حوارات

“كلمتنا” تحاور الأمين العام لمجمع اللغة العربية

أسماء هنداوي وأمنية أحمد:

في الـ 18 ديسمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية، لإعادة إحياء رونق تلك اللغة العظيمة في ظل محاولات عدة للاندثار تتعرض لها، وحفاظًا على سلامتها وتاريخها، لذلك كان لمنصة “كلمتنا” لقاءٌ مع أ.د عبد الحميد مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، لمعرفة كيفية المحافظة على رونق اللغة العربية ودور المجمع في ذلك الأمر.

“إذا كان العالم كله يحتفل باللغة العربية ويخصص يومًا لهذا الاحتفال فأولى بالعرب أنفسهم أن يهتموا بهذه اللغة، وعليهم ألا يحتفلوا بها مرة واحدة في العام، بل يجب عليهم أن يحتفلوا بها في كل وقت” بتلك الكلمات بدأ أ.د عبد الحميد مدكور حديثه لمنصة “كلمتنا” مؤكدًا أنه يجب على العرب أن يحتفلوا دائمًا باللغة العربية في حواراتهم وأحاديثهم ومؤلفاتهم وفي صحافتهم وفي تعليمهم وفي كل جوانب الحياة التي يتخاطب فيها الناس بالغة.

ويضيف الأمين العام لمجمع اللغة العربية أن أهل كل لغة يحرصون على لغتهم، فلا يصح أن تكون اللغة العربية غائبة عن المجتمع ولا عن ألسنة المتحدثين ولا عن كلام المتكلمين ولا عن تأليف المؤلفين، بل يجب أن تكون حاضرة في كل وقت وحين، لأن ذلك هو اللائق، فاللغة هوية وحضارة وثقافة وتميز عن الآخرين، وقد جعل الله هذه اللغات المنتشرة في الأرض مُفصحة ومُبينة عن أصحابها حتى يكون لكل أمة لسانها الذي تتكلم به، وتؤلف وتبتكر وتخترع.

رونق اللغة العربية:

يؤكد أ.د مدكور لـ “كلمتنا” أن اللغة في ذاتها لها رونق، لكن علينا نحن أن نتقدم لكي نرفع من شأن هذا الرونق، لأنه لن يرتفع بنفسه، فإذا أهملناه وأبعدناه عن مجال حياتنا فإن هذا الرونق سيخبو، أما الاستعمال فهو الذي يعطي اللغة قوة وحياة ونشاطًا، ويعطي عقولنا القدرة على التفكير والتأمل والابتكار، ويجب ألا نستند في ذلك كله على الآخرين، فنحن حملة هذا الرونق ونحن الذين يجب علينا أن نحسن ونعطي هذا الرونق بهاءً وجمالًا وجلالًا، فذلك هو اللائق بأمة ذات حضارة عتيدة عميقة عريقة، وهذا هو الواجب علينا.

وعن دور المجمع في الحفاظ على رونق اللغة العربية يوضح الأمين العام لمجمع اللغة العربية لمنصة “كلمتنا” أن المجمع يقوم بدوره في عمل البحوث وفي تقديم التوصيات إلى من يتولون هذا الأمر، وينتظر المجمع إصدار قانون لكي يلزم جميع هيئات المجتمع بحماية هذه اللغة وضرورة الحديث بها وضرورة الاستعمال.

ويختتم أ.د عبد الحميد حديثه قائلًا: “مجمع اللغة العربية يقدم أفكارًا ومقترحات وتوصيات، ولكننا لا نستطيع أن ننفذ هذا بأنفسنا إلا إذا ساندنا قانون يعمل على إلزام الناس بهذا القانون الذي يعلي من شأن اللغة ومن رفعة مكانها حتى تكون حاضرة على ألسن جميع المتكلمين في السياقات المختلفة التي تتعلق بعلم وابتكار وحوار راقٍ”.

من هو أ.د عبدالحميد مدكور؟

أ.د. عبدالحميد مدكور هو عالمٌ في الفلسفة بمصر والعالم العربي، ومترجم، والأمين العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، انتُخب أمينًا عامًّا للمجمع منذ نوفمبر عام 2016م، وأمينًا عامًّا لاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية منذ عام 2017م، بعد رحيل الشاعر الأستاذ فاروق شوشة، وللدكتور عبد الحميد مدكور مؤلفات في متنوع المجالات، منها كتب وتحقيقات العلمية في التراث، وأيضًا مقالات وبحوث عديدة في الفلسفة الإسلامية وفي الدعوة إلى الإسلام وفي الدفاع عنه، بالإضافة إلى مواد نُشرت ببعض الموسوعات العلمية، وخبرات وأعمال ومشاركات علمية أخرى.

قام خلال عمله بمصر بتدريس الفلسفة الإسلامية فى كلية دار العلوم وفي كليات: الألسن بجامعة عين شمس، وكلية التربية بجامعة قناة السويس، وكلية الآداب بجامعة طنطا، والدراسات العربية والإسلامية بالفيوم، والآداب والتربية بجامعة المنوفية، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومعهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة، وكلية الشريعة بجامعة اليرموك بالأردن 2005م، وأصول الدين بجامعة العلوم الإسلامية العالمية بالأردن 2010/2011، ومعهد الدراسات العربية بالقاهرة – العام الجامعي 2014/2015، 2015/ 2016م، ومعهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة – العام الجامعي 2014/2015، 2015/ 2016م.

كان له الإسهام في وضع وتطوير وتحكيم مناهج بعض الأقسام العلمية في الكليات التي عمل بها، لمستوى البكالوريوس والليسانس، ومستوى الدراسات العليا، وانتُخب الدكتور عبد الحميد مدكور عضوًا بمجمع اللغة العربية عام 2003م، في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور محمد رشاد الطوبي، واختير مقررًا للجنة الفلسفة الإسلامية في أكتوبر من العام نفسه كما شارك في عضوية لجان الشريعة والفيزياء ولجنة إحياء التراث والمعجم الكبير.

اقرأ أيضًا: خاص| كلمتنا تحاور أول امرأة تفوز بعضوية مجمع اللغة العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى