كلمتها

أزياء المرأة.. كيف تطورت خلال 2000 سنة؟

اشتهرت المرأة على مر العصور بأناقة أزيائها، التي تعبر عن طبيعتها وأصالتها، وباختلاف القرون والأزمنة تنوعت أزياء المرأة، بداية من العصر الفرعوني مرورًا بالحضارات المختلفة وصولًا إلى القرن الحادي والعشرون.

في إطار ذلك تصطحبكم منصة «كلمتنا» نحو رحلة قصيرة إلى تاريخ أزياء المرأة وكيف اختلفت وتطورت بمرور الزمن.

أزياء النساء في العصر الفرعوني

في مصر القديمة، لم تكن أزياء المرأة مجرد ملابس تغطي جسدها وحسب، وإنما كانت عملية حضارية تدمج بين تأثير المناخ واللون وأيضًا نوع النسيج، فتميزت الأزياء بالبساطة والأناقة في آن واحد، فعلى جدران المقابر والمعابد شاهدنا أشكال وأنواع مختلفة من الملابس، فكانت أزياء المرأة آنذاك تبرز أنوثتها وتضفي إليها جمالًا وجاذبية خاصة.

فبسبب تلك الأزياء الفريدة التي شهدتها تلك الحقبة، يستوحى منها المصممون الآن خطوط وتفاصيل وزخارف خاصة ميزت العصر الفرعوني، فكانت المرأة الفرعونية ترتدي ما يسمى بـ «الصدار»، وهي عبارة عن قطعة أنيقة وبسيطة مستطيلة من الكتان، بطول نحو نصف المتر أو المتر، وبعرض نحو 60 سنتيمترًا.

كانت هذه القطعة تلف حول جسد المرأة في اتجاه دوران عقارب الساعة، لكي تغطي المنطقة بين الخصر والركبتين، وكانت ملابس النساء آنذاك مزخرفة برسومات فريدة، ذات خطوط أفقية أو رأسية أو أخرى ذات زخارف ريشية.

أزياء النساء في العصر الإغريقي

اشتهرت الحضارة الإغريقية بالتقدم والازدهار، فكانت النساء ترتدين ثيابًا واسعة تتكون من قطع مستطيلة الشكل، وكانت الأقمشة تصنع من التيلية والصوفية والحرير والقطن، وتزخرف الملابس بالأهداب الذهبية وأيضًا الألوان الزاهية ذات النقوش والزخارف العمرانية.

فكانت النساء ترتدي ما يسمى بـ «الزي الأيوني»، وهي ملابس تصنع من التيل أو الحرير، وكانت طويلة بطول المرأة التي ترتديها بزيادة مقدار قدم، وكان يثبت على طول الزراع بحوالي خمس مسافات.

كما كانت ترتدي النساء ما يعرف بـ «الزي الدوري»، وهو عبارة عن قطعة من الملابس مستطيلة الشكل، يحيط بها كنار وتثنى حافته العليا، وكان يختلف طولها من تحت الصدر إلى ما تحت الردفين وتترك مفتوحة، وكان عرضها ضعف المسافة من المرفق إلى المرفق، وكانت هذه القطعة تلبس دون حزام، مفتوحة من الجانب الأيمن، ويتم تثبيت الطرف الأمامي فوق الكتف بمشبك ثم يتم استخدام الدبوس.

أزياء المرأة

أزياء المرأة في الحضارة الرومانية

ملابس المرأة في العصر الروماني تشبه العصر الإغريقي إلى حد كبير، فهي تنقسم إلى ما يسمى بـ «الشملة» وهي عباءة تشبه المعطف ولكن فضفاضة، أما عن «التوجا» فهو زي اشتهرت به السيدات في الحضارة الرومانية.

هو عبارة عن قطعة من القماش، تلتفت على الكتفين ويعتبر هذا هو الزي الرسمي في روما، أما عن القطعة الأخيرة فهي «الستولا»، التي تصنع من الحرير أو الصوف، وهي قطعة من الملابس طويلة تضع فوق «التونيك» وتثبت بحزام من الخصر.

من القرن الحادي عشر وحتى الثالت عشر الميلادي

في هذه الحقبة بالتحديد، شهدت أزياء المرأة نقلة نوعية وحضارية على مر التاريخ، فكانت الحضارة الإسلامية تتميز بالرقي والتحضر، فظهرت آنذاك غطاء الرأس الذي وصلت موضته إلى أعتاب أوروبا، بالإضافة إلى انتشار العباءات الواسعة العربية.

من القرن الرابع عشر حتى السادس عشر

بعد انتشار غطاء الرأس في أوروبا، ظلت هذه الموضة مستمرة حتى 10 سنوات، لكن في القرن الرابع والخامس عشر، لم يعد هذا الغطاء يشبه ذلك الإسلامي، بل تحول إلى ارتداء قبعات قماشية، وتحولت العباءات إلى فساتين عارية إلي حد ما، مع ضيق الخصر واتساع الفستان من الأسفل.

وصولاً إلى القرن السادس عشر، اشتهرت الأزياء النسائية بالأكمام الضخمة من عند الأكتاف، مع حفاظ الفستان على شكله وهو الضيق من الخصر والفضفاض من الأسفل.

القرن السابع عشر حتى التاسع عشر

في هذه الحقبة استخدمت المرأة الأعواد لصنع تنورات واسعة من أجل أن ترتدي عليه الفستان، فتعطيه اتساع من الأسفل والجزء العلوي من الفستان يكون ضيق مع وجود ياقة أنيقة تغطي رقبة السيدة، وصوولًا إلى القرن التاسع عشر، فظهرت الفساتين الواسعة من الأعلى والأسفل ولكن تظهر القدم.

القرن العشرين

أزياء القرن العشرين شهدت تطورًا ملحوظًا لدى المرأة، فأصبحت الفساتين ضيقة وطولها بعد الركبة بسنتيمترات قليلة، كما أصبح بإمكان المرأة ارتداء البناطيل والتنورات المختلفة، كما ظهرت أيضًا ملابس السباحة الخاصة بالنساء، وانتشرت بناطيل الشارلستون بين السيدات.

بداية من الثمانينيات ظهر البنطلون الجينز، وعادت الفساتين الطويلة مجددًا، مرورًا بالتسعينيات ظهرت الملابس الواسعة من الأعلى والضيقة من الأسفل وهو عكس ما كانت عليه خلال العصور السابقة.

أزياء المرأة

القرن الحادي والعشرين

تطورت الموضة والأزياء وصولًا إلى الأيام الحالية، فيشتهر هذا العصر بالجينز بكافة أشكالها ومنها الممزق، وأيضًا الفساتين والتنورات الطويلة والقصيرة، فأصبحت الأزياء عصرية، ولكن على الرغم من هذا التطور، إلا أن ظهرت مجددًا بناطيل الشارلستون والبلوزات ذات الأكمام المنفوشة وكذلك التنورات، فيبدو أننا نعود بالزمن إلى الوراء مجددًا.

أقرأ أيضًا: “أناقة المصريات”.. كيف تغيرت بمرور الزمن؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى