ختام ناجح ومميَّز لمؤتمر مجمع الخالدين السنوي الدولي في دورته (89)
اختتم مجمع اللغة العربية برئاسة أ.د.عبدالوهاب عبدالحافظ (رئيس المجمع) فعاليات مؤتمره السنوي الدولي اليوم الأحد 21 من مايو 2023م في دورته (89)، والذي جاء بعنوان “اللغة العربية بين الهُويَّة القومية والعولمة”. وقد حظي المؤتمر بمشاركة العديد من رؤساء مجامع اللغة العربية والهيئات العليا المَعْنِيَّة باللغة العربية وأعضاء مؤتمر المجمع والأعضاء المراسلين من البلاد العربية والأجنبية؛ حيث شارك في المؤتمر عبر تقنية الـ(zoom): أ.د.محمود أحمد السيد (رئيس مجمع اللغة العربية السوري)، وأ.د.محمد حسين آل ياسين (رئيس المجمع العلمي العراقي)، وأ.د.محمد سليمان السعودي (الأمين العام لمجمع اللغة العربية الأردني)، وأ.د.حسن أحمد السلوادي (رئيس مجمع اللغة العربية الفلسطيني)، وأ.د.الشريف مريبعي (رئيس مجمع اللغة العربية الجزائري)، وأ.د.بكري محمد الحاج (رئيس مجمع اللغة العربية السوداني)، وأ.د.محمد بن مصطفى الحاج (الأمين العام لمجمع اللغة العربية الليبي)، وأ.د.عبدالله الوشمي (الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية)، وأ.د.امحمد صافي المستغانمي (الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة-الإمارات)، وأ.د.الخليل النحوي (رئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا)، وأ.د.عبد الفتاح الحجمري (مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط-المغرب)، وأ.د.صالح بلعيد (رئيس المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر)، وأ.د.أحمد الضبيب (السعودية)، وأ.د.أحمد شحلان (المغرب)، وأ.د.إسماعيل روينة (الجزائر)، وأ.د.سيد رحمن سليمانوف (طاجيكستان)، وأ.د.عائض الردادي (السعودية)، وأ.د.عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان (السعودية)، و أ.د.عبدالله يوسف الغنيم (الكويت)، وأ.د.عقيل المرعي (إيطاليا)، وأ.د.علي أحمد بابكر (السودان)، وأ.د.عمار طالبي (الجزائر)، وأ.د.محمد عبدالحليم (إنجلترا)، وأ.د.محمد عبدالرحيم كافود (قطر)، وأ.د.يوسف خلف العيساوي (العراق).
وقد ناقش المؤتمر في جلساته المغلقة الأعمال المقدمة من لجان: مصطلحات الصيدلة، والعلوم الشرعية، وعلوم البيئة، والرياضيات، ومعجم لغة الشعر العربي، والطب، والتربية وعلم النفس، والألفاظ والأساليب، واللهجات والبحوث اللغوية، والحاسبات، والفيزياء، والإعلام، وعلوم الأحياء والزراعة، والمعجم الكبير (مواد من حرف الطاء)، والهندسة، والجيولوجيا، والنفط.
وفي جلساته العلنية عقد المؤتمر حلقات نقاشية حول محاور المؤتمر الآتية: الترجمة إلى العربية وتأثيراتها اللغوية: الإيجابيات والسلبيات- دور التعليم في تأكيد الهوية العربية- الذكاء الاصطناعي ودوره في تجديد تعليم اللغة العربية وتعلُّمها-دور الإعلام العربي في تأكيد الهوية العربية-اللغة العربية في مواطن الهجرة.
كما ألقى أ.د.سيد رحمن سليمانوف (عضو المجمع المراسل من طاجيكستان) بحثًا له بعنوان: “برنامج المعجم العربي الطاجيكي الروسي الألفبائي، ودوره في مواجهة العولمة الثقافية”.
وفي جلسته الختامية أصدر المجمع عددًا من القرارات والتوصيات، وهي:
1-يخاطب المؤتمر رسميًّا جامعة الدول العربية والقادة العرب، بضرورة الالتفات إلى حال اللغة العربية فى التعليم وفي مناحي الحياة المختلفة، وكذلك مخاطبة البرلمانات العربية أيضًا؛ للإسراع باستصدار قوانين حماية اللغة العربية والتمكين لها.
2- مخاطبة وزارات الخارجيّة في العالم العربي بتوجيه أفراد السلك الدبلوماسي في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الرسمية أن يكون نشاطهم باللغة العربية.
3- ضرورة قيام وزارات التعليم في العالم العربي بوضع خطة تعليمية متوازنة، يكون من أولوياتها الحفاظ على اللغة العربية وحمايتها والعمل على تنميتها ونشرها بوصف اللغة العربية المكوِّن الأساسي للهويّة في وجه المد العولمي، مع عدم إهمال تعليم اللغات الأجنبية وإتقانها والاستفادة القصوى منها في حدود الحاجة إليها، وبحيث لا تطغى على اللغة العربية في التعليم.
4-الإفادة الجادة من التقنيات الحاسوبية الحديثة لخدمة العربية ونشرها، ودراستها، وزيادة المحتوى الرقمي العربي على الشابكة، على أن يكون المحتوى مصوغًا بالفصحى الميسرة، وبمنأى عن اللهجات العامية والهجين اللغوي الذي خلّفته العولمة، والترسيخ للعربية في شبكات التواصل الاجتماعي، وشبكات المعلومات الدوليّة.
5-السّعي لأن يُضَمَّن الميثاق الإعلامي والصحفي آلية لوسائل الإعلام المختلفة، ترسخ الوعي الثقافي بأهمية اللغة العربية بوصفها رمزًا للاستقلالية الوطنيّة والخصوصيَّة الثقافية، وتقدم في الوقت نفسه نمطًا لغويًّا راقيًا مسموعًا أو مكتوبًا أو مشاهدا، من شأنه أن ينشر الفصحى المعاصرة الميسَّرة ويرقى بالذوق اللغوي العام.
6-أن يتولى اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية مهمة التنسيق بين المؤسسات ومراكز الترجمة والهيئات والوزارات المعنية بقضايا اللغة العربية وموضوعاتها على المستوى القومي؛ لوضع خارطة للعمل المشترك بين المجامع من شأنها حماية اللغة العربية وتنميتها وتيسيرها.
7-تضافر جهود المؤسسات الوطنية؛ لترسيخ الوعي اللغوي في المجتمع، والسعي الحثيث لتغيير المفاهيم المغلوطة حول العربية لدى الرأي العام أو ما يشبه العام أو لدى بعض المتخصصين، مثل التصور السائد لدى قطاعات معينة بأن العربية لغة تراث ولا تعبر عن المتطلبات المعاصرة، أو أن العربية تواجه خطر الاندثار، أو أن صعوبات العربية لا توجد في لغات أخرى، أو أن الوظائف العليا في الدولة لا تُتاح لمن يتعلم بالعربية، ونحو ذلك. وهي تصورات تنفِّر من الإقبال على العربية، وتحدّ من انتشارها.
8- إطلاق برنامج لصناعة معجمات ثنائية اللغة، أو متعددة اللغات بين اللغة العربية واللغات الأخرى، وبخاصة لغات الدول الإسلامية؛ لتنشيط حركة الترجمة من العربية وإليها، لنشر اللغة العربية وتعزيز وجودها في بلدان العالم الإسلاميّ.
واختتم أ.د.عبدالوهاب عبدالحافظ (رئيس المجمع) فعاليات المؤتمر بكلمة شكر الأساتذة العلماء العرب والمستعربين أعضاء مؤتمر مجمع القاهرة، الذين تحملوا عناء قراءة إنتاج المجمع في دورته الحالية في مدة وجيزة، وأبدوا ملاحظات قيمة من شأنها تجويد العمل المجمعي والارتقاء به، كما أبدى شكره للسادة العلماء أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والسادة الخبراء والباحثين والمحررين على ما بذلوه من جهد علمي في هذه الدورة المجمعية.
وأوضح د.عبدالوهاب أن أغلب المُداخلات والمناقشات في هذا المؤتمر قد تناولت واقعنا اللغويّ، وجسّدت مشكلاته إلى حدّ كبير، واقْتَرَحت حُلُولًا ناجزة لِعِلاجه، راجيًا أن تأْخذ طريقها إلى التَّنْفِيذ الفِعْلِي، وأن المؤتمر قد نبَّه إلى أنَّه إذا استمرَّ تفاقُم مَخاطِر العولمة دون مُواجَهَتِها بِتَضَافُر جُهود المُؤَسَّسات والهَيْئات والأَفْراد، ووضْع سياسات لُغَوِّيَّة واضِحَة المَعالِم، قَابِلَة للتَّطْبيق الفِعْلِيّ، تُحَدَّد فيها الأولويات، والأهداف والمَدى الزَّمَني لِتَنْفِيذها، وتَأْخُذ في اعْتِبارِها المُتَغَيِّرات الداخِلِيَّة والخارجيَّة التي مِنَ المُمْكِن أَنْ تَطْرَأ في المُسْتَقبَل- فَلَيْس مِنَ المُسْتَبْعَد أَنْ تَنْحَسر العربية، وتَتَراجَع في أهمّ مَجالات استعمالِها.