قد تندهش إذا وقعت على مسامعك ان بابًا بلغت تكلفته نحو 4 ملايين دولار، رحل مصممه تاركًا خلفه تحفة فنية بديعة يشاهدها الملايين من بقاع الأرض.. إرث لا يقدر بمال خلّفه الفنان السوري منير الجندي، مصمم باب الكعبة المشرفة، والذي وافته المنية في ألمانيا..
بداية القصة:
في العام 1978، في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، بدأت رحلة البحث عن مصمم مسلم في ألمانيا، ليقوم بتصميم باب الكعبة المشرفة، ليقع الاختيار على الفنان السوري منير الجندي، ليخرج الباب من الذهب بالكامل، وبدأت المهمة في عام 1398 هجري (1978).
بدأ العمل على الباب في معمل شيخ الصاغة الشيخ محمود بدر، أحد كبار مشايخ الذهب في مكة المكرمة، بحسب المؤرخ السعودي “منصور العساف”، في تغريدة على تويتر، وتم الانتهاء من صنع الباب بعد سنة ونصف من تكليف الملك خالد بن عبد العزيز.
أسماء للتاريخ:
وأضاف “العساف”: “تم تصميم الباب من قبل المهندس منير الجندي ، ورسم خطوطه الشيخ عبد الرحيم آل بخاري، بارتفاع 3 أمتار، وعرض مترين، وعمق نحو نصف متر، ويتكون الباب من دفتين وقاعدة مصنوعة من خشب الماكا مونغ الذي ينتج في تايلاند وهو أغلى نوع خشب موجود في العالم أجمع ويبلغ سمكه 10 سم.
بلغت تكلفة صناعة الباب الخارجي، والباب المؤدي لسطح الكعبة، (13.420.000) ريال، عدا كمية الذهب التي جرى تأمينها من قِبل مؤسسة النقد العربي السعودي، حيث استهلك البابان ٢٨٠كيلوجرامًا من الذهب عيار (999.9٪)، وتم الاتفاق مع المهندس المعماري منير الجندي لوضع التصميمات، ومتابعة التنفيذ، بمبلغ قدره (300.000 ريال)، وأُقيمت ورشة خاصة لصناعة البابين في مكة المكرمة، وبدأ العمل غرة شهر ذي الحجة عام ١٣٩٨، وانتهى المشروع بعدها بعام.
نقش يبقى:
نقش المهندس منير سري الجندي، اسمه على باب الكعبة المشرفة، وهو من مواليد مدينة حمص السورية، وتوفي السبت الموافق 19 من ديسمبر من العام 2020، الموافق الـ 4 جمادى الأول 1442هـ، بمدينة شتوتغارت بألمانيا.
