ولدت حكمت أبو زيد في عام 1916 بقرية «نزالي جانوب» بالقوصية محافظة أسيوط، وكان ترتيبها الثالث بين أشقائها الثلاثة، التحقت حكمت بالمدرسة الابتدائية في سوهاج ثم أسوان، وتقدمت بعدها للالتحاق بمدرسة حلوان الثانوية للبنات.
وفي 1940، التحقت بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، وكان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين، الذي تنبأ لها بمكانة رفيعة في المستقبل.
ثم حصلت على دبلوم التربية العالي من وزارة التربية العالي من وزارة التعليم بالقاهرة في 1944 ثم الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا في 1950، ثم الدكتوراه في علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا في 1955.
سيدات يحملن السلاح
قالت أبو زيد -عن تلك الفترة- “كنا نشارك في المقاومة الشعبية، وكانت جزءا من تكويننا، فبعض الفتيات يقمن بالتمريض والبعض يحمل البنادق ويتعلم استخدامها استعدادا للمعركة”.
وحين شن التحالف الفرنسي الإنجليزي الإسرائيلي عدوانا على مصر عام 1956؛ انضمت أبو زيد إلى فرق المقاومة الشعبية وتدربت على حمل السلاح وسافرت إلى بورسعيد مع إنجي أفلاطون الفنانة المصرية التي تنتمي إلى رواد الحركة الفنية التشكيلية في مصر والعالم العربي، وسيزا نبراوي أول من قادت مظاهرة نسائية عام 1919 وكانت لها شهرة في الحركة الوطنية قبيل يوليو 1952.
وفي البداية عملت حكمت مدرسة في مدرسة بحلوان، المدرسة نفسها التي درست بها سابقا تخرجت منها، ثم عملت بعد ذلك في كلية البنات جامعة عين شمس، وكانت أسماء فهمي هي العميدة للكلية عام 1955. ومن عام 1962 إلى عام 1965، تم وقع الاختيار على حكمت لتتولى منصب وزيرة الشئون الاجتماعية في عهد الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية جمال عبد الناصر. ولاحقًا، عملت حكمت كأستاذة في قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة. كما أنها عضو في المجلس الأعلى للثقافة.
وبتوليها هذا المنصب فتحت الباب للمرأة لتولي المناصب القيادية.
أعمال حكمت أبو زيد بالوزارة
في 1964 ساهمت حكمت في وضع قانون 64 وهو أول قانون ينظم عمل الجمعيات الأهلية، وعندما وقعت هزيمة 1967، كلفها عبد الناصر بالاهتمام بالرعاية الاجتماعية لأسر الجنود الموجودين على الجبهة المصرية، وحققت نجاحا منقطع النظير. وفي 1969 قامت حكمت بالإشراف على مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرضها للغرق مما جعل عبد الناصر يطلق عليها لقب «قلب الثورة الرحيم».
إسقاط جنسيتها في عهد السادات
عندما وقع الرئيس السابق محمد أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد اعترض جميع المثقفين على هذا ومنهم حكمت أبو زيد، فبعد عودتها للجامعة للتدريس بعد رحيل جمال عبد الناصر في العام 1970، اختلفت بشدة مع قرار الرئيس السادات لمبادرة السلام مع الكيان الصهيوني، وشكَّكت في النوايا الصهيونيَّة تجاه الأمة العربيَّة، مما جعلها تتلقى أبشع الاتهامات حتى وصلت للنفي خارج البلاد، وسافرت حكمت وزوجها إلى ليبيا.
وفي حوار لها لجريدة نصف الدنيا عام 2011، قالت فيه إنه «لم يحدث حرمان من الجنسية»، وأن ما حدث هو «أنهم لم يعطوني جواز السفر المصري وكانوا يريدون أن يعطوني وثيقة فرفضت وكنت أسافر بالجواز الليبيي». ظلت حكمت خارج مصر لمدة عشرة سنوات حتى عادت بقرار من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك في عام 1992.
نموذج لأي وزير
أكد الدكتور أشرف ياسين -أستاذ العلوم السياسية- أن حكمت أبو زيد ليست نموذجا للوزيرات المؤثرات فقط وإنما تعد نموذجا لأي وزير أيضا من حيث نشاطها وتفانيها في العمل وعقليتها المتقدة دوما لخدمة المواطنين، وابتكار حلولا لمشاكلهم.
وتوفيت حكمت أبو زيد عن عمر يناهز 89 عاماً في مستشفى الإنجلو أمريكان نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية بعد معاناة لفترة طويلة مع المرض.
اقرأ أيضًا: أول محامية مصرية.. كيف نجحت “مفيدة عبدالرحمن” في كسر المألوف؟