“صاحب نوبل” يرسل رسالة لرواد معرض الكتاب في دورته الـ55
استضافت القاعة الدولية “ضيف الشرف” في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، ضمن المحور الثقافي المصري النرويجي، الكاتب والأديب النرويجي البارز “يون فوسه”، الحاصل على جائزة نوبل للأداب لعام 2023. نظمت الجلسة تحت عنوان “كتابات يون فوسه بين الباطنية الروحانية والصوفية”، بحضور الكاتب سعد القرش، والكاتبة منصورة عز الدين، فيما أدار النقاش خلال الجلسة شيرين عبد الوهاب.
تأتي الندوة في إطار الاحتفال بالكتاب والأدباء النرويجيين، حيث بدأت الجلسة بتقديم تعريف للكاتب النرويجي “يون فوسه” باعتباره أحد أهم كتَّاب النرويج في العصر الحديث، الذي استطاع أن يحصل على جائزة نوبل في الأدب، وهي أكبر الجوائز العالمية في الأدب وتحظى بانتباه الكتَّاب حول العالم.
وقد قدمت “مارجيت والسو” نبذة عن السيرة الذاتية لـ “يون فوسه”، حيث أوضحت أن اسم “فوسه” ارتبط بالمياه نظرًا لقربه وعيشه بين الشلالات، وكتب بإحدى اللغات النرويجية الأصلية. واشتهر بروايته الأولى بعنوان “أحمر أسود” عندما كان في عمر 23 عامًا. كتب العديد من الروايات والشعر والأعمال الأدبية للأطفال.
وتابعت والسو: “كان لديه اهتمام بالموسيقى والعزف على الجيتار، وعلى الرغم من تركه للعزف، إلا أن لغة الموسيقى ما زالت حاضرة في أعماله الشعرية والروائية، نظرًا لحبه وولعه بالموسيقى. قدم العديد من الأعمال المسرحية، وحققت مسرحيته “شخص ما سيأتي” نجاحًا في فرنسا، حيث عُرضت أكثر من ألف مرة في مختلف أنحاء العالم. بعد فترة ككاتب مسرحي، عاد للكتابة الأدبية مرة أخرى، حيث نشر ثلاثية من الروايات معًا، وكتب أيضًا عن علم التنقيب. ادخل الشعر إلى المسرح وأدخل الدراما إلى الشعر”.
وفي لفتة جديدة، تم عرض رسالة فيديو من صاحب جائزة نوبل “يون فوسه”، وكانت الرسالة موجهة لجمهور معرض الكتاب، حيث قدَّم فيها الكاتب نفسه ورحب بتواجده في المعرض. وقال: “مرحبًا، أنا يون فوسه، روائي وكاتب مسرحي وشاعر نرويجي. احترفت الكتابة لأكثر من أربعين عامًا وألفت ما يصل إلى سبعين كتابًا حتى الآن”.
وأضاف “فوسه”: “عُرضت أعمالي المسرحية آلاف المرات في مسارح مختلفة حول العالم. كما تأثرت بالمتصوف المسيحي مايستر إيكهارد، وفهمت كيف يمكن قراءة شعري في ضوء الصوفية، وأعتقد أن هذا الموضوع مثير للاهتمام، إذا سمحتم لي بالقول”. وفي ختام الرسالة، أعرب “فوسه” عن أمله في أن تكون أيام المعرض مثمرة ومثيرة للاهتمام، متمنيًا التوفيق للجميع.
وأعقب الكلمة حوار حول الصوفية في أ عمال “فوسه” والتي حاورت فيها شرين عبد الوهاب. تحدثت عبد الوهاب عن يومين مميزين في حياة وأعمال فوسه، مشيرة إلى أن “الكتابة بالنسبة لفوسه تعتبر رحلة إلى المجهول، حيث يكتب لاستكشاف الذات والانغماس في عوالم غامضة، وهو ما أدى إلى فوزه بجائزة نوبل، ليصبح أول كاتب معاصر يحصل على هذه الجائزة، والتي تركز على الوجودية وكيفية التعايش مع الآخرين الذين حولنا.”
وأضافت عبد الوهاب: “تظهر إحدى الفروق الكبيرة بين العلاقة بين الدين والحياة اليومية في النرويج، حيث يتجلى الدين في المسيحية، بينما يلامس الدين حياة الناس يوميًا في مصر. من هذا المنظور، سنقوم باستكشاف أعمال يون فوسه التي تناولت هذا الموضوع في أعماله الأدبية والمسرحية. وكما قالت، انخرط فوسه في الكاثوليكية، ولذلك يظهر الجانب الفلسفي والروحاني والديني بشكل بارز في أعماله. ونحن هنا في مصر نسعى لاستكشاف هذه الأعمال التي تتقاطع بين الصوفية والروحانية الباطنية”.
فيما أكدت الكاتبة منصورة عز الدين أن المفهوم الصوفي عند “فوسه” يتجلى في التصالح مع العالم، حيث يكون للصوفيين مفهومًا عميقًا للتسامح وعدم وجود ضغائن تجاه أي شيء، وأشارت إلى أن الموت في فلسفته يعتبر فرصة للتسامي في كل شيء. وأوضحت أن هذا المفهوم ينسجم مع فطرة الإنسان قبل أن ينخرط في الأديان، حيث يتحدث “فوسه” عن الانتقال من الروح إلى الجسد، وكذلك عن العلاقة بين الحياة والموت، مشيرة إلى أن “فوسه” ينقلنا من خلال أعماله إلى عالم الأموات والأحياء، حيث يرى الجميع وكأنهم يسيرون في برزخ ما، ويظهر أن كل الأشياء موجودة في هذا العالم ولكن ينقصها البصيرة.
أما الكاتب سعد القرش، فقال: “في البداية، أود أن أقدم مقدمة قصيرة قبل الحديث عن الصوفية في عالم أدب “يون فوسه”. وكانت لدي رغبة في لقاء “فوسه” لأسأله عن أصله العائلي، وكنت أتخيل أنه قد لا يملك آباءً أو لديه أباء لا يحصى، وعندما قرأت أعماله واستكشفت هذا العالم المدهش الذي يحتويها، أردت أن أسأله كيف وصل أو ابتكر هذه الصيغة الرائعة التي أجدها مدهشة”.