قصة خيالية أنقذته من العقاب.. تعرف معنا على أسرار طفولة الروائي نبيل فاروق
كاتب مصري وأيقونة في الأدب البوليسي، رواياته كانت مذهلة ويتهافت على قرائتها الشباب والمراهقين قبل الكبار، وذلك بسبب كتابته التي اتسمت بالطابع البوليسي والخيال العلمي، فضلًا عن الطريقة المميزة في سرد الأحداث وحبكتها القصصية.
إنه د. نبيل فاروق الكاتب المبدع ورجل المستحيل، الذي بالتأكيد لا يخلو بيتًا من شاب يعرفه وتربى على سلاسل رواياته القصصية العظيمة، تلك القصص التي قد لاقت نجاحًا كبيرًا في العالم العربي كله، ومن أشهرها سلسلة روايات رجل المستحيل، وملف المستقبل، وكوكتيل 2000.
وعُرف عن نبيل فاروق أنه أحب القراءة منذ طفولته، وكان يكتب القصص قي صغره ومراهقته، ولقد نالت إعجاب وانبهار الجميع، وأصبحت أساسًا لرواياته القصصية المذهلة بعد ذلك.
اكتشاف الموهبة:
ولد نبيل 9 فبراير عام 1956 في مدينة طنطا بمصر، حقق حلم عائلته والتحق بكلية الطب وتخرج منها بدرجة بكالوريوس في الطب والجراحة، اهتم بالقراءة منذ طفولته، وكان والده يشجعه دائمًا، بداية محاولاته في الكتابة كانت في المرحلة الدراسية الإبتدائية، وذلك عندما اكتشفت معلمته موهبته لتشجعه على الإبداع.
وبدأت قصة إبداع نبيل فاروق عندما لم يكن يلتزم بارتداء ملابس الألعاب، ذلك الأمر الذي كان يلفت نظر معملته “سهير”، وفي كل مرة حتى لا تغضب منه كان يجلب معه قصة أو كتاب لها لأنها تحب القراءة، لكن في إحدى المرات نسى القصة، وحتى يخرج من ذلك الموقف قال لها إنه قرأ تلك القصة وبدأ في سردها، وبالفعل استمعت له المعلمة باهتمام كبير.
ولكن كانت المفاجأة أن القصة وهمية وكانت وليدة اللحظة من تأليف نبيل، ذلك الأمر الذي جذب انتباه معلمته والتي أكدت أن له أسلوبه الخاص والممتع في سرد الحكايات، لذلك شجعته وطلبت منه أن يكتب تلك الحكاية، وكانت هذه المرة الأولى التي يطلب منه أحد كتابة حكاية.
وفي لحظة حماس بدأ د. نبيل فاروق كتابة قصة قصيرة ويقدمها للمدرسة، ليتم كتابتها بعد ذلك على الآلة الكاتبة ورسم غلاف لها، ثم تم وضعها في مكتبة المدرسة، لتقوم المدرسة بعرضها على كل مفتش ويتم استدعاء فاروق ليتعرفوا على التلميذ الصغير الذي أبدع وكتب تلك القصة، ذلك الأمر الذي كان دافعًا قويًا له لكتابة الكثير من القصص وقتها وتنمية موهبته وإبداعه.
وبالرغم من أنها كانت مجرد قصص بسيطة يكتبها تلميذ صغير في الإبتدائية، إلا أن د. نبيل قام بتحويل العديد من تلك القصص إلى روايات في سلسلته الشهيرة “ملف المستقبل”، والتي ما زال لها أثرها الخالد في وجدان العديد من الشباب حتى اليوم.
تحقيق الحلم:
اهتم د. نبيل فاروق بالانضمام إلى الصحافة والتمثيل المسرحي أثناء المرحلة الثانوية من دراسته، وأحب الكتابة بجانب دراسته لدرجة أنه قبل التخرج حصل على جائزة من قصر ثقافة طنطا عن قصة “النبوءة”، تلك القصة التي أصبحت بعد ذلك أول قصة في سلسلة كوكتيل 2000.
ولكن بداية مسيرته الأدبية الحقيقية كانت عام 1984 عندما اشترك في مسابقة للمؤسسة العربية الحديثة، ليفوز بجائزتها عن قصة “أشعة الموت” التي تم نشرها بعدها بعام وكانت أول عدد من سلسلة ملف المستقبل.
ليبدأ بذلك في تحقيق حلمه ويصبح فيما بعد أيقونة من أيقونات الأدب العربي، وقدوة للعديد من الأجيال المبدعة، فلقد كتب أشهر سلاسل روائية في الثمانينات وتسعينيات القرن العشرين، وأصبح اسمه لامعًا يلفت انتباه مختلف الشباب.
كما اعتزل د. فاروق مهنة الطب، ليتفرغ للكتابة كمهنة رئيسية ويحقق حلمه، بعد نجاح أولى قصص سلاسله الروائية، أما عن السلاسل الروائية الأكثر شهرة للكاتب المصري نبيل فاروق فهي: “سلسلة رجل المستحيل، سلسلة ملف المستقبل، سلسلة كوكتيل 2000”.
وتوفي د. نبيل عام 2020، بسبب أزمة قلبية مفاجئة، تاركًا خلفه في قلب كل بيت عربي تراثًا أدبيًا تناقله الأجيال مع مرور السنوات، وما زالت أعماله تحيي إبداعاته الأدبية التي تحمل اسمه كل عام في معارض الكتاب المحلية والدولية.