عيد الأب.. احتفال عالمي ببطل الظل الذي يحمي الأسرة ويقودها لبر الأمان
الأب هو الجندي المجهول في الأسرة دائمًا، الذي رغم أهمية دوره يفضل العمل في صمت لتلبية احتياجات أبنائه وشريكة حياته، ويقود الدفة بنجاح حين يتعلق الأمر بوقوع الكوارث أو التشجيع لخوض مغامرات مثيرة، لا يتذمر من سؤال أبنائه عن والدتهم فور دخولهم المنزل، لأنه يعلم أنهم في المستقبل عند وقوعهم في أي مشكلات سيبحثون عنه وعن نصيحته وتجربته في الحياة، ليستعد في ذلك الوقت للقيام بدور البطولة في حياتهم عندما تنهكهم متاعب الحياة ويبحثون عنه قائلين “بابا كنت عايز اخد رأيك في حاجة”، تصحبكم اليوم منصة كلمتنا في رحلة لاكتشاف تاريخ هذا العيد ودور الأب في حياة أسرته.
أول من اقترح الفكرة
وكانت سونورا لويس سمارت دود من سبوكين بولاية ميتشجان بالولايات المتحدة الأمريكية هي أول من اقترح الفكرة في عام 1909م، وكانت استمتعت لموعظة دينية في عيد الأم، وقررت أن تكرم أباها وليم جاكسون سمارت والذي قام بمفرده برعايتها هي وأشقائها الخمسة عقب وفاة والدتهم عام 1898، وعلى الفور قدمت سونورا عريضة توصي بتخصيص يوم للاحتفال بالأب، وأيدت بعض الفئات هذه العريضة، واحتفلت مدينة سبوكين بأول يوم أب في 19 يونيو عام 1910م، وانتقل هذا العيد بعد ذلك لباقي دول العالم.
تاريخ العيد
وتحتفل البلدان الكاثوليكية بعيد الأب منذ القرون الوسطى في ال19 من شهر مارس، والذي يوافق عيد القديس يوسف، وتم الحفاظ على هذا التاريخ في بلدان كثيرة وأصبح تقليدًا موروثًا وخاصة في أمريكا اللاتينية، حتى تبنت الولايات المتحدة الأمريكية تاريخًا أخر للاحتفال بعيد الأب وهو الأحد الثالث من شهر يونيو كل عام، وانطلقت أولى الاحتفالات بهذا العيد في عام 1912م من الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبحت أغلب دول العالم تحتفل بعيد الأب في هذا التاريخ، بينما تحتفل الدول العربية بهذا اليوم الحادي والعشرين من يونيو، وتحتفل به أستراليا ونيوزيلندا وتايلاند في شهر سبتمبر.
مصر وعيد الأب
وما لا يعلمه الكثيرون أن صاحب فكرة الاحتفال بعيد الأب في مصر هو الكاتب الصحفي مصطفى أمين مؤسس دار أخبار اليوم، والذي طرح هذه الفكرة من خلال عموده الذي يحمل اسم فكرة عام 1985، وطالب أن يكون 10 يناير عيدًا للأب في كل المحافظات المصرية، وطبقت هذه الفكرة لعدة سنوات، لكن تم تغيير موعد الاحتفال ليصبح في يوم 21 من شهر يونيو تماشيًا مع موعد الاحتفال العالمي بهذا اليوم.
العيد المنسي
ولسنوات طويلة ظل هذا العيد في طي النسيان ولا يتذكره سوى القليل، وكان مجرد كلمات مدونة تحت يوم 21 يونيو في النتائج المحلية، لكن أسهم ظهور منصات التواصل الاجتماعي وقبلها المواقع والمنتديات الالكترونية في تسليط الضوء على عيد الأب والاحتفال بهذا التاريخ، ويحرص الأبناء على نشر صورهم بصحبة أبائهم مع عبارات التهنئة والعرفان بالجميل.
العمود الفقري للأسرة
وقالت الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع أن الأب هو السند والعمود الفقري لكل أسرة، ولا يقل دور الأب أهمية عن دور الأم ، فهو يتعب ويكد ويضحي من أجل أبنائه، وكل ما يتمناه هو التوفيق للأبناء ورؤيتهم سعداء في حياتهم.
وتكمل أن العالم يسلط الضوء دائمًا على عيد الأم، بينما يحتاج الجميع لإعطاء الأب حقه وتكريمه على دوره العظيم في رعاية الأسرة والنهوض بالمجتمع، أما بالنسبة للأباء الشباب فلابد أن يدركوا أهمية دورهم ويحرصوا على القيام بواجبهم في تربية الأطفال وتنشئتهم على الأسس السليمة، ولا تغلبهم الأنانية لأن طفلك اليوم انت من تحتاجه في المستقبل.
وتشير إلى أن من أكثر الأخطاء الشهيرة في التربية والتي لابد أن ينتبه لها كل أب هي عدم ترك مساحة للطفل ليعبر عن رأيه، ولابد من الاستماع لرؤية الأبناء عن مستقبلهم والأمور التي تخص العائلة بشكل عام.
اقرأ ايضاً: احتفالًا بعيد الأب.. إليكِ أفضل الهدايا التي يمكنكِ أن تقدميها لوالدكِ