نهى يحيى حقي عن والدها: كاتب مميز استطاع وصف الإنسان في مختلف حالاته من خلال أعماله الأدبية
شهدت فعاليات البرنامج الثقافي في خامس أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب، تنظيم ندوة تحمل عنوان “إبداعات يحيى حقي” بالقاعة الرئيسية، والتي كانت ضيفتها د. نهى حقي، نجلة الراحل الأديب الكبير يحيى حقي شخصية المعرض هذا العام، وأدار الندوة د. صلاح معاطي.
وفي البداية عبرت د. نهى يحيى حقي عن سعادتها باختيار والدها شخصية معرض القاهرة الدولي هذا العام، وأنها فوجئت عندما وجدت الأديب يحيى حقي مجسم أمامها يتحدث صوت وصورة ويجيب عن الأسئلة بتقنية الهولوجرام.
وأوضحت حقي أن المكونات الثقافية للأديب يحيى حقي تتضمن العديد من المحطات أبرزها المنزل الذي تربى به وكان جميع من فيه دون استثناء مهتمًا بالثقافة، وأيضًا عمه محمود طاهر حقي الذي كان من أهم الكتاب ورائد من رواد الرواية والقصة القصيرة ولُقب بأبو الرواية، كذلك من أهم المحطات التي ساهمت في بناء شخصيته الثقافية الحي الشعبي الذي عاش وتربى فيه، فهو احترم البيئة التي نشأ بها وكتب عنها أهم كتبه “خليها على الله”، فضلًا عن العمل بالسلك الدبلوماسي والعديد من المحطات الأخرى التي كونت شخصيته الفنية والإنسانية، إلى جانب أهم محطة وهي الموهبة التي جعلته الأديب الكبير يحيى حقي.
الفنون والعمارة:
عن كتاب “محراب الفن” قالت د. نهى أن ذلك الكتاب مرجع مهم لمختلف الفنون، وبه ظهر إعجابه الشديد بالمعمار النوبي لأنه يختلف تمامًا عن باقي العمارة، لافتة إلى أن الأديب يحيى حقي في هذا الكتاب كتب بأسلوب جذاب كأنه يحمل كاميرا صورت لنا مختلف الفنون برؤية فنية، فالفنون التي تكلم عنها في ذلك الكتاب أثبتت أنه فنان استطاع أن يرسم ويبدع لتصل للمتلقي بسلاسة، وهو كتاب يجب أن يقرأه كل إنسان يحب الفن، مؤكدة أن يحيى حقي اهتم بالفن التشكيلي والعمارة في مختلف أعماله الأدبية.
وأضافت حقي أن كتاب “تعالى معي إلى الكونسير” علمها كيفية تذوق الموسيقى، أما عن ترجمات يحيى حقي كان كتاب القاهرة من أهم الكتب التي ترجمها ترجمة أدبية رائعة، وما زال هذا الكتاب يحقق نجاحه، وقد ظن البعض أن هذا الكتاب من تأليف يحيى حقي لأنه ترجمه بأسلوب أدبي رصين لم يخرج عن النص الأساسي، فكان دائمًا يطالب كل من يقوم بالترجمة أن ينقل النص الحقيقي بصدق وأمانة ويتحرى الدقة في النقل.
وأشارت إلى أن يحيى حقي كتب صفحات من كتاب “تحرير مصر”، وهي تتمنى أن يتم ترجمته إلى اللغات الأجنبية، لأنه يعد تكملة لكتاب القاهرة، لافتة إلى أن ترجمة كتب يحيى حقي للغات أخرى قد تكون صعبة جدًا، لوجود العديد من الكلمات والألفاظ التي يصعب ترجمتها.
وصف دقيق:
أكدت د. نهى أن في كتاب “خليها على الله” كان يصف وصفًا دقيقًا من ذاكرته، فذلك الكتاب يختلف عن أي كتاب آخر لأن كان به إحساس بالمكان الذي عاش به وكان يستعمل جميع حواسه ليسجلها ويصف ما عاشه كأنه يرسم لوحة تجعلك تشعر بكل كلمة كتبها وتتعايش معها، لافتة إلى أنها تعتبر ذلك الكتاب من أهم الكتب التي تصف لنا بداية النصف الأول من القرن الماضي.
واختتم د. نهى يحيى حقي حديثها قائلة إن والدها كاتب مميز استطاع وصف الإنسان في مختلف حالاته، وأنه كان كتابًا مفتوحًا في الخارج مثلما كان في المنزل، يمتلك مشاعر حساسة خاصة مع البسطاء والمهمشين، فكان قلبه ومشاعره مع الإنسان والحيوان، وخير دليل على ذلك عندما مات كلبه كتب مقال عبارة عن لوحة فنية رائعة يرثيه فيه.