تعد سهير القلماوي رمزًا نسائيًا، كونها أول امرأة مصرية حصلت على الماجستير والدكتوراة في الآداب لأعمالها، وكما عينتها جامعة القاهرة كأول مُحاضِرة تشغل هذا المنصب، ولدت في 20 يوليو 1911 بالقاهرة، نشأت في عائلة تفخر بتعليم إناثها ولذلك كانت قادرة على الاستفادة من مكتبة أبيها.
وفي أثناء ثورة 1919، نشأت سهير القلماوي وسط تأثير السيدات المصريات خلال الفترة التي كانت بها الناشطة النسوية هدى الشعراوي والشخصية القومية البارزة صفية زغلول، وركزت تلك النساء وناشطات نسوية أخريات على نقل المناظرة النسوية للشوارع لإنشاء حركة بعيدة المدى، وأثر هذا المقصد على بعض مبادئها النسوية فيما بعد.
بمن تأثرت؟!
تخرجت سهير القلماوي من الكلية الأمريكية للفتيات وكرست نفسها لدراسة الطب كوالدها في جامعة القاهرة.
ومع ذلك، وفور تلقيها الرفض، شجعها والدها على التخصص في الأدب العربي عوضاً عن ذلك، وأصبحت أول فتاة شابة ترتاد إلى جامعة القاهرة وأول امرأة بين 40 رجل تدرس الأدب العربي.
وخلال وجودها في جامعة القاهرة، تأثرت القلماوي بالدكتور طه حسين الذي كان رئيس قسم اللغة العربية ورئيس التحرير بمجلة جامعة القاهرة، وقام عميد الأدب العربي طه حسين بجعل القلماوي مساعدة رئيس التحرير في مجلة جامعة القاهرة عام 1932.
وخلال فترة دراستها، أيضاً كانت مذيعة لخدمة البث الإذاعي المصري وبعدها حصلت على الماجستير في الآداب، وتلقت منحة لإجراء البحوث في باريس لشهادة الدكتوراة.
وفي عام 1941، بعدما انتهت من رسالة الدكتوراة، أصبحت أول امرأة تحصل على الدكتوراة في الأدب العربي من جامعة القاهرة.
وخلال هذه الرحلة التعليمية الطويلة تأثرت بكتابا مثل طه حسين ورفاعة الطهطاوي وابن إياس وساهموا في موهبتها الأدبية بشكل كبير وشكلوا صوتها كأديبة عربية أصيلة.
اقرأ أيضًا: هل أسقط “السادات” الجنسية عن أول وزيرة مصرية؟.. إليكم الحقيقة كاملة!
أسست “معرض القاهرة الدولي للكتاب”
تستمر القلماوي، النموذج المثالي للمرأة المصرية الجديدة في مسيرتها، وتصبح رئيس قسم اللغة العربية من 1958 إلى 1967، حيث أصبحت في هذا العام أول امرأة ترأس “الهيئة المصرية العامة للكتاب”، ونشرت أول دواوين أحمد فؤاد نجم “صور من الحياة والسجن”، ولأكثر من 50 من الشبان الواعدين آنذاك، عبر إصدارها لسلاسل أدبية سمّتها “مؤلفات جديدة”.
وفي العام نفسه أسست “القلماوي” أول معرض في الشرق الأوسط هو “معرض القاهرة الدولي للكتاب”،
وترأست “الهيئة المصرية العامة للسينما والمسرح والموسيقى” عام 1967، ورئيسة “مجتمع ثقافة الطفل” عام 1968، ورئيسة هيئة الرقابة من 1982 إلى 1985، وقبل ذلك كانت قد أصبحت رئيسة أول اجتماع للفنون الشعبية عام 1961، وشكلت لجنة للإشراف على “جامعة الفتيات الفلسطينيات” للحديث عن اهتمامها بالقضية الفلسطينية.
ورحلت سهير القلماوي في عام 1997، عن عمر ناهز 86 عاما، لم تبخل بجهودها في تنمية الثقافة في الوطن العربي كله.
اقرأ أيضًا: أول محامية مصرية.. كيف نجحت “مفيدة عبدالرحمن” في كسر المألوف؟