كلام رجالة

من الذي قتل نيازي مصطفى؟.. سؤال عمره 35 عامًا

في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر عام 1986م، كان محبو وعشاق السينما المصرية على موعد مع الفاجعة، ليلة ضبابية، يسودها الهدوء في كل شئ، إلا في تلك الشقة التي يقطنها وحيدا المخرج الكبير نيازي مصطفى، شيخ المخرجين.

ليلة عادية في تفاصيلها للكثيرين، لكنها لم تكن عادية في منزل رجل ذي 75 عاما، قدم عصارة خبرته للسينما، لكن يدا غادرة أبت إلا تنهي الرحلة.

يغادر الخادم على عادته، ويترك الطعام الذي أعده، آملا أن يعود في الصباح، لتمضي الأيام كعادتها، وما إن يسدل الظلام ستاره، حتى تسلل مجهول إلى شقة نيازي، يحمل الغدر في طياته.

آلة حادة قطع بها أوداجه، ورابطة عنق لطالما بدا بها في غاية الأبهة، لكنها اليوم تحط فصلا جديدا من فصول الرواية وما أسوأ أن تكون هكذا خاتمة، لرجل لطالما أضحك الطوب والشجر، كما يقول المصريون.

رحل نيازي مصطفى على إثر قطع في شرايينه، ورابطة عنق تتحول إلى قيد أبدي، ذلك المشهد الذي أبى الخادم إلا أن يطلع عليه شقيقة نيازي التي جاءت ربما من أعماق الصعيد مثل شقيقها الذي ولد في أسيوط 11 نوفمبر عام 1911م، لأب سوداني وأم تركية، بعد طرق الباب صباحا فلم يرد نيازي، ليعاود الخادم كَرته عند الظهيرة، والإجابة صوت صرصور الحقل، لا أحد ينطق، ما يدفعه لطلب نسخة مفتاح الباب من شقيقته، لتقف قلوبهم هلعا من الفاجعة.

دخل القاتل من باب العمارة بكل سهولة، بنسخة من مفتاح أصلي، جاء قاتلا؛ فليس في الشقة أموال، وهذا معروف عن نيازي، ولكن بصمات الأسرة كلها حين حضرت -تود لو أن ساعات الليل لم تأت-، أضاعت بصمات القاتل، لتقيد القضية ضد مجهول حتى يومنا هذا.. فمن هذا الرجل وما تفاصيل حياته؟

أكمل نيازي دراسته الجامعية في ألمانيا والتحق هناك بمعهد الفيلم الألماني، ثم عاد إلى مصر ليعمل مونتيرًا في استوديو مصر، ثم عمل مساعد مخرج في البداية مع الفنان “يوسف وهبي” وتولى بعدها مهمة الإخراج وكان أول فيلم له في عام 1937م وهو “سلامة في خير” بطولة “نجيب الريحاني” وعمل نيازي حينها في تصوير ومونتاج العمل، وساهم في كتابة السيناريو.

النجاح الكبير الذي حققه فيلم “سلامة في خير” دفع الريحاني إلى التراجع عن قراره باعتزال السينما واجتمع مع نيازي مجددا في فيلم “سي عمر”.

زواجه:

تزوج نيازي من الفنانة “كوكا” التي كانت مساعدته وزميلته في قسم المونتاج باستوديو مصر، والتي اشتهرت بأدوار الفتاة البدوية، ونشأت بينهما قصة حب وتزوجا فيما بعد، لكن لم يكتب لهما الإنجاب، وتزوج بعدها من الراقصة “نعمت مختار” ثم انفصل عنها ورجع إلى زوجته الأولى بعد علمه بأنها مصابة بالسرطان ليظل بجوارها حتى لحظاتها الأخيرة.

أعماله:

أخرج نيازي مصطفى أكثر من 150 فيلمًا ومسلسلاً كان لها تأثيرا كبيرا على جيل بأكمله ومن أهم أعماله:

سلامة في خير 1937م.
سي عمر 1941م.
وادي النجوم 1943م.
طاقية الإخفاء 1944م.
ملكة الجمال 1946م.
ست الحسن1950م.
الصبر جميل1951م.
تاكسي الغرام1954م.
سجين أبو زعل1957م.
إسماعيل يس طرزان 1958م.
عنتر بن شداد 1961م.
رابعة العدوية 1963م.
النصابين الثلاثة1968م.
العتبة جزاز 1969م.
البحث عن فضيحة 1973م.
أونكل زيزو حبيبي 1977م.
القرداتي1987م.

ومن أشهر مسلسلاته: (جحا وبنات شهبندر التجار، الفتوحات الإسلامية، هروب).

جوائز وتكريمات:

حصل على العديد من الجوائز ومنها:

1. تكريم الدولة له في عيد العلم عام 1965م.

2. حصل على الشهادة الذهبية من “الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما” عام 1976م.

3. كرمه “المركز الكاثوليكي” عن مجمل أعماله عام 1977م.

4. نال جائزة الريادة من “الجمعية المصرية لفن السينما” عام 1986م.

رحل نيازي مصطفي عام 1986م تاركًا إرثاً فنيًا يقترب من 150 فيلمًا لهم تأثير كبير في مجال السينما، آخرهم فيلم “القرداتي” بطولة فاروق الفيشاوي، وسمية الألفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى