خروجتنا

“معبد دندرة” يحمل بين طياته مناظر الفضاء الخارجي

بموقع ما منعزل تماما على طرف الصحراء يوجد تحفة فنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، البعض يعرفه والآخرين لا، فهو معبد “دندرة، ” الواقع في صعيد مصر “قنا” التي يكثر بها المعابد الفرعونية القديمة، ولكن ذلك المعبد مختلف، لانه سبق عصره بمئات السنين، فهو أكثر مزارا للسائحين، حيث يشتهر بالمناظر الفلكية المصورة، ويحمل صور الملوك والأباطرة وهم يقدمون القرابين للآلهة.

وصف الموقع الأثري للمعبد:

يعود تأسيس معبد دندرة إلى عصر ما قبل الأسرات في مصر، مما يدل على المقابر المصرية القديمة، والاسم الأصلي للمعبد هو “إيوان”، وتكمن أهمية لفظ “دندرة” إلى أنها كانت المركز الرئيسي لعبادة الإلهة حتحور التي كان اليونانيون سببا في توحيدها مع آلهتهم “أفروديت”.

يعد المعبد الوحيد الذي يجمع العديد من الأديان الفرعونية القديمة، مثل عبادة ثالثون الأول، وثالوث حتحور، والثاني لأوزير، وليس ذلك فقط إنما يحتوي على الكثير من نقوش بعض ملوك الدولة القديمة كالملك ببي الأول الذي دون اسمه ضمن أحد النقوش، المعبد يرجع إلى العصر اليوناني وتكثر الأقاويل أنه تم تشييده في غضون 34 عاما.

تكمن أهميه المعبد باحتوائه على خريطة للسماء والنجوم ذات أهمية لعلوم الفلك، وإضافة إلى ذلك يوجد به أعمدة فرعونية ما زالت تحافظ على جودتها حتى وقتنا هذا، وأهم ما يميزه هو تعامد الشمس على مقصورة الأمبراطور أغسطس مرتين سنويا.

من قام ببناء المعبد وسبب تشييده؟

كان في بداية الأمر ينسب بناؤه إلى الملك بطليموس الأول في القرن الأول، ثم تحولت الملكية إلى الملك بطليموس الحادي عشر، ثم إلى عصر البطالمة الرومان، حتى تم افتتاح المعبد في العصر الروماني وتم بناء العديد من المعابد بداخله ولكن سرعان ما تم هدمها، حتى قام الملك تحتمس الثالث ورمسيس الثاني ببناء معابد جنائزية فيه، حتى وصل أخيرا إلى الملكة كليوباترا وقامت بترميمه من جديد وبناء مباني عديدة فيه، يرجع سبب بناءه إلى عبادة المعتقدات الدينية القديمة للإله حتحور، والذي يرمز إلى الحب والجمال لدى المصريون القدماء وآله حورس.

أهم ما يحتويه معبد دندرة

منذ فترة اكتشف مجموعة من المقابر الفرعونية، والتي ترجع تاريخها إلى الأسرة الوسطية، والتي تقع بين الحافة الشرقية إلى السهل الشرقي وتضم 12 حجرة، إضافة إلى ذلك تحتوي مجموعة من السراديب من أجل حفظ الأوعية وأدوات العابد.

أما بروج المعبد عبارة عن دائرة منحوتة لمنقوشات فرعونية من العصر اليوناني ورسومات لبرج الثور والميزان مما يدل على التطور الفكري الذي كان لدى الفراعنة قديما.

والمميز به أنه يضم 16 لوحة من اللوحات الجنائزية التي صنعت من الحجر الرملي، وستجد عليها رسومات المومياء على شكل أسد، إضافة إلى ذلك نصوص تشبه كتابات أبيدوس، وحجرة قدس الأقداس كانت مخصصة فقط لعبادة الملك والكاهن الكبير.

أقرأ أيضا: “قصر المنتزه”.. رواية طريفة وراء تأسيسه تعرف عليها

أهم الاحتفالات في عصر الفراعنة بمعبد دندرة:

1-عيد الزواج المقدس بين حتحور وفصل الفيضان.

2-بداية السنة وفصل الفيضان.

3-اكتمال القمر.

يعد معبد دندرة دليلا قاطعا على مدى التقدم الذهني التي وصلت إليه الحضارة المصرية، بوجود معبد يحمل المناظر الفلكية للفضاء الخارجي، يعتبر عملا فنيا مميزا ومختلفا عن بقية المعابد الفرعونية القديمة.

أقرأ أيضا: دليلك المتكامل لقضاء 5 أيام ب “مرسى مطروح”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى