«أوبرج الفيوم» أم «قصر الشتاء»؟.. إليك أقدم الفنادق التاريخية في مصر
رغم أن الكثير من الفنادق التاريخية القديمة قد عفا عليها الزمن، إلا أن تاريخها والزمن الذي عاصرته يمثلان عنصراً أساسياً في جذب السياح، وكان لظهور الفنادق الأنيقة والقصور، التي تلبي احتياجات وأهواء المسافرين من العصر الفيكتوري، الفضل في أن تصبح مصر الوجهة الكبيرة التالية في عالم السياحة والسفر، مما جعل مصر في هذا العصر سابقة لأوانها، ومنافسة لدول حول العالم في مجال السياحة.
غالبية هذه الفنادق تتميز بمواقعها الاستراتيجية الفريدة، إما لوجودها بمحاذاة نهر النيل، أو على ساحل البحر الأبيض المتوسط، أو بالقرب من الأهرامات والمعابد القديمة، للاستفادة الكاملة من الموقع التاريخي، ومناظر مصر الساحرة.
في منصة «كلمتنا» نسلط الضوء على بعض هذه الفنادق، التي لها تاريخ ثري بالحكايات، ظل شاهداً على أهم الأحداث التاريخية في مصر، كما تلقي الضوء على الأسباب وراء استمرار هذه الفنادق حتى الآن.
مرت العديد من الفنادق الكبرى في مصر بأوقات عصيبة، خاصةً بعد نشوب الحرب العالمية الثانية، إذ تسببت أزمة قناة السويس، والحروب العربية الإسرائيلية، في تراجع السياحة في الشرق الأوسط، ولكن هذا الركود ربما قد تسبب في إنقاذ بعض الفنادق التاريخية من مصيرها المحتوم، إثر الحروب والمنازعات، وبدلاً من هدمها واستبدالها بأخرى أكثر عصرية، بقي عدد كبير من هذه الفنادق «الفيكتورية» حتى وقتنا الحالي، وقد بُعثت من جديد مثلها مثل الفنادق العصرية، التي أصبحت اليوم من أكثر الأماكن إثارة ورومانسية، للإقامة في جميع أنحاء مصر.
فندق «كتراكت» أسوان
بُني فندق «كتراكت» على أحجار صخرية فوق نهر النيل، يطل على جزيرة «إلفنتين»، في مواجهة جدول ممتلئ بالقوارب الشراعية «الفلوكة»، التي ترفرف أشرعتها ذهاباً وإياباً على سطح النهر، وتتمثل أفضل أوقات مشاهدة الجزيرة أثناء احتساء مشروبات الكوكتيل أو الشاي، داخل الشرفة المطلة على النيل، وكأن الزمن قد عاد بك إلى الوراء لعدة قرون.
يتسم تصميم الفندق بطراز الشرق الأوسط بشمال أفريقيا، كما أنه مُزين بزخارف بربرية، والسجاد الفارسي، ونوافذ المشربية، وفي المنتجع الصحي الفخم يقدم التدليك النوبي، بالإضافة إلى مسبح داخلي، كان من شأنه أن يسعد ملكة مصرية قديمة.
يشهد الفندق على استضافة عدد من الشخصيات الملكية خلال زيارتها لمصر، ويوفر العديد من الخدمات وسبل الراحة من خلال رحلات الليموزين إلى أبو سمبل، أو معبد فيلة، أو حتى نهر النيل إلى الأقصر.
فندق «قصر الشتاء»
يقع فندق «قصر الشتاء» على طول شارع الكورنيش، على الضفة الشرقية لنهر النيل في مدينة الأقصر، ويشتهر الفندق بأنه المكان الذي كتبت فيه الكاتبة البريطانية أجاثا كريستي رواية «موت على النيل»، في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، كما أنه المكان الذي تم فيه إعلان اكتشاف قبر الملك توت عنخ آمون في عام 1922.
صمم الفندق المعروف باسم «ونتر بالاس»، وفقاً ومحاكاةً لتصميم القصور الفرنسية أو الإيطالية، ويعود إلى أوائل القرن الـ20، كما أنه يتميز بأجوائه الملكية، ومنها الممرات الكبرى، وغرف الجلوس المتجددة الهواء، والحدائق الاستوائية المورقة، والمطاعم الفرنسية.
فندق «سيسل»
افتتح فندق «سيسل» في عام 1929، من قبل عائلة فرنسية مصرية يهودية الأصل، حيث أقام فيه العديد من المشاهير، أمثال المغنية جوزفين بيكر، والنحات هنري مور، والكاتب وليام سومرست موم، أثناء زياراتهم لمدينة الإسكندرية.
ومع الوقت الذي نشر فيه الكاتب لورانس دوريل «الرُباعية الإسكندرية» في الخمسينيات من القرن الماضي، كان فندق «سيسل» بالفعل واجهه كبرى على الواجهة البحرية للمدينة.
فندق «أوبرج الفيوم»
لا يُعد هذا الاسم غريباً، خاصة على ما يتابعون الأفلام القديمة، كانت هناك عبارة تتردد عند السؤال عن شهر العسل للعرسان الجدد، وكانت الإجابة عادةً: «هنقضيه في أوبرج الفيوم».
توفر واحة الفيوم أجواءً خضراء لهذا الفندق المصمم على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب القاهرة، على الحافة الغربية لوادي النيل، كان قد كُشف عن هذا المجمع الساحر المطل على الواجهة البحرية في عام 1937 كملجأ للصيد، وبمثابة ملاذ مطل على البحيرة للملك فاروق، وكان أيضاً بمثابة موقع تصوير للعديد من أفلام الأبيض والأسود القديمة.
يحتوي فندق «أوبرج الفيوم» على خدمات شاملة مثل منتجع صحي، ومسبح مصمم على شكل زهرة اللوتس، وقد جدد الفندق في السنوات الأخيرة، بواسطة فنادق «هلنان» الدولية الدنماركية المصرية.
اقرأ أيضًا: “بيت الشبشري”.. أكثر البيوت الأثرية المنسية