اعرف تاريخك| “هرم زوسر” الشاهد الأول في تاريخ الهندسة المعمارية المصرية
يعتبر هرم الملك زوسر المدرج أحد أشهر المعالم الأثرية الأكثر شهرة فى مصر، ويشكل نقطة تحول تاريخية مهمة في الآثار الجنائزية المصرية القديمة، كما يعتبر ثورة في الهندسة المعمارية الحجرية والدفن الملكي، بالإضافة لضخامة حجمه، فهو أول هرم بناه المصريون القدماء أقدم بناء حجري معروف.
شيد هرم زوسر في جبانة سقارة الواقعة شمال غرب مدينة ممفيس القديمة، من أجل دفن الملك زوسر ثاني ملوك الأسرة الـ3 الفرعونية بالدولة القديمة، وتعود فكرة تشييد هرم زوسر المدرج إلى المهندس والطبيب “أمحوتب” المعروف في مصر القديمة بمهندس المجموعة الجنائزية في أهرامات الجيزة، أمحوتب كان يعمل وزيرا لدى الملك زوسر وقام بتشييد الهرم من أجله.
ويتميز هرم زوسر بطرازه المعماري المميز على شكل درجات ومصاطب، ويعد أقدم مبنى حجري ضخم في التاريخ، وظل زوسر وهرمه لهما مكانة مختلفة في تاريخ مصر القديمة رغم تشييد عشرات الأهرامات في منطقة الجيزة.
بداخل بردية توين سجل اسم زوسر الملك الثاني في الأسرة الفرعونية الثالثة باللون الأحمر، كإشارة منهم إلى تميز هذا الملك، الذي حكم نحو 29 عاما، وعرفت الدولة المصرية وقتها بالاستقرار وازدهار البناء في عهده (2640- 2611) قبل الميلاد.
اقرأ أيضًا: “البجوات”.. أيقونات تاريخية خلدت قصص التوراة والإنجيل
تطور غير مسبوق:
أبدع المهندس إمحوتب في تصميم أضخم مبنى حجري في التاريخ، بارتفاع يقدر بنحو 62 م و6 مصاطب بنيت فوق بعضها البعض، وقدرت قاعدة الهرم 109 أمتار في 125 متراً، وأتقن المهندس القديم تصميم خندق كبير بعرض 40 م وارتفاع 750 م يحيط بالهرم.
وتضمنت عملية البناء تشييد مقابر ملكية ومعبدا جنائزيا ومجموعة من السراديب المخصصة لتخصيص الأطعمة والغلال وقتها، يعد هرم زوسر نموذجاً مختلفا في التصميم عن أهرامات الجيزة، وهي مرحلة متطورة من تصميم القبور المكونة من مصطبة واحدة إلى هرم مكون من 6 مصاطب بنيت فوق بعضها البعض.
في عام 1821، اكتشف المهندس الإيطالي جيرو لاند سيجاتو مدخل هرم زوسر المدرج وممراته، وعثر وقتها على بقايا مومياء الملك زوسر من جمجمة وقدم مهشمة، بعد إزاحة الأتربة والرمال من أعلى الهرم، ومؤخرا بدأت الآثار المصرية في ترميم الهرم، وتضمنت أعمال الترميم لهرم زوسر بداية من توثيق لجميع وحدات الهرم والمقبرة الجنوبية، وترميم وتطوير هندسي دقيق للواجهات الجنوبية والغربية والشمالية والشرقية، إضافة إلى إصلاح الحوائط والأعمدة والممرات وإزالة الرديم وتنظيف الممرات لمعالجة التصدعات والشروخ في داخل وخارج الهرم.
اقرأ أيضًا: اعرف تاريخك| “وادي الجمال” مالديف مصر
سر اكتشاف هرم زوسر:
1- حصل فون مينوتولي تصريح من محمد زيزو على باشا لنقل الآثار التي تم اكتشافها في الهرم المدرج إلى ألمانيا، لكن سفينة جوتفريد تعرضت للغرق بالكامل في قاع المحيط نتيجة إعصار شديد.
2- تم اكتشاف مدخل هرم زوسر عام ١٨٢١ ميلادي من خلال القنصل العام الألماني، هاينريش فون متولي والمهندس الإيطالي غيرو لانو سيراتو.
3- تم العثور على بقايا مومياء فرعونية، تبقى منها جمجمة وكعبي القدمين مغطاة بالذهب الخالص.
4- تم اكتشاف حجرات وممرات ومجموعة من مومياوات فرعونية في الهرم عام ١٨٣٧ ميلادي، من خلال بعثة التنقيب للباحث الأثري جون بيرينغ.
5- توالت عمليات التنقيب داخل الهرم بداية من العالم سيسيل فيرث عام ١٩٢٦ ميلادي ثم جيمس كيبل ثم جين لاور حتى عام ١٩٣٤ ميلادي، تم العثور على حجرة المقبرة الرئيسية للهرم وفيها بقايا مومياء كثيرة، تبين انها لمجموعة اشخاص تم دفنهم بالمقبرة من عصر البطالمة.
6- تم إعادة ترميم السور المحيط بالهرم بفناء الهرم المدرج تحت قيادة العالم الأثري لاور مكرثا.
7- تم اكتشاف مجموعة من الأنفاق تحت الهرم من خلال بعثة من دولة ليتوانيا في عام ٢٠٠١ ميلادي.
اقرأ أيضًا: معابد بلدنا|”معبد الزيان” بمصر.. يبحث عن منقذ له من تحت الأنقاض