في مناقشة “وزير بدرجة غفير”.. تقدم نماذج إنسانية مقهورة وتحذر من فساد المسئولين
استضاف الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53، ندوة أدبية لمناقشة المجموعة القصصية “وزير بدرجة غفير” للكاتبة حنان منيب، بحضور الدكتورة أميمة خشبة، أستاذة الأدب العربي الحديث بكلية الألسن جامعة عين شمس، والناقد الدكتور نصر عباس، وأدارها الدكتور صلاح سلامة.
وقالت الكاتبة حنان منيب: “قصص المجموعة هي عبارة عن تجارب حياتية، يتواكب معها الجزء النفسي لشخصيات المجموعة، ففي قصة “وزير بدرجة غفير” كتبت عن الوزير باعتباره نموذج للمسئول الفاشل الذي يتولى منصب يفوق إمكانياته، فأمام إغراء المنصب لم يجرؤ على رفضه رغم أنه غير مؤهل، وهذه هي المعاني التي أود الإشارة إليها الفساد المهني، والمجتمعي، والسياسي، فكل هذا يؤدي إلى سقوط شديد في المجتمع الذي ينتمي إليه هذا الوزير”.
وقال الناقد نصر عباس: “نحن أمام كاتبة تملك أدواتها الأدبية على مستوى العبارة واللغة، أو على صعيد المعالجة الإنسانية، فهي توظف البعد النفسي في صياغتها لمضامين هذه المجموعة، ويبدو أن هذا البعد جاء افرازًا طبيعيا لتجارب الكاتبة من جانب، وتراكم الأحداث التي عايشتها على الصعيد الفردي والجمعي من جانب آخر، فقصص المجموعة تقدم نماذج بشرية عامة ومطلقة تختفي أمامها حواجز الزمان والمكان، وقد نقرأ أنفسنا في هذه النماذج وما تعيشه من وقائع حياتية بلغة ساخرة لا تخلو من مرارة، وتكثيف التعبير والتصوير للدخول إلى العالم الباطني للشخصيات”.
وقدمت الناقدة الدكتورة أميمة خشبة، ورقة نقدية بعنوان “قراءة الذات..قراءة الآخر في المجموعة القصصية وزير بدرجة غفير وقالت: “تستدرجنا الكاتبة حنان منيب بالسخرية والفكاهة لتناقش الكثير من الموضوعات الجادة، والبؤر المرة في حياتنا، والتي تريد أن تعريها وتكشفها لينتبه الجميع إليها عبر كتابة تمتاز بالصدق الفني، وبعمق الرؤية والتحليل”.
وتابعت: “يتبين لنا من خلال قصص المجموعة أن الكاتبة على وعي بقيمة الأدب ووظيفته التي لا تقف عند حدود المتعة الفنية فقط، بل قيمة ومعنى، ومحاولة لفهم الآخر، وقراءة مواقفه، ونماذجه الإنسانية المتنوعة، بخاصة النماذج المقهورة بفعل الذات، وليس بفعل المؤامرة، ووظفت فن الكاركاتير بصورة تعتمد على كثير من المبالغة والفكاهة والسخرية، فتعلو معه الضحكات أحيانًا، والشجن أحيانًا أخرى، كما تتناول موضوعاتها بكثير من الجرأة، فكأنها تدق ناقوس خطر بأن المسئولية مشتركة بين الجميع، ويجب تحري الدقة بخاصة في اختيار المسئولين”.