خروجتنا

دار الأوبرا رحلة أكثر من 150 عامًا.. وسر حريق “الأوبرا المصرية”

تعتبر مصر وتاريخها حجر الأساس في نهج سير حياة المصريين، كما أن مصر من الدول التي حظيت بحضارة 7000 سنة وتاريخ في ازدهار العلم والعلماء، لتأتي الاوبرا وتكون إحدى منارات العلم في مصر والعالم أجمع، استغرق بنائها 6 أشهر، وضع تصميمها المهندسان الإيطاليان أفوسكانى وروس.

تاريخ الافتتاح

جاءت لحظة الحسم وهو افتتاحها فى يوم 1 نوفمبر من عام 1869، فى حضره الخديوى إسماعيل والإمبراطورة أوجينى زوجة نابليون الثالث وملك النمسا وولى عهد بروسيا وافتتحوا” دار الأوبرا الخديوية”، وكان هناك مكان مخصص للشخصيات الهامة واتسمت تلك الدار بالعظمة والفخامة.

وتم افتتاح الأوبرا الخديوية في الأول من نوفمبر 1869 مع احتفالات قناة السويس، واهتم الخديوي إسماعيل في أن تفتتح دار الأوبرا الخديوية بعرض أوبرا عايدة، وقد حالت الظروف دون تقديمها في موعد الافتتاح وتم افتتاح الأوبرا الخديوية بعرض ريجوليتو.

وتم عرض أوبرا عايدة، التى كتب نصها الغنائى جيسلا نزونى، ووضع موسيقاها الرفيعة الموسيقار الإيطالى “فيردى” بعد الافتتاح بعامين فى 24 ديسمبر 1871، بدأت دار الأوبرا بوهج وتقدم على نحو 8 سنوات واستمرت على هذا الحال في نفس حجم النشاط والتطور .

كانت نموذجًا مبهرًا على غير المعتاد، لكن لم يستمر الحال كما هو فى مسيرة دار الأوبرا حيث تأثرت الأوبرا الخديوية بالظروف السياسية الاقتصادية والاجتماعية التى كانت تمر بها مصر.

أهم المراحل التي مرت بها الأوبرا:

المرحلة الأولى

خلال تلك المرحلة استاطعت الأوبرا أن ترسخ وجودها بين أهم دور الأوبرا فى العواصم والمدن الكبرى سواء بافتتاحها المبهر ثم عرض “عايدة” لأول مرة فى العالم على مسرحها ثم الانطلاق فى مواسم سنوية لامعة سواء فى حجمها أو فى مستوى الفنانين المشتركين فى عروضها.

المرحلة الثانية

تعثرت الدار فى هذه المرحلة من مسيرتها فى أواخر حكم الخديوى إسماعيل، ولم تلبث أن توقفت أنشطتها فى عام 1877م، لدرجة أن مديرها “دارنيت بك” تركها قبل رحيل الخديوى بعامين، ليتولى الفنان المصري “ليوبولد لاروز” شئونها الفنية، وتغلق الدار أبوابها مع مجىء توفيق وفى أذياله الاحتلال البريطانى لمصر.

المرحلة الثالثة

بدأت فى تلك المرحلة حالة من الانتعاش تعود بشكل تدريجى، فقامت أغلب حفلاتها على الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية، وقدم العروض فى تلك المرحلة أسماء العربية وهم “أحمد أفندى أبوخليل القبانى، وعبده أفندى الحامولي فى موسم من اثنتي عشرة حفلة.

زارتها سارة برنار، الممثلة المسرحية التى ذاع صيتها في أوروبا في أوائل السبعينيات من القرن التاسع عشر، كما كانت أبرز بداية لعودة الفرق الأجنبية فى إطار المواسم التقليدية الكبيرة، كان فصل الخريف 1913م هو آخر مواسم الأوبرا قبل الحرب العالمية الأولى، قدمت فيه فرقة «باروش» ستين حفلة من الأعمال الإيطالية والفرنسية، ومن روائع فاجنر تريستان وايز ولده وتانهويزر وسالومى لريتشارد شتراوس. وامتد الموسم حتى ربيع العام التالى 1914، وتخلل الموسم حفل لفرقة كورال برلين.

المرحلة الرابعة

توقفت وفود الأوبرا من أوروبا طوال فترة الحرب العالمية الأولى، واقتصر نشاط الدور على الجهود المحلية، إلى جانب عروض فرقة جورج أبيض التى قدمت: “مكبث، الملك يلهو، الماريونت، مدام سان جين”.

المرحلة الخامسة

مع انتهاء سنوات الحرب وتوابعها، بدأت بدار الأوبرا سلسلة من القمم فى مواسم سنوية طويلة بدأ أولها فى ديسمبر عام 1919، وقدمت فيه فرقة “دلفينو لنيانى” روائع الأوبرات والأوبريت والباليه فى ثمانين حفلة وثلاث حفلات سيمفونية وحفلتين لعازف الفيولينه “سيراتو” الذى سبق له تقديم حفلاته بالدار فى عام 1905.

المرحلة السادسة

وظلت دار الأوبرا الخديوية فى تقديم رسالتها الفنية الراقية  حتى احترقت فى 28 أكتوبر عام 1971 بعد أن ظلت منارة ثقافية لمدة 102 عاما، ولم يتبق منها سوى تمثالي “الرخاء” و”نهضة الفنون” وهما من عمل الفنان محمد حسن، وعدد من الكراسي.

تفاصيل الحريق

فى صباح يوم 28 أكتوبر عام 1971، استيقظت مصر على نبأ حريق دار الأوبرا المصرية، أحد أهم الآثار الثقافية بمصر، التى التهمتها النيران على مدار 6 ساعات متواصلة ابتداءً من الساعة الرابعة فجرًا، ورغم أن أسباب هذا الحريق أرجعت إلى حدوث ماس كهربائي، إلا أن الشكوك كانت متزايدة حول نشوب هذا الحريق بفعل فاعل.

ونسبت إلى أن تكون بفعل فاعل لأن قبل الحريق بشهرين تم عمل صيانة متكاملة لشبكة الكهرباء في الأوبرا، ما يجعل هناك صعوبة فى حدوث ماس كهربائي، وتزايدت هذه الشكوك مع وجود بلاغ عن سرقة بعض محتويات دار الأوبرا مثل النجفة الكبيرة التى لا يمكن أن تخرج دون فكها إلى أجزاء.

وبعد حريق الأوبرا الخديوية، بنى مكانها جراج متعدد الطوابق، بينما اختير مكان آخر لبناء أوبر جديدة هى “دار الأوبرا المصرية” والتى يقع فى مبناها الجديد.

وتم تشييد”دار الأوبرا المصرية” كمنحة من الحكومة اليابانية، بأرض الجزيرة، فى القاهرة، وقد بنيت الدار على الطراز الإسلامي، والتى افتتحت فى 10 أكتوبر من العام 1988، وبنيت بأرض الجزيرة، فى القاهرة، على الطراز الإسلامي، والتى افتتحت فى 10 أكتوبر من العام 1988.

اقرأ أيضًا: المايسترو سليم سحاب .. فلسطيني رواه النيل بسحر الموسيقى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى