كاتب ومقال

دار في خاطري| كلنا جنبًا إلى جنب

إنه الربيع وما أجمل الربيع وأزهاره اليانعة المتفتحة المبهجة، ونسماته الرقيقة التي تبعث في النفس السعادة والتفاؤل، وما أجمل الأوقات الطيبة برفقة الأصدقاء حيث اللعب والمرح.

اليوم هو يوم شم النسيم، يوم ربيعي جميل، وقد اتفقنا أنا وأفراد أسرتي أن نمضي هذا اليوم الجميل بصحبة جيراننا في إحدى الحدائق الجميلة.

كنت قد اشتقت إلى مارلين جارتي وصديقتي الغالية، فمنذ احتفلت معي بعيد الفطر المبارك لم ألتقي بها وذلك لأنها سافرت برفقة والديها لزيارة جدتها المريضة، واليوم عادت بعد أن تحسنت صحة جدتها، فقد أخبرتني بذلك بالأمس حين اتصلت بها لأهنئها بالعيد.

إن مارلين فتاة طيبة ورقيقة، فنحن صديقتان حميمتان منذ عشر سنوات، منذ ذهبنا إلى المدرسة أول مرة، لن أنسى تلك الذكريات الجميلة، والألعاب الطفولية، والضحكات الصافية، ولن أنسى حين أتت إلينا هي وأمها في أواخر شهر رمضان لمساعدتنا أنا وأمي في صنع كعك العيد بعدما أخبرتها بأن أمي تنوي صنع كم كبير من الكعك لتهدي به خالاتي وعماتي.

سمعت صوت باب منزل مارلين يفتح فأسرعت إليها وتعانقنا، وأخبرتها أنني سوف أعود إليها بعد ساعة لنقوم بتجهيز كل ما نحتاج إليه في نزهتنا، وبالفعل ذهبت إليها بعد ساعة ومعي مفاجأة لها وهي علبة من الكعك والبسكويت أعددته لها، ومن ثم قمنا بإعداد البيض الملون الذي قمنا بسلقه مع الكركم من أجل اللون الأصفر، والبقدونس اللون الأخضر، أما الكركديه أعطانا اللون الأزرق، وحصلنا على الأحمر من البنجر، والبني من البن، فذلك البيض خصصناه للأكل، أما بخصوص اللعب فقد قامت أمي بتفريغ البيض من خلال ثقب صغير لتبقى القشرة سليمة فنستطيع تلوينها ونقشها بالألوان كما يحلو لنا.

ذهبنا إلى الحديقة انتقينا مكانا مناسبا لنا، جلسنا وتناولنا الطعام الذي كان عبارة عن أسماك مملحة جهزتها أمي بشكل يسهل علينا أكله دون عمل أي إزعاج في الحديقة، كما أن الإضافات التي أضافتها إليه من خل وزيت وليمون وطحينة جعلته لذيذا وغير ضار بالصحة، وإلى جانب ذلك كان هناك الكثير من الخضراوات المختلفة، بالإضافة إلى البيض الملون الذي أعددناه أنا ومارلين.

انتهينا من تناول الطعام ونظفنا المكان جيدا، ومن ثم رحنا نلهو ونلعب تحت أشعة الشمس الذهبية، والظلال الوارفة، بين الأشجار والأزهار، حتى آتى وقت الغروب، وذابت الشمس في الأفق البعيد، فأسدل الليل ستائره، وعندها عدنا إلى البيت.

وعلى الدرج قالت لي مارلين: كان اليوم يوما جميلا يا عائشة، قلت لها: أجل! فقالت: لابد أن نستعد من الغد للتخطيط ليوم جميل آخر وهو أول أيام عيد الأضحى، فقلت لها: بالتأكيد سوف يكون يوما مميزا، ثم ذهبت كل منا إلى بيتها.

هكذا نحن دائما أنا ومارلين نتفق ونتعاون، نتشارك الأفراح والأتراح، ونبقى جنبا إلى جنب، ويبقى الدين لله.

بقلم: ريم السباعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى