كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| المراهنات.. أزمة الشباب الجديدة ووهم الربح السريع

عارفين المثل اللي بيقول يقتل القتيل ويمشي في جنازته، للأسف الشديد دا حصل حقيقي مش مجرد مثل وحصل في قرية من قرى مركز الستاموني محافظة القليوبية، وللأسف القتيل كان طالب ثانوي متقطع 3 أجزاء أما القاتل فدا عجيبة ينضم لعجايب الدنيا وهو مدرس الفيزياء الخصوصي اللي ماكتفاش بقتله لكن قطعه كمان بمنشار، تخيلوا..

تعالوا نشوف قصة إيهاب طالب أولى ثانوي اللي خرج من الدرس الساعه 5 يوم الثلاث واتمشى على رجله زي ما جه في الكاميرات وقبل ما يوصل منطقة المقابر بشويه والدته رنت عليه ورد عليها وعرفت مكانه وطلبت منه يجي البيت بسرعة عشان يلحق الإفطار لأنه كان صايم بس هو قال لها هيتمشى لحد ما المغرب يأذن..

وبس من بعد الكلام دا اختفى إيهاب، وانقطع اتصالهم به كل مايطلبوه بالموبايل يفضل يرن ومحدش يرد رنات كتير لحد ما فيه حد رد وقال إنه مخطوف وموجود بره المحافظة وعاوز نص مليون جنيه على فودافون كاش.. وهيتم بعتهم على أرقام كتير والخط قفل كل دا من على تليفون إيهاب..

وفعلا جهزوا الفلوس وفضلوا يرنوا لكن محدش كان بيرد والخط قفل رنات كتير مفيش رد واتقفل الموبيل للأبد، بعدها أهله قاموا ببلاغ الشرطة وفعلا دوروا وفتشوا في كل مكان ومحدش لقاه كأنه فص ملح وداب،

لحد يوم الأربع الساعه 5 المغرب ابتدت بشاير ظهور الجثة اللي كانت متقطعة 3 أجزاء ومحطوطة في أكياس بلاستيك.. والبداية لما لقى مزارع في أرضه شوال كان فيه النصف اللي تحت بس وبعده اتوالت اكتشاف باقي الجثة..

التحريات اتوصلت أن القاتل هو طالب جامعي وكان القتيل بياخد درس فيزياء مخصوص عنده مدرس فيزياء قتل طالب عنده.. لا ومن جبروته كان نزل نعي على صفحته وبيدعي على اللي قتله..

مش قلت لكم قتل القتيل ومشي في جنازته وبعد ضبطه واستجوابه اعترف بالتفصيل بارتكاب الواقعة، وقال إن الهدف كان طلب فدية من أسرة القتيل لمروره بضائقة مالية والمديونيات المتراكمة عليه بسبب بعض الألعاب الإلكترونية اللي كان بيمارسها من خلال موبايله..

وكمان أكد أنه اعتاد لعب القمار والمراهنة من خلال واحدة من التطبيقات الإلكترونية ودا اللي كان السبب في استدانته في مبلغ مالي بيتراوح ما بين 250 إلى 300 ألف جنيه، اللي حصل دا كارثة بجميع المقاييس وكمان جرس إنذار بأن اللي حصل ممكن جدا يتكرر مع ناس تانية وضحايا تانية..

احنا مش واخدين بالنا ازاي من النكبة الجديدة اللي بدأت تدخل مجتمعنا إلا وهي التطبيقات الإلكترونية للألعاب، للأسف ظاهرة جديدة بدأت في الإنتشار السريع بين فئات الشباب بوجود تطبيقات مختلفة ووصل الحال بأنها بقت مكاتب مراهنات محمولة ومتنقلة، توفر مصدر دخل لكتير من الشباب من غير بذل أي مجهود لا دا كمان أوقات بيوفر للبعض ربح وفير من غير المغامرة بمبالغ مالية كبيرة وشرطها الوحيد أن يكون عندك محفظة إلكترونية ومبلغ مالي بسيط عشان يبدأ في المراهنة والتربح..

المشكلة بقى أن ماتحطتش قوانين لأنواع الألعاب اللى بيقوم الأشخاص بتحميلها وكمان مش بتمنع لعب القمار الإلكتروني يعني هي لا قامت بمنع أو حذف أي تطبيق إلا لتطبيقات الاختراق أو التطبيقات اللى بتحتوي على ثغرات لتسريب بيانات المستخدمين، يعني مافيش قانون بيمنع التراهن أون لاين..

اد إيه الألعاب الإلكترونية دي خطيرة على الكبير الواعي فما بال لو كان مراهق أو طفل والحوادث أهو بدأت بحادثه القتل، ولو مافيش قانون بيمنعها ففيه اللي أقوى من القانون وهو أننا نربي نفسنا الأول ونربي ولادنا صح وصدقوني لو محصلش دا هتحصل مصايب تانية كتيرة ونقعد نعيط ونقول ياريت اللي جرى ما كان.
مش كدا ولا اييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى