«رضوى عاشور».. حكايات الإبداع والحب والمرض
رضوى عاشور كاتبة استثنائية مميزة ذو طابع خاص في كتاباتها تفردت به عن غيرها من الكتاب، فلامست كتاباتها قلوب الكثيرين من محبيها، وترتبط رضوى عاشور بتاريخ فلسطين في معظم كتاباتها، ويظهر ذلك باهتمامها بالقضية الفلسطينية الذي ظهر جليا في روايتها الطنطورية.
أهم روايات رضوى عاشور
“الكتابة تأتي أحيانا شاقة، وأحيانا تكتب كأن أحدهم يملي عليك”، تعد الرواية التاريخية “ثلاثية غرناطة” التي تتكون من ثلاث روايات وهم “غرناطة، مريمة، الرحيل” من أهم روايات الكاتبة الذي سلطت الضوء في رواياتها على قرار ترحيل المسلمين من الأندلس.
كما تشتهر برواية “الحجارة الدافئة”، ورواية “سراج” التي كتبت باللغة الإنجليزية وترجمت للغة العربية، ورواية “أطياف” صدرت أيضا بالإنجليزية وترجمت للعربية.
كما وثقت “رواية قطعة من أوروبا” تاريخ القاهرة في عهد الخديوي إسماعيل، الذي كان يطمح لتحويل شوارع القاهرة وجعلها قطعة من شوارع أوروبا، ونستخلص من الرواية تأثر الكاتبة بوطنها الكبير المستمد قوته من أسرتها وطنها الصغير.
بدايات رضوى عاشور
ولدت في جو عائلي أدبي وعلمي فوالدها مصطفى عاشور محام وله باع كبير في مجال الأدب، ووالدتها الفنانة الشاعرة مي عزام، نشأت رضوى شغوفة بالقراءة باللغتين العربية والفرنسية، ودائما كانت تتمنى أن تصبح أديبة فكانت ترى أن الكاتب ذو قيمة كبيرة وتحيط برأسهم هالة من نور.
درست رضوى في كلية الآداب وحصلت على الماجستير في الأدب المقارن، ونالت الدكتوراة من جامعة “ماساتشوستس” من الولايات المتحدة، لتخرج رضوى من كنف الأسرة الأدبية، لتقع في كنف أسرة فنية.
زواج رضوى عاشور من الشاعر مريد البرغوثي
نشأت بينهما قصة حب تكللت بالزواج لمدة 7 سنوات، ليسجن بعدها مريد ويتم ترحيله ومنعه من الإقامة في مصر لتذهب له رضوى مع ابنها الوحيد “تميم”، مما أصقل من وطنية رضوى بدرجة أكبر وموقف سياسي وأضح في عمل عدة لجان، كاللجنة الوطنية لمقاومة الصهيونية، ومجموعة 9 مارس لاستقلال الجامعات، ليكشف فكرها السياسي عن امرأة وطنية بذلت حياتها في محاربة أعداء الوطن العربي بقلمها الصادق، لتظل رضوى عاشور طول حياتها تحارب بالقلم في حياتها العملية وأيضا في حياتها الشخصية.
محاربة رضوى عاشور لمرض السرطان
ظلت رضوى عاشور تحارب السرطان لمدة 30 عاما أجرت خلالهم 5 عمليات استئصال أورام حميدة، ليتحول بعد ذلك لورم خبيث لتتدهور حالتها حتى وفاتها 30 نوفمبر عام 2014 لتترك لنا إرثا كبيرا لمجموعة كتابات متنوعة.
تركت عدد من الدراسات النقدية مثل رواية غرب إفريقيا، الذي قالت عنه الكاتبة “هذا بحث في موضوع غير مطروق في النقد العربي إلا في أضيق الحدود، فليست هناك أي دراسات تتعرض للرواية الإفريقية إلا دراسات معدودة”، كما ساهمت الراحلة في موسوعة الكاتبة العربية، وأشرفت على ترجمة الجزء التاسع من موسوعة كامبريدج في النقد الأدبي، كما حصلت رضوى على لجنة جائزة الدولة التشجيعية، لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة.
اقرأ أيضا: في ذكرى وفاتها.. رضوى عاشور ومريد البرغوثي قصة حب أسطورية