كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| من الثانوية للكلية

من الثانوية للكلية والمجموع قرب على الـ 100.. أغنية من الأغنيات الرسمية للثانوية العامة، غنتها من عشرات السنين الفنانة ليلى نظمي من كلمات عمنا فتحي قورة، اللي عبر بكلماتها عن فرحة الانتقال من مرحلة دراسية صعبة عاشها الآباء قبل الأبناء داقوا فيها أقصى حالات الرعب والخوف على تحديد مستقبل أولادهم وتحديد الكلية اللي هيكملوا فيها كل مشوارهم العلمي.

وهنا بقى يجي دور أهم مكتب ممكن يقابله الطالب في حياته عشان يحدد مصيره ومستقبله واللي هيخليه ينضم لانهي كلية ودا طبعا هيكون حسب تنسيق محدد ومن هنا جه اسمه اللي بيسبب الرعب للطلبة وأهاليهم، أيوة مكتب التنسيق ماتيجوا نحكي حكايته من البداية..

قبل عهد محمد علي كان العلم مقتصر على الكتاتيب والأزهر الشريف اللي كان بيتم فيه دراسة العلوم الدينية بس، لحد ما جه محمد علي اللي كانت أهم أهدافه النهوض بالبلاد واتمركزت في بناء جيش قوي يرهب به أعداءه، فبدأ بتطبيق نظام تعليمي حديث عشان ينهض بالبلاد فبدأ بإنشاء مدرسة الحربية وفي الوقت نفسه قام ببعت بعثات تعليمية لفرنسا وإيطاليا وأسس نظام تعليمي حديث..

وعين علي مبارك اللي انشأ مؤسسات تعليمية أهلية وهي مدارس عليا زي الطب والصيدلة والألسن والهندسة وغيرهم ودي كانت تحت إشراف وزارة المعارف، لكن بعد كدا وبسبب الاحتلال الإنجليزي كان التعليم في الفترة دي مقتصر على الطبقة الغنية..

ولكن الحركة الوطنية عملت على نشر التعليم بين الفقرا واللي منها قدرت تنشئ أول جامعة أهلية في 21 ديسمبر 1908 واتسمت باسم جامعة فؤاد الأول اللي هي جامعة القاهرة دلوقتي ويرجع الفضل ليها الزعيم مصطفى كامل، والاستجابة العامة للتبرعات والهيئات من مختلف فئات الشعب وطوائفه..

وبزيادة الطبقة الوسطى وزيادة الوعي في المجتمع تم إنشاء جامعة تانية وهي جامعة الملك فاروق الأول “الإسكندرية” سنة 1942 وبعدها صدر مرسوم ملكي بإنشاء جامعة أسيوط سنة 1949 لكن بدأت عملها في سنة وبعدين 1957 وبعدها جامعة إبراهيم باشا اللي هي “جامعة عين شمس” سنة 1951..

وكان وقتها مافيش حد أدنى للقبول بالجامعات فبتقدر تدخل أي كلية إلا كلية الطب واللي كانت للطلاب الحاصلين على 70% فأكتر حسب ما تعلن عنه كلية الطب، ودا غير امتحانات بتحدد إذا كانوا هيقبلوا بالكلية أو لا على أساس تخطي الاختبار ومش المجموع لوحده..

وفضل الحال كدا لحد ما جه عميد الأدب العربي طه حسين صاحب فكرة ومسمى “مكتب تنسيق القبول في الجامعات” ودا عند توليه وزارة المعارف في الفترة من يناير 1950 لحد يناير 1952، ودا لما بقى في مصر 3 جامعات بدلً من واحدة بس مكنش على شكله المعروف دلوقتي..

فكانت طبيعة عمله أنه يجتمع عمداء كليات الطب الثلاثه أو كليات العلوم الثلاث وينسقوا مع بعض ويحدد كل واحد منهم نسبة النجاح اللي هيقبلها حسب إقبال الطلاب والمحيط الجغرافي..

فمثلا هيقلل عميد الطب في جامعة فاروق الأول درجات القبول ودا نتيجة عدم الإقبال لبُعده السكني، على العكس في جامعة فؤاد الأول فبترتفع فيها درجات القبول بسبب كبر عدد سكان القاهرة والإقبال الشديد عليها، وكمان يقوموا بتنسيق وتحديد نوع الامتحانات اللي هيتم القبول على أساسه، وهكذا.

ومع الحكم الجمهوري وبالتحديدا بعد إعلان مجانية التعليم الجامعي بعد ما كان أصحاب النفوذ والأموال هما اللي يقدروا يعلموا ولادهم زاد الإقبال أضعاف مضاعفة على الالتحاق بالجامعات وكترت واتعددت الكليات الجامعات وبالفعل تم تطبيق فكرة مكتب التنسيق المتعارف عليها بشكلها دلوقتي وكانت أول دفعة هي دفعة الثانوية العامة لسنة 1961 ـ 1962 بس طبعا كان بشكل يدوي دا غير أنه كان معتمد بس على المجموع..

وعن طريق سحب ملف من الجامعة وتسجيل الرغبات وكمان أوراق الدمغة لحد ما وصلنا للشكل الإلكتروني الموجود دلوقتي ودا كان في سنة 2007، ودا البعبع التاني اللي بيقابل ولادنا وأخواتنا ويقوم بتحديد مستقبلهم..

وبكدا نكون وصلنا لنهاية رحلتنا مع مكتب التنسيق، واسيبكم بقى تكملوا أغنية النجاح، جاى منين من الثانويه رايح فين على الكلية، بس الأغنية ناقصة أربع كلمات في آخرها وهي اللي اختارها مكتب التنسيق.
مش كده ولا اييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى