ريادة أعمال

رحلة التكييف.. كيف بدأت الفكرة ومن صاحبها؟

عندما ترتفع درجات الحرارة في فصل الصيف يسارع الكثير إلى تشغيل التكييف، للحصول على الراحة والانتعاش، ولكنهم لا يعلمون أن وراء ذلك الاختراع الذي أنقذ البشرية من الحرارة الشديدة، هو مخترع ورائد أعمال بذل الكثير من الجهد والطاقة ليترك بصمة في حياة الجميع في العالم كله، إنه المهندس «ويليس كارير».

في السطور التالية تصحبكم «كلمتنا» في رحلة نحو نجاح «ويليس كارير» الذي اخترع تكييف الهواء ليترك بصمته في العالم كله حتى هذه اللحظة.

نظام تبريد

كان ويليس كارير منذ طفولته شغوفاً بالعلم، وفي عام 1901 تخرج في جامعة كورنيل وحصل على البكالوريوس في الهندسة، وعندما بلغ الـ 25 من عمره قدم اخترع كارير نظاماً لضبط الحرارة والرطوبة في شركة (Sackett-Wilhelms) للطباعة والنشر، واعتمد في هذا الاختراع على التحكم في درجات الحرارة والتهوية ودوران الهواء والرطوبة، بالإضافة إلى التحكم في ترطيب الهواء وتسخين وتبريد الماء، خاصةً أن تلك الشركة كانت لا تستطيع طباعة أحد الألوان بشكل جيد، بسبب تأثير الحرارة والرطوبة على الورق والحبر.

وبفضل اختراع نظام التبريد حصل ويليس كارير على براءة اختراع، والذي عُرف فيما بعد بأنه أول نظام تكييف هواء حديث في العالم، ليواصل بعد ذلك عمله في مجالات التبريد الأخرى، كما تم تعيينه مديراً لقسم هندسة الاختبارات في نفس الشركة التي اخترع لها نظام التبريد.

اكتشافات جديدة

مع حلول عام 1906 اكتشف كارير قانون الانحدار الثابت لنقطة الندى، والذي عرف من خلاله أن الانحدار المستمر لنقطة الندى يوفر رطوبة نسبية ثابتة تقريباً، ذلك الأمر الذي جعله يعتمد على تصميم نظام التحكم التلقائي، ثم قدم بعدها بعام دعوى براءة اختراع للتصميم، ولكن لم يحصل عليها إلا عام 1914.

كما استطاع كارير عام 1911 تقديم وثيقة مهمة حول مكيف الهواء، ربطت بين مفاهيم الرطوبة النسبية والرطوبة المطلقة ودرجة حرارة نقطة الندى، ذلك الأمر الذي يتيح تصميم أنظمة تكييف الهواء لتناسب المتطلبات بدقة، ومع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914، اجتمع عدد من المهندسين كان كارير من ضمنهم، لتأسيس شركة برأس مال بلغ 32.600 دولار، وذلك لتركيز نشاطهم بالكامل على التصنيع.

أول تكييف منزلي

في عام 1928 استطاعت الشركة تطوير أول تكييف منزلي، وأطلقت عليه “صانع الطقس”، لكن بسبب ثمنه الباهظ كانت الأسر الغنية فقط هي من تشتريه، ومع الوقت اندمجت الشركة مع «بيرنزويك كرويشل» و«يورك»، ليشكلوا شركة أكبر وهي «كارير كوربوريشن»، تلك الشركة التي أصبح فيها ويليس كارير رئيساً لمجلس إدارتها.

بدأت شركة كاير تواجه العديد من التحديات المالية، خاصةً عام 1929 بسبب انهيار أسواق وول ستريت، وعان 1930 نتيجة الكساد الاقتصادي، ذلك الأمر الذي أدى إلى تقليل استخدام المنازل والمتاجر مكيفات الهواء، وفي نفس العام بدأ ويليس كارير توسيع نطاق عمله فانتقل بشركته إلى نيويورك، ثم أطلق بعدها أعماله ف كوريا واليابان من خلال شركتي «تويو كارير» و«سامسونج أبلكيشن».

انتشار عالمي

استطاع ويليس كارير من خلال عمله الجاد أن يرتقي بشركته حتى جعلها رائدة في تصميم وتصنيع أجهزة التكييف والتبريد، فقد أحدثت المكيفات الهوائية طفرة كبيرة خاصةً في ظل التطوارات الحديثة التي كانت تحدث في مجال الإنتاج الصناعي، ومع مرور الوقت شهد اختراع كارير للتكييف انتشاراً واسعاً في العالم كله.

ومع الانتشار الكبير لاختراع كارير ارتفعت معدلات مبيعاته، لتصل إلى 8 مليارات دولار في بداية الألفية الجديدة، ومع تطور المبيعات سنوياً، أصبح اسم «كارير» من أكثر الأسماء شهرة في العالم، نظراً لاختراعه العظيم الذي غير حياة الكثير وغير تاريخ البشرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى