فعاليات و مبادرات

«جمال حمدان» في الصالون الثقافي للمؤسسة العربية للإعلام والثقافة

أسماء هنداوي وأمنية أحمد وأماني فريد وأسماء سمير:

استضافت مكتبة مصر العامة الصالون الثقافي للمؤسسة العربية للإعلام والثقافة تحت عنوان «جمال حمدان والشخصية المصرية» ضمن مبادرة آباء مؤسسون، مساء أمس الإثنين 23 يناير، وذلك بحضور مجلس أمناء المؤسسة، الأمين العام المخرجة دكتور يسر فاروق فلوكس، وأعضاء مجلس الأمناء “اللواء دكتور محمد الهمشري أمين عام المؤسسة، دكتور عمرو سليمان المدير التنفيذي للمؤسسة والمشرف على مشروع الشخصية المصرية، والكاتب والناقد دكتور هيثم الحاج علي”، واستضاف الصالون الكاتب والشاعر والسيناريست د. مدحت العدل، والكاتب والباحث محمد غنيمة وأ.د. ياسر خضر الأستاذ بقسم الجغرافيا جامعة حلوان والفنان فاروق فلوكس، ونخبة من المثقفين والإعلامين.

وافتتحت د. يسر فاروق فلوكس الصالون بتوجيه الشكر لجميع الحاضرين وضيوف صالون المؤسسة الثقافي مؤكدة أن تلك المبادرة هي البداية لنشر الوعي عن الشخصية المصرية وتأثيرها الثقافي.

وانتقلت الكلمة لدكتور هيثم الحاج علي، ناقد وأستاذ جامعي وعضو مجلس أمناء المؤسسة، ليدير الصالون قائلا: “يعتبر د. جمال حمدان صاحب الرؤية الاستراتيجية، واحدًا من أبرز الشخصيات الإبداعية في مصر، ومن أغرب الأشياء في حياة ومسيرة دكتور جمال، هي استقالته من الجامعة وهو في سن 35 وذلك ليكون مُتفرغًا بشكل كامل للكتابة، وأيضًا الغريب في مسيرته أنه لا يوجد له أي صورة حديثة، فآخر صورة تم نشرها له كانت وهو في عمر 40 سنة تقريبًا، فهذا الرجل لم نسمع عنه إلا بعد وفاته، ولن نستطيع أن نقول أنها وفاة أو اغتيال أو قتل، فحتى وقتنا هذا يوجد نوع من التعرية عن المعلومات الخاصة لهذا الأستاذ العظيم، أيضًا يجب إلقاء الضوء حول قصة كفاح العالم الدكتور جمال حمدان، وأنه ليس مجرد شخصًا يدرس علم الجغرافيا فقط، ولكنه شخص لديه نظرة فلسفية عميقة، يريد من خلالها تطوير هذا العلم من خلال كتاباته التي تعطينا حُب ودفع، كما أنها تخلق منّا شخصية واعية وقادرة على فهم كافة الأمور من الناحية السياسية والفنية والاقتصادية وغيرها، ويجب الذكر أنه إذا كان لدينا عُلماء بنفس رؤية جمال حمدان ونفس العمق النفسي الذي كان لديه، فسنكون في مقدمة الصفوف في مصر أو خارجها، وفي ختام حديثي أحب أن أقول أن الدكتور جمال جمدان يستحق منّا أعظم تكريم، ولا أقصد بكلامي أن نُقيم له تكريما، ولكن أقصد أن نناقش مسيرته لجميع فئات المجتمع، فهذا يعتبر أعظم تكريم للعُلماء، وهي أن ننافش افكارهم للمجتمع، فالحياة الحقيقية التي يستمدها العالم هي حياة أفكاره وكيفية تطويرها، وبهذا يكون التكريم الحقيقي الذي يستحقوا العديد من علماء مصر وعلى رأسهم الدكتور الراحل جمال حمدان”.

وعبر الكاتب والباحث محمد غنيمة عن سعادته بإقامة ندوة باسم علم من الأعلام المصرية الدكتور جمال حمدان، فهو واحد من أهم أعلام الجغرافيا في العصر الحديث والمعاصر، وله مؤلفات مهمة جدًا في تاريخ مصر وتكوين الشخصية المصرية وتركيبتها المختلفة، مؤكدًا أن جمال حمدان ترك لنا زخم من الكتب عن الشخصية المصرية وأهم هذه الكتب هو كتاب شخصية مصر، وهو كتاب موسوعي بيشمل الجغرافيا الطبيعية والبشرية وأبعاد مصر الاربعة والمؤسسات السياسية.

وأضاف أن حمدان كان يستخدم في كتاباته أسلوب أدبي ودمجه مع العلوم الاجتماعية، لينتج لنا في النهاية سفر هام من أسفار الجغرافيا بطريقة شيقة وممتعة، موضحًا أن الدكتور جمال حمدان من أشهر المفكرين العرب الذين تناولوا قضايا مهمة جدا وعصرية في كتبه، مثل كتاب “اليهود أنتربولوجيا”، كما كان له كتاب “6 أكتوبر” في الاستراتيجية العالمية، وله حوالي 79 مؤلف، بالإضافة إلى مجموعة من الأبحاث المنشورة بلغات مختلفة، منها الألمانية والعربية والإنجليزية.

أشار أ.د. ياسر خضر الأستاذ بقسم الجغرافيا جامعة حلوان إلى أن شخصية جمال حمدان تأتي في العمر مرة واحدة، معربًا عن سعادته بالمشاركة في الندوة الثقافية عن شخصية الدكتور جمال حمدان، قائلًا عن جمال حمدان أنه أحد أعلام الجغرافيين العرب وليس المصريين فقط، وأن إسهامته في علم الجغرافيا كبيرة جدا، وهو يعد من أحد أساطير الجغرافيا، مضيفًا أن حمدان خرج بالجغرافيا من مجال الدرس داخل القاعات المغلقة إلى المجال العام، فأصبح كل مثقف يكاد يكون يشعر بالخزى أن كان جاهلًا بجمال حمدان، ومن أشهر أعمال بالنسبة للمصريين، موسوعة شخصية مصر في أربع أجزاء تتخطى 3500 صفحة، بجانب إنتاجه في الجغرافيا السياسية، فضلًا عن قدراته اللغوية وقدراته التعبيرية التي جذبت كل المتلقين والمثقفين لكي ينهلوا من هذا العلم.

ومن جانبه قال السيناريست مدحت العدل: “عندما نصنع عملا فنيا نبحث عن الشخصية الدرامية مثل عبد الحليم حافظ الذي قدمت عنه مسلسل، فهو شخصية درامية بامتياز وكل شيء في حياته دراما، وكذلك د.جمال حمدان فهو شخصية درامية بامتياز، فأنا افتخر أنني عرفت وقرأت لشخصيات معنية مثل طه حسين وجمال حمدان، فأنا فخور أن د. جمال حمدان رجل مصري، فهو يشبه مصر في عصره، ويشبه العلم الذي كان يحتفى به، العلم الذي صنع له عيدا، كما أن د. جمال حمدان شخصية مميزة وهو أمر واضح حتى في آرائه، فعندما كنت أعلم أطفالي القراءة وعندما كبروا بعض الشيء، أخبرتهم إذا لم تقرأوا “شخصية مصر” فأنتم لستم مصريين، فأنا أتمنى أن أصنع مسلسل عن “جمال حمدان”، ففي ظل أزمة الهوية التي تعاني منها، فجمال حمدان هو من يعيد تركيب الشخصية المصرية، فأنا أشعر بالفخر وبقوميتي عندما اقرأ له، لأنه رمز للشخصية المصرية، فهو حفيد الفراعنة بنفس الجدية والمثابرة وحب الوطن، فحب مصر وعشقه للجغرافيا أنتج لنا “جمال حمدان” هذا الرجل الثقافي العظيم”.

وأوضح د. عمرو سليمان، المدير التنفيذي للمؤسسة والمشرف على مشروع الشخصية المصرية، قائلًا: “عندما فكرنا في فكرة الشخصية المصرية، كان لأنه أي شعب له طبائع تميز شخصيته عن غيره، فالمصريون هم أصل الحضارة الإنسانية، وبناءً على ذلك تفردوا بأشياء كثيرة، فهل تعلم أن قدراتهم الإبداعية أعلى من أي شعب على وجه الكرة الأرضية؟، فقدرات الشباب الابتكارية في المشاريع الصغيرة تتصدر للدول المجاورة، وهو الأمر يخبرنا أننا لدينا رصيد إنساني لا نهاية له، وعند الحديث عن شخصية د.جمال حمدان، فهو عندما أسس فكره أسسه بشكل استراتيجي، فحينما تنظر إلى المكونات الثلاثة وهي مكان وزمان وبشر، وهي ما تسمى “مكونات الإدراك”، فنستعجب كيف صنع هذا الرابط العبقري بين الثلاث مكونات، فعرقنا ليس عربي او إفريقي وانما “مصري”، فالمصري له تاريخ وتأثير هام في العالم، فجمال حمدان ليست مجرد شخصية نتناولها اليوم، وإنما تناول فكرة “شخصية الدولة”، فشخصية مصر وهويتها تستحق ان تؤرخ، فجمال حمدان نتمنى أن نقتدي به”.

وقال اللواء دكتور محمد الهمشري الأمين العام للمؤسسة: “العدسة التي كنت أنظر من خلالها على دكتور جمال حمدان، يمكن كانت بعضها بالصدفة والبعض الآخر كانت عندما كنت أقرأ كتاب شخصية مصر، وهو من الكتب العظيمة التي كشفت عن العاطفة القوية التي كانت ما بين جمال حمدان ومصر، وذلك من خلال نظرته ووصفه لجمال مصر من خلال موقعها الجغرافي، وكيف تكلم في كتابه أيضا عن الشخصية الإقليمية، ومن هنا بدأ في إنشاء وبناء هذا العلم الحديث وأضهر فيه الفرق بين الشخصية الأولى في رحم الحضارة والشخصية الأولى في رحم الصحراء، كما أنه استطاع صياغة نظرية الأمن المصري في كتابه سيناء بين الجغرافيا والسياسة الاستراتيچية، أيضا وضع نظرية للأمن القومي المصري وقسم الخطوط الدفاعية، ويعتبر أقوى تجهيزات للقوات المسحلة تم بناؤه من الخطوط الدفاعية، كانت الخطوط التي وضعها الدكتور جمال حمدان، وأيضا من خلال كتاباته يوجد بها العديد من الإجابات على أسئلة خلافية فكرية، ومنها مسألة العلاقة بين القومية والدين، والتي عالجها الدكتور جمال حمدان بشكل خطير في كتاباته وقال إن القومية تستوعب الأديان، وفي النهاية لا بُدَّ أن يُكرم الدكتور جمال حمدان تكريم عالي جدا لا يقل عن المفكرين العظماء، وذلك تقديرا منا على كل ما قدمه لنا من أعمال عظيمة خلال فترة حياته”.

وفي نهاية الفعاليات ناقش المشاركون عددا من الأسئلة المطروحة من المشاركين، والذين حرصوا على الإشادة بما يمثله د. جمال حمدان من رمز مصري أصيل، ينبغي أن نفخر به ونقدمه للأجيال المقبلة، كما تم تكريم ضيوف الصالون الثقافي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى