مصر القديمة والكتابة.. كيف صنعت مصر التاريخ؟
تلك الوظيفة كانت في مصر القديمة مقتصرة فقط على كبار الرجال داخل الدولة، فكانوا يعتبروا الكاتب حامل لواء المعرفة، ويعد الكاتب الشخص المشرف على جمع الضرائب من جميع أنحاء الأقطار المصرية، كما ترجع أهمية المهنة لاهتمام المصريين القدماء بالكتابة في حد ذاتها، وتعدت عند المصريين مفهوم الكتابة لما بعد الحياة إلى بعد الموت أيضا والبعث والخلود في الحياة الآخرى، لذلك كانت للكتابة في مصر القديمة لها علماؤها وكهنتها الخاصين بهذه المهنة، كما كان الإقبال على مهنة الكاتب من الملوك وعلية القوم في ذلك الوقت، ومن أمثلة هؤلاء الكتاب، برسن، خبيتي وغيرهم، وأشهرهم الكاتب ديمتري.
من خلال منصة كلمتنا نتعرف أكثر على الكاتب في ذلك الوقت.
الكاتب “ديمتري”
ديمتري هو صاحب أشهر تمثال من كتاب مصر القديمة، وهو الكاتب الذي نال الخلود عن طريق مهنته، حيث كانت مهنة الكتابة تحظى بمكانة مرموقة، وصاحبها يظل في رغد طوال حياته، ويرتدي أفضل الثياب وكانت دائما نصائح المصريين لأولادهم “كن كاتباً حتى تظل أطرافك ويديك ناعمة”.
ويعد تمثال ديمتري من أروع الأعمال الموجودة، فهو مصنوع من الخشب وعليه طبقة من الجص الملون، واستطاع صانع التمثال أن يجسد ملامح الكاتب ببراعة وواقعية تحاكي وجه ينبض بالحياة، وخصيصي عين التمثال الذي قام الفنان بإطعامها ببياض العين مع إحمرار خفيف داخل هذه العين.
الكاتب “خع خبر رع سنب”
كان الكاتب كاهناً عاش في عهد “سنوسرت الثاني” ويقال عنه أنه كاتب كلمات كثيرة تعكس ازدهار اللغة وتلخص خروج الحكمة من قلب الإنسان، كما ورد اسم هذا الكاتب بين الكتاب الذين كانت لهم شهرة كبيرة في الأدب المصري.
الكاتب “برسن”
احتل الكاتب برسن عدة مناصب هامة من بينها أنه كان مشرف على السجلات الملكية والجبانة الملكية، كما توجد صور للكاتب يحمل بين يديه ورقة بردي واليد الأخرى ممسكاً بريشة ويتهيأ للكتابة، كما يوجد له تمثال مصنوع من الحجر الجيري الملون.
الكاتب “خبيتي بن دواوف”
ارتبط اسم هذا الكاتب بتعاليم كثيرة منها، أنشودة النيل كما له نصائح كثيرة لابنه عند إرساله إلى العاصمة، يحث فيها ابنه ليقوم بزيارة “بيت الكتب” لاهتمام ذاك الرجل بالعلم.
الكاتب “حوري”
وهو “موري بن ون نفر” ومن أشهر أعماله المساجلة التي تمت بينه وبين أحد الكتاب في ذلك العصر، وقد وصف حوري بعد هذه المساجلة بأنه كاتب صاحب تفكير رزين وفكر هادي وعند مناقشته في عدة أمور تجده على دراية بها، بجانب أنه كان بطل وشجاع في عمله.
مما لاشك فيه أن هولاء الكتاب وغيرهم كثيرين هم من شكلو تاريخ الكتابة المصرية القديمة، وتركوا لنا إرثا مهولا من العلوم المختلفة، بجانب كتب كثيرة كانت نتاج حياتهم وأفكارهم المختلفة، ومن أهم هذه الكتب.
كتاب المرشد
كان الكتاب يستعمله الملوك والشعب على حد سواء، ويصف هذا الكتاب رحلة الشمس السفلية، أي في باطن الأرض، طوال فترة الليل وذلك لاعتقادهم أن الشمس تدخل إلى كهوف الأثنى عشر الموجودة تحت الأرض، لتجتازها في نهاية رحلتها اليومية ساطعة في قلب السماء لتعلن عن يومها الجديد.
كتاب “متون الأهرام”
الكتاب عبارة عن عدة تعاويذ ظهرت في الدولة الحديثة، لحماية جسد فرعون المتوفي بعد موته وإعادة إحياء جسده مرة أخرى للصعود إلى السموات.
كتاب “البوابات”
ويعد أيضا هذا الكتاب أحد كتب العالم السفلي، ووجد هذا الكتاب داخل مقبرة أحد الأفراد، ويتضمن الكتاب محكمة تسمى “أوزير” التي يوجد فيها عند نهاية كل ساعة من الساعات الأثنى عشر بوابة ويوجد حارس لكل بوابة منهم ويكون “ثعبان”، وتعقد المحاكمة الخاصة “باوزير” للشخص المتوفي وبعد المحاكمة يتجه الأشخاص الصالحين إلى حقول “يارو” الجميلة، بينما الأشخاص المذنبين يكون مصيرهم الفناء.
اقرأ أيضا: ما هي استخدامات الفضة.. ولماذا لم يلبسها الفراعنة؟