خروجتنا

القرية الفرعونية تجسيد واقعي يروي حياة المصري القديم

لطالما تمنيت لو أن هناك آلة زمنية تعيدني إلى زمن الخمسينات والأربعينيات، تلك الحقبة الزمنية الجميلة التي قد لا تتكرر مرة آخرى، فما بالك إن أتيحت لك الفرصة لتعود إلى زمن الفراعنة، ليس بآلة زمنية وإنما سائرًا على قدمك، ذاهبًا بسيارتك، لتراهم أمامك شحمًا لحمًا.

في مسقط رأس القرية الفرعونية حضارة وإبداع يتحدثان أمامك، حين فكر د.حسن رجب، مؤسس القرية الفرعونية، في عمل متحف حي يضم أناسًا حقيقيين بإرتدائهم زيًا فرعونيًا، يجسدون من خلال ذلك الحياة المصرية القديمة وما كانت عليه.

وبالفعل عام 1974 اختار جزيرة يعقوب ليجسد عليها القرية الفرعونية، وبدأ بتحويلها لشبه شديد التطابق لحياة المصريين القدامى، وجاءت الخطوة الأولى في زراعة ما يقارب من خمسة آلاف شجرة حول القرية، لحجب رؤية معالم القاهرة الحديثة فتفسد فكرة أن تعيش الأجواء الحقيقية.

زرع شجرة الصفصاف، الجميز، النخيل، البلح، لم يكتفي بذلك فقط، بل كان يسافر إلى جميع البلاد لجلب ما يحتاج إليه من نباتات وحيوانات فريدة، كان يبحث عن إجابة لجميع الأسئلة التي لم نجد لها حلاً، فأهتم بتجسيد التفاصيل التي تخص حياة المصري القديم، بدءًا من أبسط تفاصيل يومه مرورًا لأهم المهن التي يحترفها.

افتتح القرية عام 1984 رسميًا بعد عمل دام 10 سنوات، بتكلفة 6 ملايين دولار، ووفر فيها أماكن لعمل المراكب، طرق مزارع، معابد ضخمة من الحجر الأبيض، انضم ليشاركه في العمل ابنه د.عبد السلام رجب، عام 1989 وبعد افتتاح القرية بسنوات، جاء الافتتاح الرسمي لمقبرة توت عنخ آمون، والتي أصبحت ملاذًا لغير القادرين على السفر إلى أسوان لرؤية المقبرة.

تضم القرية 12 متحفًا والتي عرضت فيهم مراحل تاريخ مصر الحديث، لتنقلك القرية إلى العصور المصرية القديمة للزائر، حيث يمر الزائر بجميع مراحل الحياة الفرعونية القديمة من صناعة الورق البردي، الصيد، الزراعة، وعملية التحنيط.

اقرأ أيضًا:  في عصر الإنترنت..كيف تستمع بالتجمعات العائلية؟

رحلة إلى الماضي: 

تبدأ رحلتك من بوابة الدخول وحجز التذاكر، ومن ثم الدخول في عوامة الاستقبال، التي تحتوي على كافتيريا صغيرة لاستقبال الزوار، ومعرض لبعض المنتجات الأثرية والفرعونية، أما عن الطابق العلوي، ويوجد فيه متحف كليوباترا، ويرافقك مرشد سياحي ليوجهك ويحكي لك عن فترة حكم كليوباترا ويوليوس قيصر، والصراع الذي دار في تلك الحقبة.

انتهيت من زيارة متحف كليوباترا، لننتقل إلى المركب العائم، ومن داخل القنوات المائية المحيطة بالقرية الفرعونية تتعرف خلال تلك الجولة على الآلهه عند المصريين، وأيضًا مشهد النبي موسى عليه السلام، والنبات البردي ودورة تصنيعه من البداية، والأحدث الأضخم والأهم، عملية التحنيط التي حيرت العلماء.

وتتعرف أيضًا خلال الجولة على صناعة الفخار، الذي كان من الصناعات الأساسية للمصريين، وصناعة الزجاج والأسلحة، إلى جانب ذلك طرق الرزاعة والري والصيد عند الفراعنة، الكتابة الهيروغليفية والرسم، الذي ملئ جدران المعابد وسرد حكايات الفراعنة، كل هذا وأكثر يقدم من خلال عروض تمثيلية وصوتية، فتشعر أنك بحق انتقلت إلى عصر الفراعنة.

المتاحف في القرية الفرعونية:

من المركب العائم ننتقل إلى أهم ما يميز القرية الفرعونية، المتاحف المختلفة التي تتناول وتسرد تاريخ مصر الحديث والقديم، ومنها المتحف البلطمي، متحف التراث، مقبرة توت عنخ آمون، متحف العقائد، متحف المراكب، المتحف الإسلامي، متحف الرئيس محمد نجيب، متحف جمال عبد الناصر وأنور السادات، متحف الأهرامات، المتحف القبطي، متحف التحنيط، متحف مصر الحديثة، متحف نابليون ومتحف كليوباترا، كلاً من هذه المتاحف يتناول حقبة تاريخية، مدعمًا بالصور والماكيتات المصغرة لأهم الأحداث والمعارك، إلى جانب الملابس والأدوات المستخدمة في الحرب من تلك الحقبة الزمنية التاريخية في مصر.

متحف جمال عبد الناصر: 

يتناول المتحف حياة الرئيس جمال عبد الناصر منذ مولده حتى وفاته، كما أنه يحتوي على 170 صورة من الصور النادرة عن حياة الرئيس الراحل، مع بعض مقتنياته الشخصية والطوابع البريدية والعملات التي ظهرت في ذلك الوقت، إضافة إلى الرسائل التي كتبها جمال في تلك الفترة ما بين 1941 إلى 1942، ونص قرار تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956، حتى خطاب التنحي في 9 يونيو 1956، انتهاء لرحلته والتقرير الطبي الصادر عن وفاته.

متحف الرئيس محمد أنور السادات: 

اعتمدت العديد من مقتنياته على إهداءات جاءت من السيدة الراحلة جيهان السادات، ومنها بدلته البحرية التي حضر بها حفل افتتاح قناة السويس، وسترته الخاصة وعصاه الشهيرة ومعجونة وفرشاة أسنانه وعطره، وبعضًا من الصور النادرة في المناسبات الخاصة مثل صوره في استراحة الهرم، وهو يتوضأ، يصلي بالمتحف، وماكيت رائع مصمم خصيصًا ليشرح عن كيفية التخطيط وقيام الحرب، كذلك الصعوبات التي واجهت الجيش المصري، وخط بارليف، مرورًا بصور مع أهم الشخصيات العالمية أثناء توقيع إتفاقية كامب ديفيد، وإتفاقية السلام.

متحف التحنيط: 

ويحتوي على بعض النماذج العملية للتحنيط، وأهم الآلهة المرتبطة بفكرة التحنيط.

 متحف الأهرامات: 

يمثل فكرة بناء الهرم وأهم الأدوات المستخدمة في بنائه وبناء المسلات.

مقبرة توت عنخ آمون: 

وفيه عرض شامل للمقبرة، والتي تنقسم إلى 4 غرف، وهناك 3 أسرة مغطاة ومطلية بالذهب، وأواني بيضاء بها أطعمة مجففة، على أساس أن الملك سيستخدمها في العالم الآخر، إلى جانب متعلقات الملك مثل كرسي الملك، أما عن الغرفة الثانية فيها بعض الأواني الفخارية وصندوق وجد فيه أسلحة خاصة بالملك، ولعبة السينت وهي شبيهه للعبة الشطرنج، أما عن الغرفة الثالثة وهي غرفة الدفن المكونة من أربع مقصورات، ومن هذه الغرفة تم اكتشاف المومياء الموضوعة في تابوت يبلغ 110 كجم من الذهب، والغرفة الرابعة والأخيرة والتي سميت ب”غرفة الكنوز” لاحتوائها على كنوز الملك وبعض من متعلقاته الشخصية، كذلك الآله أنوبيس إله التحنيط والذي كانت وظيفته حماية المقبرة.

منزل الرجل النبيل والرجل الفقير: 

مصر لم تعرف العدالة الاجتماعية حتى في حكم الفراعنة، ولتتعرف على ذلك عن قرب، فمنزل الرجل الغني مكون من عدة غرف منها المكتبة والمطبخ والأصطبل وغرفة الخدم وغرفة الخزين وغرفة التجميل وغرف النوم والحمام ومساحة واسعة أمام المنزل، أما عن منزل الرجل الفقير فبيته مكون من غرفة واحدة وتجلس زوجتة المسكينة لتطحن القمح وتعد الدقيق بالساعات الطويلة، بينما تقضي زوجة الرجل الغني وقتها في سماع القيثارة ووضع مساحيق التجميل.

منتجات القرية:

 

وفي نهاية الرحلة لا تنس أن تتعرف على بعض منتجات القرية التي تقدمها من بضائع ومنتجات فرعونية مختلفة، والتي يقبل عليها الزائرون بشغف، كذلك استديو القرية حيث يمكن أن يقوموا بتصويرك بالملابس الفرعونية، وهناك أيضا جزء مخصص في السوق الفرعوني لبيع المنتجات الزجاجية والعطور والمنتجات النحاسية والجلدية والرسم بالرمال ورسوم الحناء وبعض المشغولات التراثية والفرعونية.

أما عن مواعيد زيارة القرية متاحة طوال أيام الأسبوع من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 7 مساءً، وسعر التذكرة يختلف

رحلة القرية + كنوز الملك توت عنخ آمون 80 جنيهًا

رحلة القرية + 6 متاحف 120 جنيهًا

رحلة القرية + 6 متاحف + جولة باليخت لمدة 45 دقيقة 140 جنيهًا

رحلة القرية + 6 متاحف + جولة باليخت لمدة 45 دقيقة + غداء 190 جنيهًا

اقرأ أيضًا:  رحلة إلى الجزائر.. تنقلك إلى مختلف العصور والأزمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى