كان للمرأة المصرية السبق والريادة في الوصول إلى المناصب وشغل المجالات التي كانت حكرًا على الرجال لزمن طويل، فنجد “لطيفة النادي” أول كابتن طيار مصرية عربية إفريقية، بينما “سميرة موسى” كانت أول عالمة ذرة، وبطلة قصتنا اليوم هي مروة السلحدار، أول سيدة قبطان بحري مصرية عربية، وأول فتاة يوضع اسمها ضمن طاقم كبير على متن السفينة المصرية “عايدة 4”.
البحث عن الشغف
التحقت مروة عام 2013 بالأكاديمية البحرية شعبة النقل الدولي، وبعد قضاءها فصلًا دراسيًا واحدًا لم تجد نفسها في ذلك القسم ولم تحب الدراسة به، ونظرًا لكون شقيقها الأكبر يدرس بالأكاديمية في شعبة الملاحة البحرية، مما أثار فضولها للتعرف على المواد الدراسية التي يدرسها وطبيعة عمله بعد التخرج من الشعبة، تمنت مروة أن تلتحق بشعبة الملاحة البحرية، وازداد شغفها عندما شجعها شقيقها للدراسة بالقسم معللًا بذلك أنه يتوافق مع ميولها وشخصيتها.
أول قبطانة مصرية
أخذت السلحدار القرار بالتقدم للالتحاق بشعبة الملاحة البحرية، وبالفعل نجحت في اجتياز كافة الاختبارات والكشف الطبي واختبار اللياقة البدنية التي يخضع لها جميع الشباب المتقدمين، مما أهلها للالتحاق بشعبة الملاحة البحرية، وكانت الفتاة المصرية والعربية الوحيدة، إلى جانب فتاة أخرى نيجيرية، واستطاعت مروة وسط 1200 شاب معها في نفس الفرقة أن تتخرج وبتفوق من قسم الملاحة البحرية دفعة 2013، وبذلك أصبحت أول فتاة مصرية وعربية في مهنة قبطانة بحرية.
بعد التخرج
رفضت مروة بعد تخرجها العمل في الشركات الخاصة، مفضلة عملها داخل الأسطول البحري المصري، عملت كضابط ثاني وتعتبر أول فتاة يوضع اسمها ضمن طاقم كبير على متن السفينة المصرية “عايدة 4″، التي مهمتها تدريب طلاب الأكاديمية البحرية ونقل ضباط المنارات بين الموانئ ومدّ الفنارات المصرية في البحر الأحمر والبحر المتوسط بالغاز والمواد اللازمة لتشغيلها.
عبور قناة السويس الجديدة
وفي عام 2015، وبعد تخرجها بسنتين، انتهت الدولة المصرية من إنشاء قناة السويس الجديدة، وكان مقرر إقامة حفلة بمناسبة الافتتاح وعبور أول سفينة في التفريعة الجديدة الخاصة بالقناة. وفور علم مروة السلحدار بذلك، تقدمت بطلب لمدير الأكاديمية البحرية لرغبتها في أن تكون ضمن طاقم السفينة “عايدة 4” خلال الاحتفالية. وبالفعل تم الموافقة على طلبها، وكانت السلحدار أول وأصغر قبطانة تعبر من قناة السويس الجديدة، لتكون مثلًا أعلى في التحدي والإصرار.
تكريم الرئيس السيسي
وفي 2017، “عام المرأة المصرية”، نالت مروة السلحدار شرف تكريم الرئيس السيسي لها في احتفالية المرأة المصرية كنموذج للمرأة الملهمة.
حملة تشويه
وفي مارس 2021 تعرضت مروة لحملة تشويه ممنهجة، فبعد حادث جنوح السفينة إيفر جيفن الشهيرة في قناة السويس، انتشرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي مصحوبة بصورة مزيفة لعناوين أخبار تفيد بأنها المسؤولة عن جنوح السفينة، كما انتشر حساب على تويتر يحمل اسمها ويقوم بنشر تلك الشائعات.
تحديات وصعوبات
وقالت مروة وقتها إنها لا تعرف من الذي بدأ في نشر تلك الأخبار والإشاعات، مؤكدة أنها شعرت بأن السبب كان لمجرد نجاحها كامرأة في هذا المجال. مضيفة أنها ليست المرأة الأولى التي تتعرض لتحديات أو صعوبات نظير عملها في هذا المجال الذي كان مقتصرًا ولفترة طويلة على الرجال.
اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي للعمل الإنساني.. “نازلي قابيل” كرمها جميع رؤساء مصر لعطائها المجتمعي
