واجهت المرأة عدد كبير من التحديات على مدار عصور طويلة، بين الوأد والتهميش والقبع لآرائها وحريتها وأفكارها، فصمدت سيدات وحاولت تغيير واقعهن، وانهارت أخريات واستسلمن للأمر الواقع دون نضال أو دفاع عن حقوقها على الإطلاق، فنشأت على تلك الفكرة حتى توارثتها لابنتها وتوالت الأجيال، لذلك كان لابد من ردع صارم لتلك القرارات والأفكار التي تدفن الفتاة والمرأة، فأطلق “اليوم العالمي للفتاة” دفاعًا عن تلك الصغيرة وحقوقها، ولكن ماذا فعلت مصر إزاء هذا الأمر؟
اليوم العالمي للفتاة:
شهدت مدينة بكين عام 1995 أول إعلان عالمي يساند الفتيات والسيدات في الدفاع عن حقوقهن، وهو “منهاج عمل بيجين“، لتقرر الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد 16 عامًا بالتحديد في 19 ديسمبر 2011، أن تحتفل يوم 11 أكتوبر من كل العام باليوم العالمي للفتاة، من أجل الاعتراف بحقوق الفتيات، ومواجهة بالتحديات تواجهها الفتيات حول العالم وتمكينهن.
فببساطة كل فتاة في أي بقعة على الأرض، لها الحق في الشعور بالاطمئنان، وعيش حياة آمنة والحصول على أبسط حقوقها مثل التعليم والصحة وحقها في إبداء رأيها بحرية مطلقة واتخاذها لقرارت حياتها دون أن تصبح عروس ماريونيت يشكلها من يشاء كيفما شاء خلال مراحل حياتها، لذلك فإن من الضروري تقديم الدعم لكل فتاة حول العالم، فتلك الأرواح الصغيرة قادرة على قيادة وتغيير العالم مهما استخف الآخرون منهمن.
فتلك الفتاة الصغيرة ستصبح أمًا في يوم من الأيام، ستبني جيلًا عظيمًا بفكرها المتحضر الذي سيخاطب عقول العالم أجمع، كما أن الفتاة التي تراها تلعب وتلهو أمام عينيك اليوم، ستكون مرأة عاملة غدًا قائدة ورئيسة ومسؤولة، لذلك عندما قررت الأمم المتحدة إطلاق أهداف التنمية المستدامة 2030 التي تهدف إلى خلق عالم أفضل يعمه السلام والأمان، كان من أهم أهدافها هو تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، لما للمرأة من تأثير عظيم وبالغ في الارتقاء بالمجتمع وأفراده ومستقبل الدولة.
تضامنًا وتحقيقًا لتلك الأهداف عملت مصر بكل جهاتها وقطاعتها الدولية على تمكين الفتاة والمرأة، سواء عن طريق المباردات التي تطلقها دفاعًا عن حقوقهن أو الدورات التدريبية التي تقدمها إليهن في شتى المجالات من أجل حياة عملية وشخصية أفضل، لكننا نتحدث اليوم عن “الفتاة” بوجه التحديد، فالبتأكيد صادفت مبادرة “دويّ” ذات يوم ولكن ما هي قصتها؟، دعني أخبرك في السطور التالية.
مبادرة “دويّ“:
إن خطوة تمكين الفتاة في مصر تبدأ بحصولهم على المعرفة الكافية وأدوات النجاح، فضلًا عن توفير الدعم اللازم لهن من الأسرة والمجتمع، لذلك تم إطلاق مبادرة “دويّ“ الوطنية، تحت رعاية المجلس القومي للأمومة والطفولة، وبالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة التضامنالاجتماعي، وبالتعاون مع يونسيف ووزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تهدف المبادرة إلى خلق مجتمع من الأشخاص والمؤسسات التى تدعم الفتيات لتحقيق إمكاناتهن الكاملة، وتغيير الطريقة التى يرى بها المجتمع الفتيات ويتحدثن عنهن، والفئات المستهدفة من سن 10- 18 عامًا.
من أهم الخطوات التي تقوم بيها مبادرة ‘دوّي‘ لتمكين الفتيات، هي خلق بيئة مساندة آمنة فيها مساحة للتعبير عن النفس بحرية، كما أنهاتدعم الفتيات وتوفر لهن مهارات ومعارف أساسية لتطوير أنفسهن، كما يحمل موقع “دويّ”، قصص وتجارب شاركها أبطال وبطلات المبادرة، من شأنها أن تعمل على تغيير نظرت المجتمع للفتاة، وعلى تقبل أرائهن وحقوقهن بصورة أكبر.
فعن طريق خدمة “صوتك مسموع” التي تعد من أهم أهداف مبادرة “دوّي“، تساعد على تشجيع للفتيات للمشاركة والتعبير عن تجاربهم وخبراتهم وقصصهم، من أجل أن يصبح صوت الفتاة مسموع داخل عائلاتهن ومجتمعاتهن، وقادر على إحداث تغيير في الفكر المجتمعي، إذا كنتِ تودين سرد حكايتك اضغط هنا “دويّ” في انتظارك دائمًا.
اقرأ أيضًا: مصر نحو تمكين المرأة بعد عقود من التهميش