خروجتنا

سر الحمار الذي كشف مقبرة تاريخية.. كيف حدث ذلك؟

اليوم نأخذكم في جولة افتراضية إلى واحدة من أجمل وأروع نماذج العمارة الجنائزية، والآثار التي تعود للعصر الروماني، إنها مقابر “كوم الشقافة” في الإسكندرية، حيث إن يأخذك الدرج الحلزوني بها حوالي 20 مترا تحت سطح الأرض، هيا بنا نتعرف على واحدة من أهم المقابر في مصر.

موقع كوم الشقافة:

مقابر كوم الشقافة لها موقع أثري تاريخي يقع في الإسكندرية، في منطقة كوم الشقافة جنوب حي مينا البصل، وتعد من أهم مقابر المدينة، وتعتبر واحدة من عجائب الدنيا السبع في العصور الوسطى، وتتكون المقبرة من سلسلة من المقابر والتماثيل والبقايا الأثرية الإسكندرانية لعبادة الجنائز الفرعونية، وبسبب الفترة الزمنية حينها، فإن العديد من سمات سراديب الموتى في كوم الشقافة تجمع النقاط الثقافية الرومانية واليونانية والمصرية.

أهمية موقع كوم الشقافة:

توجد معظم مقابر العصر الروماني في الإسكندرية في الجبانة الغربية، وذلك فيما عدا مقبرة شارع تيجران باشا والتي عثر عليها في شرق المدينة، ومقبرة كوم الشقافة تقع جنوب حي مينا البصل، وتعد من أهم مقابر مدينة الإسكندرية وتسمية المنطقة بـ كوم الشقافة، بسبب كثرة البقايا الفخارية والكسارات، التي كانت تتراكم في هذا المكان، وترجع أهمية المقبرة نظرا لاتساعها وكثرة زخارفها، وتعقيد تخطيطها كما أنها من أوضح الأمثلة على اختلاط الفن الفرعوني بالفن الروماني في الإسكندرية، و أروع نماذج العمارة الجنائزية في الإسكندرية.

اكتشافها:

لقد عثر على المقبرة عن طريق الصدفة يوم 28 سبتمبر عام1900، والجدير بالذكر أن الحفائر قد بدأت في هذه المنطقة منذ عام 1892، إلا أنه لم يعثر عليها إلا سنة 1900 بالصدفة، وهذه الصدفة تمت بواسطة حمار حيث أن الحمار سقط في الفتحة الرئيسية للمقبرة على عمق 12 مترا، وبالتالي عرفوا أن هناك آثار في هذه المنطقة وهم يبحثون عن سبب سقوط الحمار.

أقرأ أيضا: المشروع الناجح بين الصين ومصر “الغابة المصرية الصينية”

تخطيط الجبانة:

تخطيط الجبانة وتشعب المقابر وتسلسلها واختلاف العناصر الزخرفية فيها، يجعلنا نعتقد أن هذه المقبرة لم تبن دفعة واحدة، وقد أكدت الحفائر بأن المقبرة وسعت خلال القرون التالية، ولكن تشابه العناصر المعمارية والزخرفية يجعلنا، لا نمد الفترة التي وسعت خلالها المقبرة إلى زمن بعيد، وترجع المقبرة أو أقدم جزء فيه إلى الفترة فيما بين القرن الأول والثاني الميلادي، وأواخر القرن الأول وأواسط القرن الثاني، ومما يؤكد ذلك وجود النحت البارز الذي نشاهده في المقبرة الرئيسية، وأيضا الرسومات المصرية الصحيحة التي ترجع إلى منتصف العصر الروماني، حيث يوجد تاريخ بالعام 6996 ميلادية وأيضا تاريخ بالسنة 117.

138 لعصر الإمبراطور هادريان وقد عثر أيضا على عملات ترجع إلى الفترة ما بين عهد ترايمان، وعهد كلينيوس الأصغر ويبدو من ذلك أن المقبرة ظلت تستعمل حتى بداية القرن الرابع الميلادي ثم أُهملت.

تخطيط المقبرة:

يبدو أن هذه المقبرة كانت خاصة بعائلة ثرية، ثم استخدمت لدفن العديد من الأسر بعد أن تولى أمرها جماعة من اللحامين، وقد قامت هذه الجماعة بإضافة بعض الحجرات وبحفر فتحات الدفن في الجدران في صف واحد، أو صفين يعلو كل منهما الآخر، والمقبرة ذات أربع طوابق كان لها طابق فوق الأرض اندثر عبر الزمن، كما أن الطابق الرابع مغمور الآن بالمياه نتيجة تسرب مياه الرشح في مسام الصخر.

تعد مقبرة كوم الشقافة من أهم المقابر التي توجد في مصر، و يعتبرها الآخرون واحدة من عجائب الدنيا السبع لذلك لقوة بنائها وتشكيلها الزخرفي المميز، وهكذا نكون أوفينا حديثنا عن موضوعنا اليوم.

أقرأ أيضا:“جزيرة الموت” في البرازيل كيف يفتح الموت أبوابه للجميع؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى