خروجتنا

“بيت الست وسيلة” تحفة ثقافية لا يعرفها الكثيرون.. وهذه قصته

يعد بيت الست وسيلة من أهم البيوت التي تقع بالقاهرة، كما يعتبر من أهم المباني الإسلامية في مصر، ويتميز بروعة تصميمه، وروعة البناء، ويعتبر مثالا قويا وفريدا لعمارة المنازل في العصر العثماني، كما أنه موقع أثري ومركز للإبداع الفني والثقافي، إضافة إلى ذلك يضم “بيت الشعر العربي”، ويشهد تنظيم العديد من الفعاليات والندوات الفنية والثقافية.

موقع المنزل:

يقع بيت الست وسيلة في الأزهر على بعد مسافة قليلة من أقدم الجوامع والجامعات في مصر، مثل الجامع الأزهر، كما يقع ضمن مربع أثري حيث يجاوره منزل الهراوي، ويقابله يسارا منزل زينب خاتون، مدرسة العيني وسبيل وقلعة السلطان قايتباي، وتم إنشاء المنزل عام 1664 ميلاديا، ونسب إلى الست وسيلة خاتون بنت عبد الله البيضاء، وذلك الاسم يطلق على المعتوقات من الجواري، وهي معتوقة عديلة هانم بنت إبراهيم بك الكبير، وهي كانت آخر من يسكن المنزل، والتي توفيت في 4 مايو عام 1835 ميلاديا.

تأسيس البيت:

تم إنشاء المنزل في سقف المقعد الصيفي للبيت الحاج عبد الحق وشقيقه لطفي، حتى توارد على المنزل ملاك كثيرون تركوا به أثرا تاريخيا هاما، فالبيت كان مصمما مثل معظم البيوت الإسلامية القديمة التي كانت تسعى للحفاظ على الخصوصية، وحرمة المنزل في مدخله الباشور أو المدخل المنكسر صمم بهذه الطريقة حتى لايجرح الضيوف أي ركن من أركان البيت، ثم يفتح بعد ذلك على الصحن أو الحوش والذي يحتوي على الحواصل أو الحجرات التي كانت تمثل مرافق المنزل، كما يضم الطابق الأرضي من البيت القاعة الرئيسية والتي تتكون من مرتفعين عن الأرض، كما يضم نافورة على عمق 90 سم.

أما سقف القاعة يضم فانوس خشبي مفرغ، لكي ينير المكان الذي يطل على القاعة الرئيسية مجموعة من المشربيات أو المغني، وهو المكان الذي كان يجلس فيه الكثير من النساء للاستماع إلى المطرب أو المغنى، أما فناء المنزل فهو فناء مكشوف يتوسطه مقعد من براطيم خشبية.

صحن البيت:

يوجد في صحن البيت من اليسار سلم خشبي يؤدي إلى الدور الأول الذي يشمل المقعد الصيفي ويحتوي سقفه عدد من النقوش العثمانية، وكذلك يضم النص التأسيسي للمنزل، ويتصدر المقعد حائط به الكثير من الدواخل، قد كانت تستخدم كدولاب توضع فيه الملابس، أو أدوات الوضوء، كما توجد بأعلى الأرفف رسومات للمحراب للدلالة على اتجاه القبلة عند الصلاة، وإلى اليمين توجد قاعة النوم التي تضم رسومات الحرمين المكي والنبوي، ولوحة كبيرة لمدينة ساحلية ترمز إلى تركيا.

والدور الثاني فيضم قاعة أخرى، وحماما يتكون من جزءين هما المغطس مكان الاستحمام والموقد الذي تشتعل فيه النيران لتسخين المياه، وإلى جانبه توجد غرفة خلع الملابس، وأخيرا السطح الذي لم يكن يمثل أهمية لأهل البيت.

ليس الكثير يعرف عن ذلك المسجد، ولكنه يعتبر ثروة أثرية كبيرة لمصر، لذلك لابد من المحافظة عليه وترميمه، وإعادة تأهيله، وهكذا نكون قد أوفينا حديثنا عن موضوعنا اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى