الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة متخصصة في «الابتكار نهج التميز لمجتمع مستدام»
اختتم الأرشيف والمكتبة الوطنية شهر الابتكار بندوته الثانية ضمن موسمه الثقافي 2023، وكانت بعنوان: “الابتكار نهج التميز لمجتمع مستدام”، والتي أكدت أن الحرص على الابتكار يمثل أساساً لمستقبل مستدام، وأنه هو الرافد للإنجاز والنجاح، وينبغي غرس بذور الابتكار والإبداع بين الأجيال، وتعد هذه الندوة إحدى مبادرات الأرشيف والمكتبة الوطنية في عام الاستدامة؛ إذ تسلط الضوء على صفحة في السجل الثري لدولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على الاستدامة وجهودها واستراتيجياتها الملهمة في هذا المجال.
بدأت الندوة بحديث أول مُحكِّمة ومقيّمة إماراتية للمشاريع الهندسية؛ المهندسة أنوار الشمري عن الابتكار في دولة الإمارات؛ حيث عرفت الابتكار بأنه الفكرة التي تحقق منفعة عامة تم تطويرها واختبارها وتنفيذها، وقد تكون على شكل منتج أو خدمة جديدة، أو تحديث عمليات داخلية قائمة على اقتراح سياسة أو حتى من خلال التفكير بطريقة مختلفة أو التوقف عن ممارسة معينة لم يثبت نحاجها، ثم فرّقتْ بين الابتكار والإبداع؛ فالإبداع يكون في عملية توليد الأفكار باستخدام أدوات الابتكار، والابتكار يكون في تطبيق الأفكار على أرض الواقع.
وتطرقت المهندسة الشمري إلى أهمية الابتكار، ومجالاته، وأفضل الممارسات فيه، ومراحل تطبيق الابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومؤشر الابتكار العالمي، والابتكار في المؤسسات، والتوجهات المستقبلية، وأيدت ما جاءت به من معلومات بالعديد من الأمثلة على أرض الواقع وفي التقنيات الحديثة، واستعرضت بعض أدوات الابتكار، وتحدياته، وسمات قائد الابتكار، ودور القيادات المؤسسية في تطبيق مفاهيم الابتكار، وتأهيل الموارد البشرية، وتوفير بيئة ابتكارية، والإيجابية وتحفيز العاملين.
ثم تحدثت الدكتورة وديمة غانم بن حمودة الظاهري الأستاذة المساعدة في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، عن الإبداع والابتكار من المفهوم إلى المهارة، وقد بدأت بقول للروائي البرازيلي باولو كويلو: إن لم تحدد لهدفك خطة فلن يزيد على كونه مجرد أمنية.
ثم أشارت إلى أن الابتكار هو التغيير أو إنشاء عمليات جديدة، اختراع منتجات جديدة أو مواد أكثر فاعلية قادرة على حل مشكلة ما، مبرهنة على ذلك باختراع العجلات التي قادت البشرية لاختراع المركبات، واختراع المصباح الكهربائي، مؤكدة أن جميع الابتكارات الكبرى بسيطة جداً بشكل يبعث الدهشة، وشرحت المتحدثة الأسلوب التقليدي لحل المشكلة، والذي يبدأ بتقييم المشكلة ووضع خطة عمل، ثم خطة تنفيذية، وبالنهاية المراجعة والتقييم، وتوقفت المتحدثة عند الأسلوب التقليدي والاستراتيجيات الجديدة.
وبرهنت المتحدثة على ما أوردته من معلومات بالمباني الخضراء، وبرحلة (طموح زايد2) والتي تعدّ أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، وهي جزء من برنامج الإمارات لرواد الفضاء ويقوم بها رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي.
وثالث المشاركين كان السيد سعيد بالهول مدير أعمال تنفيذية وخبير أمن المعلومات وتقنياتها، وقد تحدث عن مسار الاستدامة في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، فأشار إلى أنه امتثالاً لاستراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على البيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل تأثير البصمة الكربونية والاحتباس الحراري، نفذت الهيئة أعلى المعايير الدولية للمباني الخضراء في مبانيها، وهذا ما جعلها تحصل على شهادة الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة.
وتحدث بالهول بالتفصيل عن مسار الاستدامة في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، وعن بيئة العمل المستدامة في المبنى والتشغيل، واستعرض معايير تصميم الخدمات الرقمية في دولة الإمارات، وسلط الضوء على الشبكة الإلكترونية الاتحادية واحدة من المبادرات الاستراتيجية الرئيسية للهيئة، وعلى بوابة الاتصال بالإنترنت عالي الأداء، وخدمة الرابط الحكومي للخدمات، والهوية الرقمية، والبنية التحتية السحابية…وغيرها.
ثم تحدثت الأستاذة مروة النقي الخبيرة في العمليات التجارية عن الابتكار وصناعة المستقبل.. هيئة كهرباء ومياه دبي نموذجاً، وقد بدأت حديثها بقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: “المستقبل ملك لمن يتخيله ويصممه وينفذه، المستقبل ليس شيئاً ننتظره وإنما نصنعه”.
ثم سلطت الضوء على الهيئة كمؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة، وعلى خارطتها الاستراتيجية، وبعد أن استعرضت غاية الهيئة ورؤيتها ورسالتها، وشعارها، وقيمها، عددت بعض إنجازاتها، ومبادراتها، وقدمت بعض الأرقام والحقائق المبشرة في واقع الهيئة الحالي.
وفي ختام الندوة قام السيد فرحان المرزوقي مدير إدارة التواصل المؤسسي والمجتمعي في الأرشيف والمكتبة الوطنية بتكريم المحاضرين؛ فقدم لهم شهادات تقدير ودروعاً تذكارية.