كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| مهازل وراء ستار الإنترنت

اليومين اللي فاتوا كلنا اتصدمنا بخبر مقتل طفل شبرا الخيمة بطريقة بشعة وكان الغرض من قتله بثه مصور على الدارك ويب وكلنا تابعنا التحقيقات اللي أظهرت أن كان فيه شخص تاني هو اللي حرض على الجريمة وطلب من المتهم تصويرها عن طريق الفيديو كول عشان يبيعها على الدارك ويب والشخص دا مصري مقيم في الكويت ودا مقابل خمسة مليون جنيه..

وأكيد معظمنا سمع عن الدارك ويب وعارف أنه مكان بيتم فيه تداول أنشطة غير مشروعة وغير أخلاقية
وأكيد لخطورة أعماله فالدخول عليه مابيكونش بالسهولة ولا يكون مباشر عن طريق مواقع التصفح المألوفة زي جوجل ويوتيوب وسفاري وإنترنت إكسبلورر أو ميكروسوفت لكن بيكون عن طريق تنزيل تطبيقات لمواقع تصفح معينة عشان يقدروا يدخلوا ليه..

والموقع دا بيلجأ له الأشخاص عشان يبقى صعب على أي جهة أو شخص من تحديد هويتهم ودا طبعا عشان يتيح لهم ممارسة أنشطة غير قانونية، طيب ياريت المسألة تقف لحد هنا وبس لكن اللي بيحصل أن حتى الأطفال بيستدرجوهم له وبالفعل حصلت حوادث كثيرة، اُستدرج خلالها الأطفال إلى الدارك ويب من خلال ألعاب بيلعبوها على الإنترنت العادي..

حتى أن أحيانا بيكلم أشخاص الأطفال ويتعرفوا عليهم ودا من التشات الخاصة باللعبة ومن هنا بيبدأوا في إرسال هدايا للأطفال كمان يرسلوا ليهم روابط تصفح لدخول مواقع الدارك ويب، ويبتدوا بجذبهم بطرق واستخدامهم في الأغراض القذرةالاي اتعمل عشانها انحراف وشذوذ أخلاقي بكل المعايير ما فيش حد له أقذر الأعمال بتم من خلاله من أول تجارة الأسلحة وتجارة الأعضاء والخطف والدعارة والشذوذ والسادية المفرطة حتى القتل مابقاش زي ماكنا عارفينه له حد لكن وصل الحال للتلذذ به..

المصيبة دي بقت ممكن تحصل بمنتهى السهولة مع غياب الدين والأخلاق والتطرف السلوكي طيب دا بالنسبة للكبار هنقول أن فيه غلط جواهم هما ودا بيتم باختيارهم ورغبتهم المنحرفة، لكن المصيبة بقى أننا زي ماشفنا في القضية دي أن محرك الجريمة الأساسي طفل يادوبك عمره 15سنة وشوية تخيلوها دي مجرد طفل قدر يخطط ويدبر ويتفق مع حد تاني أنه ينفذ الجريمة دي مقابل بيع مقاطع فيديو على الدارك ويب فيقوم مكلف حد يقتل الطفل وينزع أحشائه ويصور المشهد مقابل 5 مليون جنيه..

تخيلوا لما يوصل للمرحلة دي في السن دا يكون عدي عليه وقت اد ايه وهو متهبب وموحول في الدارك ويب؟، ويفضل السؤال أهله فين من كل دا؟ فين رقابتهم عليه؟، ازاي وصل به الحال أنه يتمم كل دا بالأريحية دي؟ ماهو بالعقل كدا يا أما هيكون بمباركة وإشراف الأهل واشتراكهم معاه أو بغياب الرقابة عليه من أهله.. لا آسف خاني اللفظ مش غياب لكن انعدام وجودها من الأساس..

صدقوني في الحالة دي جرمهم هيكون أفظع مليون مرة من جرم الولد مش هيكونوا شركاء وبس لكن معدين للجريمة دي وغيرها وغيرها، الله يرحم أهالينا زمان أيام ما كانوا حطينا تحت عيونهم والتوجيه الفوري لو شافوا أي بادرة اعوجاج..

حتى لو مقاييس الزمن اتغيرت لكن لازم تفضل الرقابة على أولادنا بس نغير الأسلوب طبعا اللي اتربينا عليها الأول، لازم ولابد من الرقابة على الأبناء وحمايتهم في الشبكات الاجتماعية ودا من خلال الرقابة الأبوية واعتماد التطبيقات الذكية فهيساعد الآباء نوعا ما على على حماية أبنائهم..

صحيح أن في العالم الرقمي اللي بقينا بنعيش فيه وبقت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي والتدوين من الأمور اللي بيعتمد عليها للتواصل والحصول على المعلومات أو حتى تنفيذ الأنشطة الاجتماعية لكن اللي بيحصل أننا بقينا نلاقي الأطفال وصغار السن منغمسين فيها أكيد كتير مننا شايف أن دا بقى طبيعي، تمام ولك حق لكن لازم يكون تحت رقابتك تشوف هما بيتواصلوا مع مين وبيعملوا ايه مش عشان نريح دماغنا منهم ونقول أهم قاعدين ساكتين ولا بيدخلوا ولا يخرجوا يبقى كله تمام..

بالله عليكم فتحوا عنيكم على أولادكم وصاحبوهم قربوهم منكم خلوهم يحسوا أنهم يقدروا يتكلموا معاكوا ويفضفضوا معاكم ويسألوا ويلاقوا إجابة من غير تعنيف ولا استهزاء، بالله عليكم خدوا نصيحتي دي واعملوا بيها قبل فوات الأوان والحسرة ونرجع نسأل ونقول إيه اللي جرى لنا وإزاي وصلنا للحال دا، وياريت اللي جرى ما كان.. مش كدا ولا اييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى