خروجتنا

“جزيرة الزبرجد”.. منبع أغلى الأحجار الكريمة بين طيات البحر الأحمر

مصر مليئة بالأماكن الحيوية والخلابة التي تجعلك تشعر بالراحة والاسترخاء الدائم، لكن يظل مكان واحد في قلب البحر الأحمر مميز بموقعه الجغرافي وهى جزيرة “الزبرجد” إحدى الجزر المصرية المهمة التي أصبحت علامة مميزة في البحر الأحمر، هيا بنا نتعرف على تاريخ تلك الجزيرة وكيف اكتشفت وما سر خلودها حتى وقتنا هذا؟

موقع جزيرة الزبرجد:

تعتبر من الجزر ذات الأهمية الكبرى، وتتميز بموقع استراتيجي رائع هائل تعبر عن الضخامة ومجاوزة الحد، تقع على قرابة 70 كيلو متر من مرسى علم، وتعد من أقيم الجزر في العالم وذلك لما يوجد بها من الزبرجد وهو أغلى أنواع الأحجار في العالم، تم تصنيفها عالميا من أكثر الجزر المذهلة حول العالم مميزة، وتم اكتشافها منذ 1300 ق.م، وسميت بذلك الاسم نسبة إلى أحجار “الزبرجد” الذي يتم استخراجه منها.

تعد من أغنى الجزر البحرية بالبحر الأحمر، تتميز بشكل صخورها المخروطية ولسان رملي يبلغ طوله 3 كيلومترات، وعرض يبلغ 300 متر، ومساحة تصل إلى 4 كيلو متر.

اقرأ أيضًا: “مونت سانت” القلعة التاريخية التي اشتهرت برمالها المتحركة

مميزات جزيرة الزبرجد:

أهم ما يميز جزيرة “الزبرجد” تنوعها الجيولوجي الكبير، وتنوع الكائنات البحرية في البحر، إضافة إلى ذلك اشتهارها بالكثير من الطيور مثل الصقر والغروب، كما تتميز بوجود أسماك القرش والدلافين والمرجان، وتقع الشواطئ الكبرى لهذه الجزيرة في محمية جبل علبة، ويعد الغوص بهذه الشواطىء له متعة خاصة، حيث يأتي إليها الملايين من السائحين سنويا للغوص في تلك المناطق.

إضافة إلى ذلك تعتبر الجزيرة الوحيدة في البحر الأحمر التي يعيش بها السلاحف، ويعد قربها للممر الملاحي يعطي لها أهمية اقتصادية كبرى، ويتعدد بها رحلات سفاري لممارسة الرياضة الغوص، وتعد من أهم وسائل التسويق السياحي.

الشعاب المرجانية التي تمتلكها تلك الجزيرة يعطي لها قيمة كبرى، حيث يعيش بها أنواع متنوعة من الأسماك والأحياء المائية، ذكر قبل ذلك أن قديما تم استخراج حجارة الزبرجد وكان وزنها يصل إلى أكثر من 300 قيراط، والتي توجد في متحف معهد السمسثوني في أمريكا، لذلك تم تصنيفها من الجزر البحرية العالمية.

اقرأ أيضًا: نكشف سر أكثر أنهار العالم سخونة.. الأمازون المميت!

الزبرجد في العصور القديمة:

تعود صناعة ” الزبرجد” إلى عصور ما قبل الأسرات في صناعة الخرز، كان يستخدمه المصريون القدماء، وقديما كان يستخدم الزبرجد الأصفر، ويعود اكتشاف تلك الجزيرة إلى الأسرة 18، وتعد من أقدم مصادر الزبرجد عالميا، لذلك سميت بذلك الاسم.

كما أكد عدد من المستشرقين أنه تم زيارة هذه الجزيرة من الأسرة 19، وكان على إقناع تام أن هذه الأحجار التي توجد بهذه الجزيرة أنها “توبازات” حتى توصلوا إلى أنها أحجار “الزبرجد” ومر على تلك الجزيرة عدد كبير من العصور حيث عاصرت العصر العثماني، وبدأوا العثمانيون في أعمال التنقيب في الجزيرة بداية من القرن العشرين، وقام الملك فاروق بزيارة تلك الجزيرة عام 1944 في البحر الأحمر.

اقرأ أيضًا: “كهوف تاسيلي” الحضارة التي تمكنت من الوصول إلى الفضاء

اكتشاف الجزيرة:

اكتشفت تلك الجزيرة قبل 1500 عام قبل العصر الفرعوني، وتم توقف التنقيب بها منذ حوالي ربع قرن، وقد أعاد اكتشاف أحجار الزبرجد مرة أخرى قبل 300 عام، وتمكن المكتشفين من الحصول على حجارة شديدة الجمال، وقاموا بتقديمها هدية للملكة المصرية ” بيرينيس” بعد ذلك بدأت مرة أخرى عمليات الحفر والتنقيب منذ ذلك الوقت.

إضافة إلى ذلك تمتلك تلك الجزيرة حوالي 25 منجما، تم حفر تلك المناجم يدويا، ولكن سرعان ما تم إغلاق تلك المناجم بسبب العوامل الطبيعية مثل الأمطار والرمال، وتم توقف العمل بها منذ 35 عام، لكن زيارة تلك الجزيرة يتطلب تصريح رسمي لزيارتها أو حتى من أجل النزول إلى شواطئها.

كانت وستظل “جزيرة الزبرجد” من أهم الجزر البحرية في البحر الأحمر، وتعتبر الجزيرة الأولى عالميا التي تقوم باستخراج المادة الخام للذهب أيضا ولكن في أماكن متفرقة بها، وتعرفنا خلال موضوعنا عن موقعها وأهم ما يميز تلك الجزيرة ومتى تم اكتشافها في العصور القديمة، هل لديك رأي مقترح أو إضافة؟

اقرأ أيضًا: “خان جعفر” المنطقة التي تحاكي التراث الأثري الأصيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى