خروجتنا

“بيت السناري”.. تحفة أثرية ثقافية بالسيدة زينب

هناك بيوت ومنازل قديمة في القاهرة لا يزال يسكنها التاريخ.. ففي حارة منج المجاورة لمسجد السيدة زينب بالقاهرة يقع بيت السناري، الذي يشبه في تخطيطه المنازل الإسلامية الأثرية وكان فى يوم من الأيام مقرًا لعلماء وفناني الحملة الفرنسية على مصر، وقد عُرف بيت السناري في فترة زمنية معينة باسم قصر “نابليون بونابرت”.

ذلك البيت الذي يتملكك حالة من الانبهار ما أن تطأه قدمك، فهو شاهد على الكثير من حكايات التاريخ، فلقد كان يعرف بمنزل “إبراهيم كتخدا السنارى” الذي بناه فى عام 1794، واعتُمد كمبنى أثري.

وكان صاحبه قد تركه وفر مع مراد بك من هجوم الفرنسيين، فانتقل أعضاء البعثة العلمية للإقامة فيه، ويرجع ارتباط اسم بيت “السنارى” بنابليون بونابرت إلى إقامة علماء الحملة فيه كدار لهم، وكذلك مصوريها وعلى رأسهم ريغو، الرسام الأشهر في الحملة.

وبعد رحيل الفرنسيين، قرر المؤرخ الفرنسي “جلياردو” تحويل المنزل إلى متحف باسم “بونابرت”، ولكن هذا المتحف قد تم إغلاقه بعد وفاة جلياردو فأخلى من السكن.

بيت السناري

مجمع علمي

يعتبر هذا البيت شاهدًا على تاريخ يمتد لأيام الحكم العثماني لمصر، حيث رسم معالم وآثار والعادات والتقاليد المصرية، وعندما جاء “نابليون بونابرت” على رأس حملته إلى مصر، وقع اختياره على هذا البيت ليكون مقرًا للمجمع العلمى الذي سعى لإنشاءه.

وكان المجمع صورة طبق الأصل عن المجمع الفرنسى في باريس، وذلك لأنه تكون من أربعة أقسام هي:

قسم الرياضيات، وقسم الطبيعة، وقسم الاقتصاد السياسي، وقسم الآداب والفنون الجميلة.

ولقد تم بناء هذا المنزل كبيوت الأثرياء وذلك لأنه يضم معظم سمات عصر المماليك، كما أنه يحمل بين جدرانه وأسقفه جماليات الفن المعمارى الزخرفي، مما يجعل بيت السناري تحفة أثرية معمارية نادرة في شكل بيت أثري، وذلك لأنه نموذج مكتمل التكوين.

ويظهر ذلك في تأسيسه وعمارته الممتازة وتتوسط فناء البيت من الداخل نافورة متميزة، ويتميز ذلك البيت الأثري باستخدام الخشب بجوار الحجر في البناء، دون أي عوامل مساندة مثلما كان يتم البناء في تلك الفترة.

بيت السناري

وصف مصر

ويتمتع بيت السنارى بأهمية تاريخية غير عادية، لأته كان مبعثًا لنهضة علمية وثقافية عظيمة، وجرت فيه أول محاولة للكتابة عن مصر بشكل علمي من خلال علماء الحملة.

فلقد وضع علماء الحملة الفرنسية فيه كتاب “وصف مصر” الذي يعد أشمل وأقيم موسوعة تحدثت عن بلدنا في التاريخ الحديث، والتي أهديت لمكتبة الإسكندرية نسختها الأصلية.

وكانت وزارة الثقافة المصرية أصدرت قرارًا بتسليم بيت السناري لمكتبة الإسكندرية، وتم تجهيزه ليصبح مركزًا ثقافيًا كبيرًا للعلوم والثقافة والفنون، بهدف إحياء المجمع العلمي المصري القديم الذي أسسه نابليون بونابرت في هذا المنزل.

ويقام به العديد من النشاطات المتنوعة مثل صالون الشباب الأدبي والمعارض الفنية، إلى جانب دورات تدريبية في الخط العربي القديم واللغة القبطية والخط الهيروغليفي.

أما عن سعر تذكرته فهي 10 جنيهات للمواطن و5 جنيهات للطلاب.

بيت السناريبيت السناري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى