شارع الميديامنوعات

حضارات مصر على “سن قلم رصاص”.. عبقري نحت المصغرات يتحدث

على ضفاف مدينة رشيد العريقة، نمت هذه الموهبة التي تنطق بالإبداع والتميز..

فنان في ثوب نحات، عشق النحت ولم يتوقف عند التقليد، فرغم حداثة سنه فله مدرسته الخاصة، أحال تماثيل الملوك الضخام إلى تحف فنية لا تتعدى المليمترات الخمسة، وعلى أسنان الأقلام الرصاص نحت حضارات علمت العالم، ليبرز اسم “إبراهيم بلال” عصفورا جديدا، يغرد منفردا في عالم نحت المصغرات في مصر، كان لموقع “كلمتنا” هذا الحوار مع فنان تلقائي، معجون بماء النيل من رشيد، واكتست ملامحه بطيبة أهلها، يكشف لنا عن مفاجآت ارتباطه وبداية موهبته ومن يدعمه، ومفاجآت كثيرة تقرأونها الآن، فاستمتعوا:

متى بدأت فكرة “نحت المصغرات “، وكيف تختار منحوتاتك؟

لدي موهبة منذ صغري، ورغم التحاقي بكلية الحقوق، إلا أنني عاشق للرسم والنحت منذ نعومة أظفاري. الأفكار مصدرها البحث عن فكرة مميزة، فوجدت فكرة إحياء الفن المصري القديم، وتخليدها على القلم الرصاص، لأصبح أول شخص في العالم يقوم بذلك، وتخرج رموز الحضارة المصرية على سن قلم لا يتعدى ٣ مم تقريبا.

ما المفاجآت التي ننتظرها قريبا؟
اتفقت مع المتحف القومي للحضارة المصرية، لعمل معرض نوعي، شهر فبراير المقبل، لعرض منحوتات فرعونية على أسنان الأقلام الرصاص، ومعرض آخر بمتحف الفن الإسلامي آخر ديسمبر، وهو الأول من نوعه في العالم، يعرض مقتنيات من الفن الإسلامي، وهو المعرض الذي يضم منحوتاتي فقط، لإبراز الأفكار والمنحوتات، بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار.

من أين جاءت فكرة المصغرات النحتية؟
كنت أتابع الانستجرام، فوجدت منحوتة لكرسي على سن قلم رصاص، لفنان تايواني، ورغم بساطتها، إلا أنني توقفت أمامها منبهرا، وقلت: “لم لا أجرب؟”، وبالفعل حاولت كثيرا، لدرجة أنني حاولت أكثر من 20 محاولة، لم أنجح في الوصول لنتيجة جيدة، ولكن على الأقل حاولت، ووقفت وقتها مصمما أن أحاول حتى أصل لنتيجة أفضل، فليس هناك شئ مستحيل.

لماذا اخترت نحت الشخصيات الفرعونية، تحديدا؟
ليس هناك اختلاف حول عظمة الحضارة الفرعونية، فلدي صديق عزيز وهو سعيد رخا، يعمل مديرا لمتحف رشيد، وبينما نتناول القهوة طرح علي فكرة تجسيد الآثار الخاصة برشيد تحديدا، وهو ما رأيته فكرة صعبة جدا، فكيف أنحت تفاصيل وجه “علي بك السلانكي” محافظ رشيد، إبان الاحتلال الانجليزي؟، ومع إلحاحه عليّ لتجربة الأمر عزمت على تجربتها بالفعل، وأحضرت أدواتي بالفعل، وبدأت المغامرة، ورسمته جيدا، وكانت الفكرة من تاريخ رشيد إلى التاريخ المصري بعصوره المختلفة وحضاراتها المتعاقبة.

ما الحلم الذي تتمنى تحقيقه؟
حلمي نحت الحقبات المختلفة في مصر بحضاراتها الإسلامية والرومانية والقبطية وغيرها، وعمل متحف للمصغرات النحتية التي تمتاز بها مصر بتاريخها العريق؛ فلدينا تراث لا يقدر بثمن، وقد تبنينا مبادرة أنا ومجموعة من الشباب في رشيد للترويج السياحي لمصر عامة، ولرشيد بشكل خاص، وسلاحي عدسة مكبرة وسكين تفاصيل “Details knife”، لنحت التماثيل المختلفة.

هل فكرت في بيع المصغرات؟
البيع ليس هدفي الأسمى، والسعر بالتأكيد لن يعتمد على قيمة الخامة أو القلم الرصاص المنحوتة عليه، ولكن في الفكرة ومجهود نحو 20 ساعة عمل، وفن المصغرات Micro Artمعروف عالميا، وإن لم يشتهر هنا.. وشغلي الشاغل أن ننتج منحوتات مصرية لا تقل جودة وإبداعا عن مثيلاتها العالمية.

أمنيتي أن انشر ذلك الفن، وحينما نحتت قناع توت عنخ آمون وغيره، وجدت فهما من قطاع كبير لما أقوم به، وأشعر بالتميز في مجالي.

ما الموضوعات التي تحب قراءتها؟
لدي حب لقراءة السير الذاتية، فمنها نتعلم التغلب على التحديات بعزيمة وصبر، وكذلك القراءة في علم النفس والتاريخ المصري، وغيرها من القراءات التي تثري عملي في النحت بالوقوف على التفاصيل وإبرازها.

 

كيف أثرت نشأتك في رشيد على فنك؟
رشيد مدينة عريقة، وهي أقدم من مدن كثيرة في الجمهورية، وكثير من القصص والحكايات المصرية في وجه الإنجليز وغيرها كان لرشيد دور فيها، فكلما أدركت تاريخها تزداد عظمة في عيني، ولدي حلم أن يكون متحف رشيد متحفا يليق بعظمة هذه المدينة وتراثها الحضاري.

المدرسة لها دور في اكتشاف المواهب غالبا، فما دور المدرسة في اكتشاف “إبراهيم الفنان”؟

أتذكر أحد أصدقائي وقد رسمت صورة للرئيس السادات، فأبلغ مدرس اللغة العربية، والذي حرص على تشجيعي وزملائي كذلك، ورسمت رؤساء مصر وشخصيات كثيرة، ولكن استهواني النحت أكثر.

كيف استطعت إقناع أسرتك بموهبتك؟
نشأت في أسرة مسؤولة بشكل كبير، وكانت الأسرة تمنحنا جزءا كبير من الحرية في اختياراتنا، حتى ولو كان ذلك بصعوبة، ولكن نجحت في إقناعهم بما أحبه، وشاركت عام 2014 في مهرجان “همسة” للإبداع والفنون، في مجال رسم “البورتريه”، بتشجيع من رئيس المهرجان وقتها، ولم أتوقع الحصول على جائزة، وتلقيت دعوة لحضور فعاليات المهرجان، وكانت المفاجأة مع إعلان أسماء الفائزين، وحصلت على المركز الأول وقتها، ومن بعدها، بدأ أهلي يتفهمون حبي للنحت والرسم، وحتى خلال تدريبي للشباب أحرص دائما على نصحهم بأن يقنعوا أهلهم بأن يثبتوا أنفسهم بالعمل والاجتهاد.

أغلبنا يستمد طاقة من أصدقائه، فلأي مدى يمثل أصدقاءك إضافة لك؟

بدأت أكتشف ماذا أحب، والآن النحت أقرب لقلبي من القانون، فيكفي أنني عرفت شغفي، ولدي كثير من الأشخاص الذين يشجعونني ويشيدون بأعمالي، فصديقيّ: محمد سالم ود.أمجد، من أبرز اصدقائي الذين يشجعونني على العمل، ورزقي في أصدقائي بشكل كبير

ما طقوسك خلال النحت أو الرسم؟

أنا من عاشقي القهوة، وأحب أن استمع لموسيقى في الخلفية وعدد من الأغاني القديمة، ليكون الجو ملائما لطقوس النحت.

متى ستدعونا لحفل زفافك؟
أنا مرتبط بالفن في الوقت الحالي، وكل اهتمامي منصب على التركيز وتقديم أعمال جيدة، تضيف قيمة للفن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى