“حتشبسوت واسمها الخفي”.. محاضرة بمكتبة الإسكندرية الأحد
تنظم مكتبة الإسكندرية من خلال متحف الآثار ومركز زاهي حواس للمصريات، محاضرة بعنوان: “حتشبسوت واسمها الخفي”، وذلك يوم الأحد 1 يناير في تمام الواحدة ظهرًا، بقاعة الشراع الثالث بالمبنى الرئيسي للمكتبة، تحاضر فيها الدكتورة نجوى متولي، مدير عام النشر العلمي، بوزارة السياحة والآثار وعضو اتحاد الناشرين المصريين.
تُلقي المحاضرة الضوء على الغرض الذي من أجله أبدع المصري القديم الكتابات المعماة مثل تسجيل أمنيات خاصة، أغراض جمالية، ألغاز للقارئ، أغراض دينية وفلسفية، مراسلات سرية، وأغراض ذات صلة بالسحر.
كما تبرز المتحدثة القواعد المختلفة لهذه الكتابة، مع إعطاء مثال على هذه النوعية منها وهو كتابة اسم حتشبسوت بالتعمية، فحتشبسوت أبرز الملكات اللاتي حكمن مصر، وأقواهن نفوذًا؛ فقد كان حكمها نقطة بارزة في تاريخ الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة. وعمدت إلى كتابة اسمها بشكل معمى لتضمن لنفسها الخلود والسلامة وهو ما ظهر على آثارها بكثرة وحفظ لنا اسمها إلى الآن.
جدير بالذكر أن الحضارة المصرية عرفت الكتابات المعماة والمتعارف عليها بين علماء اللغة بمسمى Cryptography التي قصد الكاتب أن يخص بها شيئاً، أو أن يضفي بها على ما يكتب شيئًا من الصعوبة والسرية.
فأبدعها المصريون القدماء منذ فترة مبكرة من تاريخهم، واستمرت في الحضارة المصرية بعصورها المختلفة، وشاعت في الدولة الحديثة ثم أصبحت في العصر اليوناني الروماني سمة مميزة للمعابد المصرية آنذاك.
اصطلح “شامبليون” ومن بعده “دفرييه” على تسميتها بالكتابة السرية أو الغامضة، وبعد منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، شهدت هذه الكتابات اهتمامًا خاصًا بعدما نفر منها الباحثون في بادئ الأمر لصعوبتها وعدم إحساسهم بأهمية هذه النصوص.
وكان لمجهودات “دريتون” أثر كبير ساهم بعد ذلك في تسهيل مجال الدراسة في هذه الكتابة. كشفت الدراسة أنها جزء من الكتابة المصرية القديمة ذائعة الصيت، كما أنها تعد تقليداً نشأ وتطور في العديد من الكتابات القديمة والحديثة أيضاً. ولم تقتصر الكتابة المُعماة على أسطح المعابد فقط بل امتدت لتُكتب على الآثار المنقولة، وخاصة الجعارين.