس وسقارة، كما عثر لها على لوحة رخامية يكتب عليها اسمها عليها و قصة حياتها في المتحف المصري، كما اكتشف اسمها منقوش على لوحة في مقابر أبيدوس.

تم اكتشاف مقبرة الملكة “مريت نيت” في عام 1900م من خلال عالم الآثار البريطاني”بتري”، واعتقد أنه اكتشف مقبرة لملك فرعوني وليس ملكة، وكان ذلك الاعتقاد سائد بين العلماء والدارسين للآثار حتى عام 1980م تأكدوا أنها تنسب إلى الملكة مريت نيت.

كما وجد في وسط المقبرة تابوت خشبي حوله 8 حجرات للمخزونات ويحيطها 41 حجرة تم دفن فيها كبار الموظفين، وخدم الملكه من النساء والرجال، وتم تصميم المقبرة على أساس نظام تصور وهو صعود الروح إلى السماء بعد الموت، وعثر في شمال مقبرة الملكة على أدوات كثيرة من الحجارة، و تم التعرف على المقبرة من خلال وجود نقوش رمزية عليها اسم الملكة.

وكانت مصر في عهدها تتمتع بالتوسع الاقتصادي والاستقرار السياسي والاجتماعي، إضافة إلى ذلك تم وضع أسس الحكم الملكي المقدس الذي اتبعه ملوك مصر حتى نهاية العصر الفرعوني، فتعد من ضمن أقوى الملكات التي عرفتها البشرية، فهي أعطت مثالا واضحا على نفوذ وقوة المرأة.

اقرأ أيضًا: المرأة المصرية تاريخ من القيادة يعود إلى 7000 سنة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى