قناة السويس على مدار التاريخ.. متى بدأت الفكرة وكيف أصبحت الشريان الأهم؟
تحل اليوم في السادس من أغسطس الذكرى الثامنة لافتتاح قناة السويس الجديدة، وذلك في احتفال ضخم تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك بعد مرور 12 شهرًا من العمل والكفاح.
فهي تهدف إلى مرور السفن في الاتجاهين، وذلك دون توقف في مناطق انتظار داخل القناة، فضلًا عن تقليل زمن العبور، وهو الأمر الذي من شأنه أن يساهم في زيادة الإقبال على استخدام القناة ويرفع من درجة تصنيفها.
لكن فكرة قناة السويس نشأت في مصر القديمة، فكان فرعون مصر «سنوسرت الثالث» هو أول من طرح فكرة شق قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط، وبمرور الزمن تم إنشاء قناة السويس، فبين القديمة والحديثة، ما هو الفارق بينهما؟
قناة السويس القديمة
في نوفمبر 1969 شهدت مصر افتتاح قناة السويس الذي يبلغ طولها 193 كيلو متر وكان يملك حق إدارتها “فيرنارد ديليسبس”، فتم حفر القناة القديمة، على يد مليون عامل مصري في فترة استغرقت 36 شهرًا، ولكن توفي منهم 120 ألف شخص نتيجة أعمال السخرة وقلة مياه الشرب في المنطقة، أما عن تكلفة إنشاء هذه القناة فهي 20 مليون جنيه استراليني ممولة عن طريق دول الأوروبية.
حفل افتتاح أسطوري
تم افتتاح قناة السويس القديمة في حفل أسطوري حضره 6 آلاف شخص، ومن أهمهم كانت الإمبراطورة أوجيني زوجة إمبراطور فرنسا نابليون الثالث، وكذلك إمبراطور النمسا، وملك المجر، وولي عهد بروسيا، وشقيق ملك هولندا، وسفير بريطانيا العظمى في الآستانة.
فضلًا عن حضور الأمير عبد القادر الجزائري، والأمير توفيق ولي عهد مصر، والكاتب النرويجي الأشهر هنريك إبسن، والأمير طوسون نجل الخديو سعيد باشا، ونوبار باشا، وغيرهم من الشخصيات الكبرى حينها.
وبمرور الوقت شهدت قناة السويس القديمة مرحلة جديدة في تاريخيها وهي التأميم وذلك في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فقد أعلن من مدينة الإسكندرية عام 1956، قرار تأميم قناة السويس.
اقرأ أيضًا: في ذكرى افتتاحها.. وثائق لأول مرة بكتاب قناة السويس
قناة السويس الجديدة
تم تأسيس قناة السويس الجديدة بشكل موازٍ للقديمة، فيبلغ طولها 72 كيلو متر، يصل عمقها إلى 24 متر، ومولت هذه القناة عن طريق الشعب المصري في شهادات الاستثمار، قدرت 64 مليار جنيه مصري، وذلك بالإضافة إلى قروض من البنوك المصرية بلغت مليار دولار.
كما تم حفر قناة السويس الجديدة بواسطة 20 ألف عامل في 12 شهراً، وذلك بمساعدة 45 كراكة في الحفر المائي، وخلال عمليات الحفر توفي 7 عمال، كما أنها مملوكة للحكومة المصرية عن طريق الهيئة العامة لقناة السويس.
فهي تهدف إلى تسهيل وتسريع عملية مرور سفن الشحن عبر القناة في كلا الاتجاهيين، والتقليل من مدة انتظار السفن العابرة للقناة، بالإضافة إلى زيادة القدرة الاستيعابية للقناة وذلك من أجل التمكن من استيعاب النمو المستقبلي المتوقع للتجارة العالمية.
وما يترتب على ذلك من جعل قناة السويس الطريق المفضل لدى السفن التجارية، ورفع الدخل القومي للبلاد، وتوفير فرص عمل جديدة فضلاً عن إيجاد مجتمعات حضرية جديدة.