خروجتنا

بعد قرار وزارة السياحة بافتتاح جزء جديد من «حصن بابليون».. القصة الكاملة

ضمن التحديثات والتطورات التي تقوم بها الدولة المصرية من أجل عودة السياحة للانتعاش من جديد، وللحفاظ على الآثار التي تكتب تاريخ مصر وتسطره، أعلنت وزارة السياحة والآثار قبل أيام قليلة، عن افتتاح جزء جديد من مبنى «حصن بابليون»، في منطقة مجمع الأديان بحي مصر القديمة في العاصمة القاهرة، وذلك بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من أعمال ترميم الحصن، الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الثاني الميلادي.

وجاء في بيان صحفي أصدرته وزارة السياحة والآثار،التي تتولى الإشراف العام على مشروع القاهرة التاريخية، أنه سيتم افتتاح الجزء الواقع عند بوابة المتحف القبطي من «حصن بابليون»، بعد انتهاء المرحلة الأولى من مشروع الترميم.

وتابعت وزارة السياحة، في بيانها، أن التحديثات التي جاءت في الجزء المزمع افتتاحه، شملت تنظيف جميع واجهات الحصن الخارجية والداخلية، وإزالة الأتربة والبقع العالقة بالأحجار، بالإضافة إلى تطوير منظومة الإضاءة في جميع أجزاء الحصن الدائري.

كما تضمنت أعمال الترميم توضيح شكل الأحجار، وإصلاح الأجزاء المتدهورة منها، وعمل النوافذ الخاصة بالحصن، بمشاركة معهد الحرف الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار، ويجري حالياً استكمال المرحلة الثانية من أعمال الترميم، التي تتضمن ترميم الجزء الجنوبي من الحصن، الموجود أسفل الكنيسة المعلقة، والذي يُطلق عليه مسمى «بوابة عمرو»، تمهيداً لافتتاح الحصن بالكامل أمام الزوار.

في هذا التقرير تستعرض «كلمتنا» بعض المعلومات عن «حصن بابليون» وأهميته التاريخية:

تاريخ الحصن: 

يقع حصن بابليون في منطقة مصر القديمة، التي تُعد أول تجمع للمسلمين والمسيحيين واليهود في مكان واحد دون تفرقة، وتُعرف حالياً باسم «مجمع الأديان»، فكان الحصن مقراً للأقباط والمسلمين، الذين استقروا في مصر.

يعود تاريخ إنشاء حصن بابليون إلى القرن الثاني الميلادي، عندما أمر الإمبراطور تراجان ببنائه، في عهد الاحتلال الروماني لمصر، وفي عصر الإمبراطور الروماني أركاديوس، في القرن الرابع الميلادي، تم ترميم الحصن وتوسعته، وقد استُخدمت أحجار المعابد المصرية الفرعونية في بناء الحصن، واستُكمل بالطوب الأحمر، حسبما جاء على موقع الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.

بدأ بناء حصن بابليون في القرن الثاني الميلادي، واستمرت أعمال البناء خلال القرنين الثالث والرابع، وعندما انتشرت المسيحية في مصر، بُنيت عليه عدة كنائس، كما يوجد بالحصن ما يعرف بـ«باب مصر»، الذي دخل منه عمرو بن العاص إلى مصر، عند الفتح الإسلامي، بمساعدة بطريرك مصر في ذلك الوقت، الذي تعاون مع الفتح الإسلامي للتخلص من حكم الرومان.

بُنيت عدة كنائس على الحصن، منها الكنيسة المعلقة على أحد أبراج الحصن، وعلى باقي السور بُنيت كنائس أخرى، منها أبو سرجة، ومار جرجس، والعذراء قصرية الريحان، ودير مار جرجس للراهبات، والست بربارة، إضافةً إلى معبد يهودي، وعندما فتح عمرو بن العاص مصر عام 641 ميلادية، اختار موقعاً شمال حصن بابليون، وأقام فيه مدينة الفسطاط، لتكون عاصمة للدولة المصرية.

آخر التطورات: 

ومن ضمن التحديثات المقرر أن يشهدها الحصن، ترميم «قاعة النسيج»، التي من المقرر أن تضم مجموعة متنوعة من القطع الأثرية الفريدة، التي كانت تُعرض في متحف النسيج بشارع المعز، والتي يتم إعادة عرضها في قاعة النسيج بالمتحف القومي للحضارة، باستخدام أحدث أساليب تقنيات العرض الحديثة، بنظام الإضاءة وفتارين العرض الحديثة، إضافةً إلى شاشات لعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية، التي تحكي تاريخ النسيج المصري على مر العصور.

اقرأ أيضًا: رسائل ملهمة ومعجزة هندسية.. في زيارة إلى “متحف المستقبل” بدبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى